&سامح عبدالله

& حقيقة لا أفهم أسباب التصعيد العسكرى الإسرائيلى الأخير فى غزة ماداموا يتحدثون دائما عن سعيهم لتحقيق السلام الشامل مع الجيران العرب.

&مقتل قيادى فلسطينى لن يجلب السلام لأن الأسباب التى أدت لظهوره وهى استمرار احتلال الأراضى الفلسطينية سيؤدى لظهور غيره بعد فترة من الزمان، وتدمير المنازل لن يزيد الفلسطينيين إلا غضبا وإصرارا على التصدى بكل الوسائل المتاحة.

وإذا كانت غزة بقدراتها المحدودة قادرة اليوم على صناعة صواريخ متواضعة التأثير فإن بقاء الأوضاع الحالية سيدفع أهلها لاحقا للبحث عن وسائل أخرى تهدد أمن إسرائيل، ولعل بالونات الهيليوم الحارقة أكبر مثال على ذلك.

الواقع يقول إن داخل حدود فلسطين التاريخية يعيش 6 ملايين فلسطينى مقابل 6 ملايين «يهودى» وهذا التوازن الديموغرافى يفرض حلا وحيدا هو إقامة دولة فلسطينية لأنه لا يمكن ضمان الأمن فى ظل وجود هذا العدد الكبير من «الأعداء» داخل حدود الدولة.

والقول بأن الدولة الفلسطينية تهدد أمن إسرائيل مردود عليه بأن الوضع الحالى يهدد أمنها أيضا، وأن السلام الشامل يمكن أن يتضمن ترتيبات أمنية إقليمية توفر الأمن للجميع تشارك فيها كل الدول العربية المعنية وكذلك إسرائيل والدولة الفلسطينية بضمانات دولية.

المشكلة الحقيقية أن الإسرائيليين لم يتخلصوا بعد من عقدة الجيتو الانعزالية ولا يعرفون كيف يعيشون بسلام مع أى جيران لهم.

إسرائيل تدعى أنها تريد أن تصبح جزءا من المنطقة ولكنها تفعل كل شىء لمنع حدوث ذلك وهم، غالبا، لا يشعرون.

الدولة الفلسطينية هى الحل الوحيد.. وقتها سيشعر الفلسطينيون بإنسانيتهم وتتمتع إسرائيل بالسلام.