& زاهي حواس

&

لم يقتصر سوق عكاظ على مشاركة المواطن السعودي في فعاليات السوق وبخاصة إحياء المنتجات القديمة وتقديم التراث السعودي، فتشعر وأنت تشاهد هذه المنتجات أنك أمام صور لكل مدينة سعودية وتشاهد العروض التي تتم على مستوى عالٍ سواء بالأداء أو التسويق، بل أيضاً تقوم الجهات الحكومية وبخاصة الثقافية بعمل معارض تشارك بها في السوق، وذلك لمساعدة المواطنين على معرفة ما يدور من تطورات حضارية تشهدها المملكة، وهذه التطورات تضع المملكة العربية السعودية في المقدمة، نظراً لأنهم يقدمون في السوق براءات الاختراع والدراسات والأبحاث التي تقوم بها الجامعات السعودية، ولذلك فهم يجعلون السوق سوقاً للحياة، لأنهم يقدمون للمواطن كل ما هو جديد. وهذا يجعل زائر عكاظ في قلب الحدث مع المبدعين من خلال قيام الدولة بإبراز إبداعاتهم بطريقة جذابة وحضارية.


ومن أهم ما لفت نظري من معارض السوق هو رؤية المملكة العربية السعودية في عام 2030، وذلك باشتراك الأجهزة التي تظهر ريادة المملكة والتطور الذي يحدث حالياً لكي يحقق الرسالة الثقافية والفكرية للمواطن ويرى مستقبل بلاده، وأن الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان والحكومة يعملون على إسعاد المواطن، ويظهرون للمواطن ما سوف تصل إليه المملكة خلال الـ12 عاماً القادمة. وسوف يشاهد الزائر العديد من الجهات الحكومية المشتركة في السوق منها وزارة الثقافة الإعلام ومن معرض الكتاب الإلكتروني ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والهيئة السعودية للحياة الفطرية والجامعات المختلفة مثل جامعة الطائف وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك خالد ومعارض للخط العربي وأمانة محافظة جدة والطائف.
هذا بالإضافة إلى الفلكلور الشعبي الذي يشاهده أكثر من 4 آلاف مواطن يومياً، وخصوصاً عروض الفرق الشعبية. وقد لوحظ أن الفلكلور الشعبي يحظى بمتابعة كبيرة من زوار السوق وكل ذلك يتم في المسرح الذي خصص للفنون الشعبية ويستوعب نحو 5 آلاف شخص. وهناك نحو 15 فرقة من فرق الفنون الشعبية من مختلف البلاد؛ كل منها تقدم الفلكلور الخاص بها وتظهر الملابس الخاصة بكل مدينة. ولذلك سوف نجد فلكلوراً محلياً رائعاً من كافة المحافظات الساحلية والأخرى الجبلية وسوف نشاهد المزمار والمجرور والخبيتي والسمسمية.


أيضاً من أهم ما يلفت النظر هو اهتمام السوق باللغة العربية من خلال تشجيع الشعر العربي وندواته التي يكتظ بها الناس، بل وأكاديمية الشعر العربي التي سوف يكون لها مردود عالٍ على اللغة العربية وسوف نتحدث عنها عندما نعرض تطور سوق عكاظ. ولكن أهم ما نشاهده خلال هذه الفعاليات المبهرة هو حضور المواطن السعودي من كل مكان ومعه أولاده للمشاهدة بل والاشتراك في كل العروض؛ بحيث نجد المواطن هنا يشاهد للمتعة، ويعرف تاريخ وحضارة بلده، ويرى الفنون والحرف القديمة، وفي الوقت نفسه يشارك في بعض هذه الفعاليات.
بلا شك إن هذا السوق هو مهرجان ثقافي ويجب أن يخرج إلى العالمية من خلال اشتراك العديد من الدول العربية في فعالياتها، وقد تم هذا العام الإعلان أن مصر هي ضيفة شرف سوق عكاظ.

&