&أثارت الطروحات السياسية التي وردت في خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أمس الأول، غضب القوى السياسية الأساسية، سواء كانوا من خصومه أم من شركائه مثل «التيار الوطني الحر».

نصرالله وضع أمس الأول شرطا ضمنيا بأنه لن تتشكل حكومة جديدة في حال لم تحل العقدة السنية، أي لم يجر توزير أحد النواب السنّة الستة المستقلين.

وسبق أن اعترض على هذا الشرط، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وخلفه التيار الوطني الحر الأكثر تمثيلا في الشارع المسيحي، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وخلفه تيار المستقبل الأكثر تمثيلا في الطائفة السنية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط مضافا اليهم حزب القوات اللبنانية الذي قدّم تنازلات لحل العقدة المسيحية.

المراقبون السياسيون أجمعوا على أن المعني الأول بخطاب نصرالله التصعيدي هو موقع رئاسة الجمهورية، إذ أنه بالدرجة الأولى يضع عراقيل أمام تشكيل حكومة ينتظرها العهد لتحقيق إنجازات، بل أنه كذلك يرمي كرة العقدة السنية الى عون الذي بات عليه إقناع الحريري بتوزير أحد السنّة المستقلين من حصته، إذا لم يشأ أن يمنح وزيرا من حصة الرئاسة.

التعليق الأقوى على خطاب نصرالله جاء من حزب «القوات اللبنانية»، وتوجه القيادي القواتي ريشار قيومجيان في تغريدة على حسابه عبر «تويتر» الى نصرالله بالقول: «مارس وصايتك وفوقيتك واستعلاءك وارفع إصبعك ما شئت. سيّان»، مضيفا أن «كرامة الرؤساء والبطاركة والمفتين من كرامتنا، وكرامة اللبنانيين أكبر من حكومة ومن وزير تابع لولايتك». وتابع قيومجيان: «لا يا سيّد القوة والفرض والتهديد والصراخ تمشي عندك مش عنّا، مع بعض الذميّين مش معنا ولا مع البلد».

ورد رئيس «​الحزب التقدمي الإشتراكي​« النائب السابق ​وليد جنبلاط​، على نصرالله​، لافتا إلى أنه في «هذه اللحظة في فرنسا يؤكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على المصالحة بعد مئة عام من اندلاع الحرب العالمية الأولى».

وأشار إلى أنه يتوجه إلى السيد نصرالله، كمواطن عادي، «من أجل التأكيد على الحوار على نقطة واحدة فقط، هي منع الانهيار الاقتصادي والجوع بعيدا عن الصواريخ وإيران وسورية».

أما لدى التيار الوطني، فكان الحذر سيد الموقف، خصوصا أن خطاب نصرالله جاء بعد ساعات قليلة من لقائه رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل. عضو تكتل

«​لبنان القوي​« النائب ​آلان عون​ جدد الاعتراف بوجود خلاف مع «حزب الله» حول العقدة السنية، لكنه أشار الى أن حلها يكون بين الحريري وحزب الله.

وقال عون في تصريح: «هذا البلد منذ عام 2005 برهن أنه لا يمشي دون تفاهم كل المكونات الأساسية، وأن كل مكون أساسي يمكن أن يعطله».

أما وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال، ​سيزار أبي خليل،​ الذي ينتمي الى «التيار الوطني»، فرأى أن «نصرالله​ ترك بابا للحل بالنسبة للعقدة السنية، ولا داعي للتشاؤم المضخم، والحل سيكون عادلا ويحترم المعايير، لكن ليس من حصة ​الرئيس ميشال عون​«.

وبينما من المقرر أن تجرى اليوم جلسة تشريعية لمجلس النواب تتابع بعض الملفات الحياتية العالقة، أعلن رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ الموجود في باريس مؤتمرا صحافيا غدا الثلاثاء عند الواحدة والنصف في ​بيت الوسط​ يعرض خلاله للتطورات السياسية ومستجدات ​تشكيل الحكومة​.