عبدالله بن بخيت

&الفرق بين اليهود والعرب كثير، من بين هذا الكثير الانتساب للحضارة الغربية. اليهود جزء من الحضارة الغربية، انسجامهم معها عضوياً وإسهاماتهم فيها لا حدود لها. إذا نظرت إلى السينما أو الرواية أو الدراما ستجد الأسماء اليهودية حاضرة وبنسبة كبيرة لا تضيع في الزحمة، إذا نظرت إلى العاملين في الميديا والصحف ستجد أن الأسماء اليهودية هي الأشهر والأهم، ولا يخفى على أحد حضورهم في المال والأعمال (لعبتهم القديمة) ولا أحد يجهل سيطرتهم على مناصب أساتذة الجامعات ومراكز البحوث والدراسات، أينما نظرت في المهن الرفيعة ستجد أن نسبة اليهود كبيرة وصريحة.

مؤامرة اليهود على العالم تبدأ في البيت، تبدأ من نقطة واحدة صغيرة غفلنا عنها تماماً: العائلة اليهودية لا تنجب أكثر من طفل أو طفلين، ثم تصرف كل ما تملك من مال وإمكانات ليحصل هذان الطفلان على أفضل تعليم (حديث). اليهود أقلية بالعدد ولكنهم أكثرية بالإنجاز والإسهام، هذا مختصر مؤامرة اليهود على العالم من يريد أن يتصدى لهذه المؤامرة عليه أن يتصدى لنفسه.

من مؤامرات اليهود على العالم أيضاً أن اليهودي يهودي في البيت وإنسان غربي منسجم مع شروط الحضارة عندما يخرج إلى المجتمع، إذا كان دينه يرفض أو يتعارض مع بعض الممارسات فالمتدين منهم سيمتنع عن هذه الممارسات ولكن لن يحاربها ولن يحاول أن يفرض صحيحه على الآخرين ولن يرى أن من يمارس هذه الأعمال عدواً له طالما أن هذه الممارسات لا تمس سلامته.

عندما تلتقي يهودياً لن يتبين لك أنه يهودي إلا إذا كان اسمه يشي بذلك أو أن يخبرك هو.&أرسوا أنفسهم كجزء من مكونات الحضارة الغربية. يعيش اليهود داخل البيت يهوداً وخارج البيت مواطنين غربيين، الفرق بين اليهود والعرب أمام الحضرة الغربية كالفرق بين ولد العائلة والغريب.

من ميزات المجتمعات الغربية أن تسمح لك بحرية التدين وحرية التفكير وحرية التعبير، أن يكون المرء مسيحياً أو مسلماً أو ملحداً أمر لا يعني المجتمعات الغربية وحكوماتها. ثمة قوانين متعالية على هذه التفاصيل الشخصية تحمي الحريات احترمها اليهود ودعموها واستفادوا من المساحات التي منحتها لهم (حيث أخفق غيرهم) فتحركوا فيها كالنسور، نراهم الآن يقفون على قمم المعالي العلمية والثقافية والفنية والأدبية والسياسية بعد أن تركوا سفوح الجهل لمن يريدها.

&

&