& حمد الكعبي

& ليست مجرد معلومة، يتداولها الناس حول العالم، وتوفرها محركات البحث، أنّ الإمارات تمتلك أعلى هيكل معماري شيّده الإنسان على الأرض، منذ ارتفع برج خليفة 829 متراً في دبي العام 2010، وأنّ لديها متحف «اللوفر أبوظبي»، أبرز الحواضن العالمية لتاريخ الفنون وأيقوناته الملهمة.

البرج والمتحف، وعشرات المشروعات والأفكار والمنتجات الثقافية والاقتصادية والسياحية هي عناصر «القوة الناعمة» التي وضعت لها الإمارات استراتيجية، العام الماضي، بهدف «ترسيخ سمعتها كدولة حديثة، منفتحة، متسامحة ومحبة لكافة شعوب العالم»، بالتعاون مع قنوات إعلامية وشبكات من الأفراد المؤثرين والمؤسسات البحثية، بما يحقق مصالح الدولة، ويجعلها حاضرة في المشهد الإنساني، لما تشتهر به من مكونات وعلامات حضارية، أو تجارية ذائعة الصيت.
«القوة الناعمة» بما هي مفهوم عصري، ظهر في نهايات القرن الماضي، يقترح أدوات جديدة للنجاح والسيادة الثقافية، فالترسانات العسكرية الضخمة، والقدرة على التغيير بالقوة لا تشكلان عمقاً حضارياً مستمراً للدول، فلا بد من أن تتخفف من خشونتها، وتستغل ثروتها ومواردها المادية والإبداعية في بناء ونشر خصوصيتها المحلية، وما يميّز هويتها، وتراثها.


على نقيض «القوة الخشنة» القائمة على الهيمنة وفرض الواقع، فإن «القوة الناعمة» سريعة التأثير في الأفراد والجماعات، وذلك ما يجعل الإمارات في طليعة البلدان المفضلة للعيش والإقامة، وقد صنعت نموذجاً لدولة معتدلة متسامحة وآمنة تجذب ملايين البشر إلى منتجها الإبداعي، وتستثمر في صدقيتها وسمعتها، فتجد قبولاً وترحيباً دولياً بتجربتها ومكانتها.
الإمارات أدركت أهمية ارتياد هذا الأفق، فأسست «مجلس القوة الناعمة»، ويرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي أن الإمارات «لديها القوة العسكرية والقوة الاقتصادية، وتستعد لبناء منظومة القوة الناعمة، من أجل ترسيخ سمعة عالمية، تخدم مصالح شعبنا على المدى الطويل».


خير مثال على رؤية سموه، حجم المشاركة في «تحدي القراءة العربي» لهذا العام. فأكثر من عشرة ملايين طالب وطالبة شاركوا في التظاهرة، وهؤلاء يشكلون قوة ناعمة، لأكبر مشروع ثقافي عربي، ابتكرته الإمارات تماماً، يُضاف إلى ذلك البنية الصلبة من المشروعات والمبادرات الاقتصادية والسياحية والفنية، الموجودة حصرياً في دولتنا، أو التي حققناها بالتعاون والشراكة مع الدول والمؤسسات والشركات العالمية.
في «الاتحاد» اليوم ملف خاص، يتناول أبعاد هذا النفوذ الجديد ومظاهره وشروطه في عالم اليوم، ونحن نمتلك كل الطموح والمقومات اللازمة لقصة تفوق أخرى..&