&عادل الحربي

&

&تتكرر هذه الأيام الدعوات التي تطالب بإنهاء الحرب في اليمن.. برلمانيون وحكوميون وآخرون ممن تجذبهم مثل هذه المانشيتات الصحافية.. تصريحات المسؤولين السعوديين تؤكد أنهم أول من طالب بتجنيب الشعب اليمني هذه الحرب، واستعادة الشرعية من الانقلابيين.

أصحاب هذه المطالبات يعرفون أن المملكة سبق وأن أعلنت قبل الجميع وفي أكثر من مناسبة أنها تريد أن تنتهي الحرب بأقل قدر ممكن من الخسائر، ولكن ليس على حساب دماء الشهداء الذين سقطوا من أجل استعادة الشرعية، وهذا التزام يتجاوز المتاجرة بدماء الشهداء وحاجة أبناء اليمن.

الحالة اليمنية ليست قابلة للحل في يوم وليلة، وانسحاب التحالف اليوم قد يخلف حالة تشبه تلك التي خلفها الأميركان في العراق، عندما سلموه على طبق من ذهب للميليشيات الإيرانية والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، الذين عاثوا بالعراق فساداً في حرب لم يدفع ثمنها إلا العراق وأبناؤه.

واجبنا تجاه أهلنا في اليمن أن يتم إنجاز المهمة التي استنجدوا بنا من أجلها، للتاريخ ثم للمستقبل.. أن ننجز بمعيتهم يمناً سعيداً يملك قراره بعيداً عن الوكلاء والأجندات الرخيصة، وبعيداً عن الخونة الذين باعوا وطنهم لصالح التوظيف الإقليمي.

المملكة ليست لها أي مطامع في اليمن ويؤلمها الوضع الإنساني هناك، لكنها لن تقبل تسليم اليمن لعصابة تمتهن المتاجرة بالإنسان اليمني والعبث بأمنه ورزقه، وتهدد الملاحة البحرية والتجارة العالمية وأمن الخليج والمنطقة، وتمارس تجريف الطرقات وتفخيخ العبّارات والجسور، وتستخدم المساجد كقواعد عسكرية، وتحتل المستشفيات، وتتخذ الكوادر الطبية والمرضى دروعاً بشرية.

وعلى الرغم من استهداف هذه الميليشيات للمملكة بـ206 صواريخ باليستية و60 ألف مقذوف إلا أننا مازلنا نكتفي فقط بدعم الشرعية على الأرض، من منطلق فهمنا الكامل لأبعاد القضية أولاً، ثم قرارنا منذ بداية عمل التحالف أن الوقت لصالحنا، وأننا لا نطمع بأكثر من دعم اليمنيين ووضع استراتيجية تأهيل جديدة.

لذلك وبكل أسف فإن الاجتماعات التي ستحتضنها السويد نهاية الشهر محكومة منذ الآن بالفشل لسببين؛ الأول: أن الطرف الحوثي لا يمتلك القدرة على الالتزام بأي تعهد لأنه ليس سيداً لقراره، والثاني: أن انخراط التنظيمات الإرهابية في أي حل سياسي هو بالنسبة لها نوع من الانتحار، حيث لا تملك مشروعاً أو تأثيراً سياسياً يضمن لها الحياة وفق قواعد السلام، بدليل فشل (حزب الله) في لبنان في الانخراط بالعملية السياسية من دون سلاح أو صفته المسلحة.

الحوثيون اليوم أكثر حاجة للسلام لكنهم لا يملكون الثمن.. والثمن الوحيد هو الاستسلام واستعادة سيطرة الدولة على كل شبر من أراضي اليمن.. عدا ذلك فإن تجربة تعطيل (حزب الله) للحياة السياسية في لبنان قابلة للتكرار.



&