&حمود أبو طالب

الوضع الفلسطيني بشقيه الحمساوي والفتحاوي أصبح رثاً كما لم يكن من قبل وبشكل لا يُبقي مقداراً من الأمل على أن فلسطين جديرة بكل ما قدمه العرب للقضية التي شغلتهم منذ بدايتها. وعندما نشير إلى شقين في السلطة الفلسطينية فنحن نشير عملياً إلى جهتين متضادتين وصل بهما الأمر إلى الاقتتال وتصفية بعضهما البعض، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية تدريجياً حتى تتلاشى وتختفي.

المفاجآت الفلسطينية لا تتوقف، فقد صرح سفير فلسطين في إيران مؤخراً بأنه يتمنى أن يصلي في القدس خلف الإمام خامئني، وسفير فلسطين هو سفير السلطة الفلسطينية التي يتعامل معها العرب على أنها السلطة الشرعية. هكذا وبكل جرأة ووضوح أراد السفير الفلسطيني التعبير عن ولائه التام لإيران عدوة العرب الأولى التي تهدد تأريخهم وقوميتهم واستقرارهم وأمنهم، ومع ذلك لم نسمع تعليقاً من السلطة الفلسطينية على هذا الموقف لسفيرها.

وفي نفس الوقت حدثت فضيحة أخرى غير مستغربة من حركة حماس المرتبطة عضوياً بتنظيم الإخوان وإيران عندما تسلمت الملايين من السفير القطري عبر إسرائيل وتحت إشراف الأمن الإسرائيلي ومعرفة نتنياهو شخصياً ومباركته. هذه هي حماس التي تتاجر بالدم الفلسطيني والأرض الفلسطينية في بازار المال والولاءات الايديولوجية مع الذين يهدفون لتمزيق الدول العربية. وللتذكير فإن حماس قد استنكرت بشدة العقوبات الأمريكية على إيران زاعمة أنها سوف تتسبب في خلق التوتر في المنطقة. هذا شكل سافر ودليل دامغ للذين ما زالوا غير مقتنعين بعمالة وفساد منظمة حماس وضربها للفلسطينيين في مقتل.

هذه هي الحالة الفلسطينية الآن التي تقف في معسكر أعداء العرب، فماذا ننتظر من مفاجآتها بعد؟!