& فاتح عبدالسلام&
تقول بعض الدراسات الموثوفة ان الشجرة الخضراء الواحدة تعطي في خلال سنوات عمرها الاربعين اكثر من خمسين طناً من الاوكسجين، كما تستطيع الاشجار الكبيرة ان تحجب ما يصل الى ثمانين بالمائة من الاتربة من ان تجتازها وهناك نسب اقل تصل الى اربعين في المائة وهي نسب عالية للغاية في معايير تنقية أجواء المدن .
في العراق سمعنا قبل تسع سنوات أو سبع سنوات ايضاً عن مشاريع تشجير كبيرة في المدن المعرضة للرياح الصحراوية، أعلنت عنها وزارة الموارد المائية أو البلديات في المحافظات ، وكانت بين خمسة آلاف شتلة هنا وثلاثة آلاف شتلة شجرة هناك ، وهي أعداد متواضعة في بلد أغلب أراضيه صحراء أو جرداء ، لكنها بدايات كنّا نأمل أم نرى نتائجها الآن وقد انعكست على تحسين البيئة وصد الاتربة الهوجاء التي تدهم مدننا المفتوحة على المناطق الجرداء في جميع انحاء العراق . غير أن الجفاف والاهمال ونقص الخبرات والعمل العشوائي وعدم ادامة سقي الاشجار الغضة بعد شهرين أو ثلاثة من زراعتها ، جعل تلك المشاريع المتواضعة أصلاً تتبخر .
التفكير يجب ان يكون جدياً وملزماً للجهات المعنية بتنفيذه ورعايته على طول الوقت ، ولاحاجة هنا أن تستعين الوزارات المعنية بخبرات من الخارج ، ذلك انّ كليات الزراعة والغابات في الجامعات العراقية خرجت آلاف المتخصصين في هذا المجال المهم ولكنها خبرات جرى اهدارها في التوظيف السيء غير المخطط له وتبددت مع الزمن ، وينبغي اعادة تجميعها واستنهاضها مع خطة مشروع وطني كامل لزرع خمس وثلاثين مليون شجرة بعدد سكان البلد ولابأس أن يتم اصدار طابع بريدي لتحقيق دعم شعبي لهذه المبادرة من دون ارهاق العوائل العراقية في الدفع وجعلها مساهمات ذات معنى رمزي في الارتباط بالوطن وحبه . وتحقيقاً للعدالة هنا ، يمكن أن يتوجه صاحب اقتراح منح ثلاثة ملايين بدل ايجار للنائب العراقي فوق راتبه ومخصصات حمايته ، باستقطاع مبالغ لمشروع تشجير العراق ، من مخصصات وايرادات ممثلي الشعب ليكونوا قدوة حسنة.( من زمان لم نسمع هذا المصطلح قدوة حسنة) ، سأنهي المقال هنا لأنّ الضحك غلبني وأنا أربط بالصدفة بين النواب والقدوة الحسنة.
&
التعليقات