عند التقاء نهري ليك ونورد في جنوب غربي هولندا، تقع قرية كيندرديك، التي يبلغ عدد سكانها 60 شخصا فقط، وما يميزها كثرة الآثار الموجودة فيها.
وبعد أن كانت هذه الآثار، التي دخلت قائمة "اليونسكو للتراث العالمي" قبل ثماني سنوات، مصدر افتخار لسكان القرية، باتت مصدر إزعاج، بسبب جحافل السياح، الذين ينتهكون "خصوصية المكان".
وقال تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه ما إن يصل السياح إلى القرية، المعروفة بـ"طواحين الهواء" حتى يستلموا بطاقات مكتوبا عليها "600 ألف زائر سنويا.. 60 مقيما هنا".


وقالت بيترا هوك، وهي من الجيل العاشر لسكان القرية التي بنيت عام 1747، إن السياح يظهرون القليل من الاحترام للسكان، مشيرة إلى أن بعضهم دخل حديقة منزلها، وجلس على الطاولة هناك دون استئذان، وآخرون يدفعونهم دفعا من أجل "التقاط أفضل الصور".


ومن الأسباب التي ستزيد من غضب السكان، هو خطة السلطات زيادة عدد السياح نحو 850 ألفا، مع اعتزامها بناء متحف ثالث في القرية، وبناء رصيف يسمح بمرور مزيد من السفن السياحية المعروفة بـ"الكروز".
وأوضح بيتر كلابايك، الخبير في الشؤون السياحية، أن الأهالي لا يريدون قتل صناعة السياحة، لكن يجب أن تكون هناك حدود لعدد السياح.
ورغم هذا العدد الهائل من السياح، إلا أن القرية كادت على وشك الإفلاس ولم تجن أرباحا توازي مدفوعاتها.


وتعد قرية كيندرديك فريدة من نوعها، لأنها تمتلك 19 من الطواحين الهوائية يعود تاريخها إلى القرن الـ16، كما أنها تعد جزءا من التراث الثقافي الهولندي.
ولكون نصف أراضيها تحت مستوى سطح البحر، تقوم هذه الطواحين في البلدة على تصريف المياه الزائدة من الأراضي المستصلحة.