&عواجي النعمي&&

&كفى صخبا وضجيجا فهدف المملكة العربية السعودية هو نهضة شاملة، وأصبح من الصعب الالتفات للوراء

إن الأفكار والمعلومات يمكن أن تؤدي إلى حقائق ووقائع ملموسة، ومن أجل ذلك فهي تحتاج إلى نوع من البشر يكونون قادرين على صياغة وإخراج تلك الأفكار والأحلام والمعلومات، إلى تطبيق عملي يعود بالنفع على المجتمع وينهض بالوطن إلى الصفوف الأولى. إن من أخطر الأعمال التي يخافها البشر هي مسؤولية التفكير للوصول إلى تغيير ناجح في حياة الأفراد والمجتمعات. ويبلغ العقل البشري أقصى مراحل الإبداع عندما يتخلى تدريجيا عن الأفكار والمعتقدات والآراء القديمة ذات الجدل والاختلاف، ويركز على الثوابت للانطلاق إلى المستقبل. قليل من البشر وقلة من القادة تتميز بالتركيز على الخوض في أسبار المعرفة، وتتميز بالسعي إلى توسيع التجارب وخوض التحديات وتحقيق المستحيل، وهذا النوع من القادة يؤمنون أن الإبداع الحقيقي هو الذي يفتح الطرق المغلقة ويؤدي إلى التجديد في حياة المجتمعات. وهؤلاء أحيانا لا مشكلة معهم في البحث عن بذرة في بحر متلاطم الأمواج، لو كانت هذه البذرة ستؤتي ثمارا تنفع البلاد والعباد، فهم يؤمنون أن العقل البشري تحكمه ثلاثة أمور: السنن الربانية، والتجارب المكتسبة، والانفتاح على الواقع لمواجهة تحدياته. وهؤلاء الفئة من البشر يعرفون أن قوة الأفكار ينبع من تفردها، وأن تأثيرها يكون في نضج الظروف والعقول لتنفيذها. وهؤلاء القادة يعلمون أن القرارات المستقبلية فيها شيء من المخاطرة، ولكنهم يفضلون اتخاذ القرارات ودراستها لتخفيض نسب الخطر إلى أدنى مستوياته، ومن ثم القيام بتنفيذ تلك القرارات بدلا من الجلوس دون أفكار أو مواجهة للمخاطر. وهم يعلمون جيدا أنه حينما يكثر النقاش حول المستقبل فإن السبب ربما يعود لقصور الخيال عند البعض، وهم يعرفون جيدا أن معظم العقول البشرية تكره التعمق والتعقيد، ولهذا كانت الأفكار السطحية الأكثر ظهورا. وهم الموقنون أنه حينما يكثر الباحثون عن زلاتك وعثراتك يكون ثباتك على الطريق نصرا مؤزرا، وهم يوقنون أنه عندما يسقط المنافسون والأعداء أخلاقيا فلا شيء يستطيع النهوض بهم، وكذلك لا شيء يجبرك على الالتفات إليهم. وهم ينهجون أن سياسة الاعتدال هي سيد الموقف في كل الأمور والعلاقات. وهم يرون أن المنهج الشرعي والهمم العالية والطموحات العظيمة هي رأس المال في كل المعارك التي نخوضها. ولقد أصبح معروفا أن المشاريع الناجحة تحتاج إلى الأفكار غير التقليدية وإلى القيادة الواعية، ولنا أن نتخيل كيف يكون الوضع لو توفر عنصر ثالث حبانا الله به، وهو القدرة على تمويل تلك المشاريع. ومع استمرار ضخ المشاريع (لا سيما مشروع تنمية المرد البشري)، ومع قطف ثمارها فإن وعي المجتمع سيتفتح على الأشياء الفريدة ويبدأ في الدخول في مرحلة أخرى من مراحل الرفاهية والعيش الرغيد والتحضر. وكلما ازدادت المجتمعات تحضرا أصبحت أكثر وعيا ونموا وإصلاحا.

كل ما سبق جعل هذا البلد، حكومة وشعبا، يستشرف المستقبل ويعمل لغد أفضل ويترفع عن محاولات إنزال تلك الأحلام والآمال إلى وحل الحاقدين.
وأخيرا كفى صخبا وضجيجا فهدف المملكة العربية السعودية هو نهضة شاملة، وأصبح من الصعب الالتفات للوراء أو الرد على أولئك الذين يبحثون عن كل زلة أو خطأ ليجعلوا منه سببا لمحاربة وطن يحلم بمستقبل أفضل.

&