&&شملان يوسف العيسى

دعت كل من واشنطن ولندن وباريس، مؤخراً، إلى هدنة في اليمن واستئناف مفاوضات السلام بين الأطراف اليمنية. وزير الخارجية البريطاني جيري هانت، عبّر عن تفاؤله بإعلان دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، دعمها عملية السلام الأممية التي يقودها الموفد الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث. وفي مدينة الحديدة، غربي اليمن، هناك اتفاق مؤقت بين الحكومة اليمنية الشرعية والأمم المتحدة، بهدف إتاحة الفرصة لموظفي الإغاثة التابعين للمنظمة الدولية ومنظمات الإغاثة الإنسانية الأخرى للوصول إلى مقارها ومخازن الغذاء ومواد الإغاثة وتمكين النازحين المدنيين من مغادرة الأحياء السكنية التي يتحصن فيها المسلحون الحوثيون، وتشهد مواجهات عسكرية داخلها أو في محيطها.
وتأتي المطالبات بهدنة إنسانية في اليمن، بعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب التي تفجرت عقب الانقلاب الحوثي.. تأتي تلك المطالبات على خلفية فشل الساسة اليمنيين في الوصول إلى حلول وسطية ترضي معظم الأطراف، وتعيد الشرعية، وتنهي الانقلاب، وتحقق الأمن والسلام في البلاد.


الحكومة الشرعية التي يترأسها الرئيس عبدربه منصور هادي، مدعومة من الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.. تسعى لتثبيت الشرعية والالتزام بقرارات مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة حول الأزمة اليمنية.. بينما يصر الحوثيون المدعومون من إيران على رفض أي تسوية تدعوهم لتسليم أسلحتهم ولإعادة المؤسسات الحكومية ومغادرة المدن الرئيسة.
ومن المفارقات اللافتة في موضوع اليمن الحالي أن كلاً من الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية، يطالبان بوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات لتحقيق السلام، لكنْ كلٌ من منظوره ووفق شروطه، وإنْ كانت الحكومة الشرعية هي وحدها مَن ينطلق من أرضية قانونية وسياسية صلبة ومتماسكة.


ويبقى السؤال: هل يمكن الوصول إلى تسوية سياسية سلمية ترضي اليمنيين؟ وهل تتوقف الحرب في اليمن وتحدث المصالحة بين اليمنيين، حكومة شرعية وقوى معارضةً؟
إنّ كل طرف يريد هزيمة الآخر، لأن عقلية التسامح ونسيان الماضي والتفكير في المستقبل لم تترسخ بعد في ثقافة العرب. كل طرف يصِر على سحق الطرف الآخر وإنهاء وجوده، مبرراً ذلك بأسباب عقائدية وطائفية وغيرها. هذه الثقافة مترسخة في الوجدان العربي تاريخياً.. لذلك فشل العرب في إرساء مصالحات في العراق وسوريا وليبيا واليمن.
الانتقال من مرحلة الانتقام إلى مرحلة المصالحة والإخاء والبناء.. يتطلب اعترافاً متبادلاً بين أبناء الشعب الواحد في اليمن، وعندئذ يمكن لليمنيين العمل على تحقيق التنمية والرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي، بعيداً عن التعصب القبلي والطائفي والديني.

&

&