&عبد المحسن يوسف جمال

& قمة مجلس التعاون الأخيرة، التي انعقدت في هذا الشهر في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، كان لها طابعها المميز.. فهي قد انعقدت في بلد المقر لاعتذار الدولة المضيفة، وصاحبَها استمرار الأزمة الخليجية، وعدم القدرة في الوصول الى حل يرضي الجميع، ووسط محيط عربي ما زال متوترا.

كل ذلك جعلها محط أنظار الشعب الخليجي، الذي بدأ يتوجس خيفة من عدم استمرار المجلس.. وكان لابد من ادارة الاجتماع بطريقة غير اعتيادية تحتاج الى رؤية استراتيجية ودقة معرفة بالمشهد الاقليمي والدولي العام. لذا كان من المهم بمكان ان يكون الاجتماع بحضور كل الاعضاء الستة أيّاً كان التمثيل، وأن تكون الكلمات ذات بعد دبلوماسي دقيق، يحذر الطرح الحاد، لخلق أرضية تصلح للحوار المشترك ولإعادة اللحمة الخليجية الى ما كانت عليه، او على الاقل الحفاظ على الحد الادنى من التفاهم.
من هنا كان لكلمة صاحب السمو امير البلاد الاثر الطيب في خلق ارضية خليجية واقليمية مشتركة في ابراز الفهم الايجابي للتعاون الخليجي مع دول الجوار، ليس من خلال سيناريو التصعيد الذي تطالب به بعض الدول الخارجية، بل من خلال المصلحة الخليجية، التي يجب ان تهتم بتبريد الاجواء السياسية من جانب، وعدم انشغال دول الخليج بالتصعيد الاعلامي «الخشن» بين بعض دول الخليج نفسها وانشغالها عما يحيطها من صعاب من جانب آخر.
ولقد كان لافتا للنظر التقاط الجانب العماني، من خلال كلمة السيد فهد آل سعيد، ممثل جلالة السلطان قابوس، هذه الحكمة الكويتية، وذلك بتبنيها كاملة، واعتبارها قدوة سياسية لمن يريد إعادة رسم خريطة السياسة الخليجية من جديد، واكتفاء الوفد العماني بكلمة سمو الامير.
لذا فلم يكن مستغربا ان يخلو البيان الختامي للقمة من تصعيد، وابتعاده عن ذكر الخلافات الاقليمية والعربية، وذلك لإفساح المجال للجنوح نحو السلام وإبعاد شبح الحروب والتوتر عن منطقة الخليج بإهمال الضغوطات الدولية، التي تأتيها من كل حدب وصوب.
ولعلنا في الشهور المقبلة نشهد نجاح تبني الدبلوماسية الكويتية بحكمتها وهدوئها الرزين.

&