&حمود أبو طالب

بغض النظر عن الموضوع القطري كملف داخل إطار مجلس التعاون فإن التحديات التي تواجهها دول المجلس الآن أكبر وأخطر من أي وقت مضى لناحية التهديدات التي تواجه دوله مجتمعة كمجلس تعاون ومنفردة ككيانات قائمة بذاتها، لذلك فإن القمة الخليجية التي تنعقد اليوم في الرياض لا يجب أبداً أن تكون كسابقاتها سواء في المكاشفة والمواجهة أو القرارات التي تتمخض عنها.

روح الأخوة والتعاون المشترك كلازمة تتضمنها بيانات اجتماعات مجلس التعاون على كل المستويات لم يعد قبولها وتصديقها ممكنا ونحن نشاهد ما يحدث، وعلى سبيل المثال هل يمكن أن تتصف قطر بروح الأخوة والتعاون وهي تفعل ما تفعله من تآمر مقيت على الدول الخليجية وحتى على نفسها، وهل يمكن اعتبارها دولة في مجلس التعاون بعد انضمامها للمحور الإيراني التركي ضد العرب عموما والخليج خصوصا، وهل يمكن أن يخدم حياد عمان وبعض المواقف الملتبسة من البعض، بقاء واستقرار وقوة المنظومة الخليجية، دعونا نتكاشف ونناقش هذه الحقيقة الصادمة داخل إطار المجلس.

استهداف الدول الخليجية أصبح أشد ضراوة ووضوحاً الآن، وأصبحت أدواته معروفة وعملها انتقل من الخفاء إلى العلن عبر مشروع متعدد الأذرعة، سياسيا واقتصاديا وعسكريا. مشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الذي واجهته الدول الخليجية بقوة والمملكة بشكل خاص لن يتوقف رعاته عن محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في المنظومة الخليجية، وها هم أدواته من دول وتنظيمات يعملون جهاراً لخدمة المشروع. ها هي قطر وإيران وتركيا تعمل باجتهاد إلى جانب تنظيمات ومنظمات كجماعة الإخوان المسلمين وميليشيا حزب الله والحوثيين وبقية الفصائل الميليشاوية من جهادية وغيرها التي ظهرت كالفطريات في الحزام المحيط بالدول الخليجية، كلها تعمل ضمن مشروع واحد ومخطط واحد تتجه بوصلته في النهاية إلى الخليج المستقر سياسيا والمزدهر اقتصاديا.

المجاملات و«حب الخشوم» سيكون ضاراً بكيانات وشعوب الخليج عندما يصبح على حساب الواقعية السياسية والصراحة والمكاشفة، وشعوب الخليج لم تعد تتقبل الشكليات كما كان الأمر سابقا لأنها أصبحت مشغولة بقضاياها الوجودية التي استشعرت أخطارها في هذه المرحلة الحرجة.