عائشة المري&&

& عادت الدعوات الدولية لوقف الحرب في اليمن وطرح مبادرات للسلام هناك وعودة الأطراف اليمنية إلى طاولة المفاوضات بحثاً عن صيغة جديدة للحل السياسي، حيث دعا المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، إلى إطلاق مشاورات جديدة، وقال: «تلقيت تأكيدات من الأطراف اليمنية المختلفة بأنهم على أتم استعداد للحضور والمشاركة في المؤتمر، وأنا أصدقهم بشكل كامل». وسيعقد المؤتمر بشكل عاجل في السويد. وأكدت الحكومة اليمنية دعمها جهودَ المبعوث الأممي لإحلال السلام في البلاد، من خلال نيته عقد جولة جديدة من المشاورات، حيث أكد السفير اليمني في الأمم المتحدة في بيان أمام مجلس الأمن الدولي خلال جلسته المفتوحة حول اليمن، دعم «السلام الحقيقي العادل والشامل والمستدام المبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن، لاسيما القرار 2216.. السلام الذي ينهي الانقلاب ويعيد مؤسسات الدولة المختطفة ويستلزم تسليم السلاح الثقيل والمتوسط إلى المؤسسة العسكرية الشرعية صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح».&


وتؤشر التطورات الأخيرة في الملف اليمني إلى محاولة بعض الفاعلين الدوليين لاستعادة المبادرة في التأثير على الملف، بعد أن اكتفت القوى الكبرى بلعب دور المساند لتحركات الفاعلين الإقليميين المعنيين بالأزمة. ففي إطار الجهود الرامية لإيجاد حلول للأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، وفي إطار الجهود الإقليمية والدولية لدعم اليمن، عُقِد اجتماعٌ رباعيٌ في الرياض شمل السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا، الأربعاء الماضي، لتحديد الإجراءات والتدابير الرئيسة لمعالجة الوضع الاقتصادي والإنساني باليمن عبر اتخاذ حزمة من الخطوات لمساعدة الاقتصاد اليمني ودعم استقرار عملته (الريال)، شملت وديعةً سعوديةً بمبلغ ملياري دولار في البنك المركزي اليمني، متبوعة بمنحة قيمتها 200 مليون دولار من المملكة أيضاً للحكومة اليمنية، وتبرع شهري بقيمة 60 مليون دولار من المشتقات النفطية لمولدات الكهرباء في المحافظات، بالإضافة إلى التمويل التنموي والدعم الإنساني السخي من الدول الأربع.
وتأتي تلك التحركات الدولية والإقليمية فيما تحقق قوات الشرعية المدعومة من قوات التحالف العربي نجاحات ملموسة على الجبهات الرئيسة في محافظات الحديدة وصعدة وحجة والضالع والبيضاء وتعز. ففي الحديدة، تحتدم المعارك بين القوات الحكومية، مدعومة جواً بطيران التحالف العربي، وبين الميليشيات الحوثية في المدينة، وسط تأكيدات باقتراب الحسم العسكري، ما يعني تغيير قواعد التفاوض مع الحوثيين، إذ إن التقدم العسكري للقوات الحكومية وقوات التحالف، سيدفع مليشيات الحوثي للتفاوض وتقديم تنازلات بشأن الحل السياسي بعد المراوغة السياسية التي رافقت جولة المشاورات السابقة في جنيف والتي لم يحضرها الوفد الحوثي في محاولة مكررة للعب على عامل الوقت. وتأتي الدعوات الدولية المتكررة للجلوس على طاولة المفاوضات، كمؤشر على ضرورة حسم الحرب في اليمن من خلال المفاوضات السياسية أيضاً.


ويحمل الحدث اليمني عدداً من الدلالات فيما يخص حدود الاتفاق والاختلاف بين القوى الكبرى والفاعلين الإقليميين بشأن اليمن حالياً ومستقبلاً. ورغم الشكوى من تفاقم الحالة الإنسانية في اليمن، فإن ميليشيات الحوثي لا تبدي أي تجاوب حقيقي مع جهود السلام والتفاوض، كما يتأكد من التجارب السابقة.
وتأتي بعض الدعوات للسلام أو لطرح حلول تفاوضية، كمخارج مؤقتة لميليشيات الحوثي المهزومة على الجبهات العسكرية، ربما لتمكينها من استعادة التوازن خلال فترات الهدنة! فهل من إمكانية للسلام في اليمن؟

&


&

&

&&