محمود عبدالعزيز&

بيد تقاتل وأخرى تفاوض من منطلق القوة وعدم الخضوع والخنوع تمكنت الحكومة الشرعية وبدعم سخي بدماء الشهداء والأبطال والسلاح من التوصل لاتفاق كبير مع يد إيران في اليمن المعروفين بجماعة الحوثي، من خلال التوصل لصيغة من الحلول التي ترضي الطرفين في الوقت الحالي، وذلك لإعادة الحياة أمام المدنيين وحملات الإغاثة والبضائع، إذ نص الاتفاق على أن تتولى قوات الأمن اليمنية مسؤولية أمن الحديدة وموانيها وفقا للقانون، إضافة إلى الانسحاب الكامل للحوثيين خارج الحديدة خلال 21 يوما من الاتفاق ومن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، إضافة إلى وقف إطلاق النار في الحديدة وموانيها، وتعزيز وجود الأمم المتحدة في الحديدة وموانيها، والالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية لكلا الطرفين، وتسهيل حرية الحركة للمدنيين والبضائع، وفتح الممرات لوصول المساعدات الإنسانية، وإيداع جميع إيرادات الموانئ في البنك المركزي اليمني، وإزالة جميع المظاهر العسكرية من المدينة، وإزالة الألغام في المدينة وموانيها.

تصريحات


وتعقيبا على الاتفاق غرد الأمير خالد بن سلمان آل سعود، الذي يشغل منصب سفير المملكة في الولايات المتحدة الأمريكية "لقد تشكل تحالف دعم الشرعية لحماية الشعب اليمني ودعم حكومته الشرعية ولإنهاء الحرب والانقلاب والأزمة الإنسانية التي بدأتها ميليشيا الحوثي بدعم وتوجيه من إيران والتحالف ماضٍ في تحقيق هذه الأهداف- بإذن الله-، فالمملكة والإمارات هم أكبر المساهمين في خطة الأمم المتحدة للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن، وقد عمل التحالف منذ اليوم الأول لإغاثة إخواننا في اليمن عبر عدة مبادرات، وسنستمر في الالتزام بدعم أشقائنا اليمنيين وإعادة إعمار اليمن، كما وافقت الحكومة الشرعية على مقترح المبعوث الأممي السابق تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة، وهو ما استمر الحوثيون في رفضه، وما كانت هذه الموافقة لتتم اليوم لولا استمرار الضغط العسكري من الأحرار في اليمن وإخوانهم في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، كما ترحب المملكة بالاتفاق، الذي أعلن بالسويد ونشيد بجهود المبعوث الأممي لليمن في الوصول لهذا الاتفاق وهي خطوة مهمة نحو استعادة الشعب اليمني لسيادته واستقلاله وستساهم- بإذن الله- في تعزيز وصول المساعدات الإغاثية إلى الشعب اليمني الشقيق.
بدروها، صرحت الحكومة اليمنية أن الاتفاق جرى بفضل ودعم وإسناد التحالف العربي، الذي تحققت بفضل مشاركته انتصارات دبلوماسية سبقتها ورافقتها انتصارات عسكرية على الأرض، إذ يلحظ المتابع للشأن اليمني الانحدار الكبير والمتسارع في المعنويات لدى الحوثيين والفرق الشاسع بين خطابها في بداية الأحداث وخطاباتها في الوقت الراهن، إذ خسرت ميليشيا الحوثي كثيرا من الكوادر البشرية والأسلحة والمنصات وكذلك المدن والمساحات الشاسعة على التراب اليمني فأذعنت وانصاعت للمشاورات، فيما قال السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر "الضغط العسكري أرغم الانقلابيين على الانسحاب من الحديدة.. وميليشيات الحوثي ستنسحب من ميناء ومدينة الحديدة"، كما رحبت وزيرة خارجية السويد، التي قالت "نأمل أن تسهم الاتفاقات في إطلاق عملية إعادة إعمار اليمن، كما ستعرض نتائج المشاورات على مجلس الأمن الدولي"، واصفة المشاورات بالإيجابية، التي أثمرت فيها جهود الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من التحالف في الوصول إلى نتائج بخصوص مطار صنعاء وميناء الحديدة.
الحكومة اليمنية تمكنت من تحقيق إنجاز دبلوماسي نتيجة إنجازات عسكرية كبيرة يمكن من خلالها إعادة الأمور إلى نصابها، إذ تنص الاتفاقات على وجوب انسحاب الميليشيا الحوثية من ميناء الحديدة وتسليمه للحكومة بصفتها الممثل الشرعي للجمهورية اليمنية مع تعزيز دور الأمم المتحدة، حيث أكد أعضاء الوفد الحكومي في مشاورات السويد على التعاطي بإيجابية مع الجوانب الإنسانية وما يخدم المواطنين، وفي الوقت نفسه عدم التفريط بالسيادة أو الانتقاص منها، إذ تعد الحديدة مع مينائها شرياناً أساسياً تتغذى منه الميليشيا وتتنفس لذلك الضغط العسكري فيها جعل الحوثيين ينصاعون للمشاورات، والانتصارات العسكرية التي حققتها قوات الجيش الوطني في الحكومة اليمنية بإسناد كبير من تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية، التي تشكل أقوى حلقات الضغط على ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وتعقيبا على ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس "بأنهم سيبذلون جميع الجهود لمساعدة اليمنيين على حل مشاكلهم"، وحدد شهر يناير المقبل موعدا للجولة المقبلة من المشاورات اليمنية، من جانبه، أشار وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، إلى أن "اتفاق الحديدة إنجاز، لأنه يتضمن انسحاب الحوثيين للمرة الأولى منذ الانقلاب على الحكومة الشرعية قبل أكثر من أربع سنوات".


وأضاف "للمرة الأولى في تاريخ الانقلاب الذي قادته ميليشيات الحوثي، تقبل الأخيرة بالانسحاب من مدينة الحديدة وموانيها، وستعود المدينة إلى السلطات الشرعية وهذا يعد إنجازا، وستبقى الحديدة ممرا آمنا للمساعدات الإنسانية".
أشادت وزارة الخارجية الأمريكية بالتقدم الحاصل بين الأطراف اليمنية في السويد، خصوصا فيما يتعلق بالاتفاق الحاصل بشأن الحديدة وتعز، ورأت أن ما تحقق يعد خطوة أولى مهمة يبنى عليها من أجل تحسين حياة اليمنيين، مشيرة إلى أن الخطوات المقبلة يجب أن تشمل تخفيف التوترات وخفض العنف، وذلك لإعطاء فرصة حقيقية لنجاح المفاوضات المستقبلية، كما شكرت كلا من السويد والسعودية والإمارات وعمان والكويت لدورها في تسهيل ودعم المحادثات.

عكس التيار


وعلى الرغم من الاتفاق الذي تم في السويد بين الحكومة الشرعية والحوثيين، قال تقرير للأمانة العامة للأمم المتحدة أنه تم فحص حاويتين - قاذفات لصواريخ موجهة مضادة للدبابات كان التحالف بقيادة المملكة صادرها في اليمن، ولاحظت سمات خاصة بإنتاج إيراني وعلامات تتحدث عن تاريخ الإنتاج في 2016 و2017، وفحصت أيضا صاروخ أرض - جو تم تفكيكه جزئيا وصادره التحالف العربي، ولاحظت سمات خاصة تتطابق على سمات صاروخ إيراني.
وأوضح التقرير أن التحقيق لمعرفة مصدر هذه الأسلحة مستمر، وكعادتها بالكذب وتحويل الحقائق نفت إيران تسليم المتمردين الحوثيين أسلحة، مؤكدة أنها تدعمهم سياسيا فقط.
وناقش مجلس الأمن التقرير في اجتماع، حضره وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ويتعلق تقرير جوتيريس بالتزام إيران بالاتفاق النووي الذي وقع في 2015 مع ست قوى كبرى، وانسحبت الولايات المتحدة منه في أيار الماضي وأعادت فرض العقوبات على طهران.
وكانت الأمم المتحدة قد اعترفت في الماضي بأن متمردين يمنيين حوثيين أطلقوا صواريخ إيرانية الصنع على السعودية، بدون أن تؤكد أنه تم تسليمها من قبل الحكومة الإيرانية في مخالفة للقرارات الأممية، وفي نهاية نوفمبر، "كشفت" الولايات المتحدة أسلحة جديدة قدمتها على أنها "أدلة على انتشار صواريخ إيرانية" في الشرق الأوسط، وبين هذه الأسلحة صاروخ أرض-جو "صياد-2سي"، وقبل عام عرضت الحكومة الأمريكية بقايا صاروخ إيراني أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه السعودية.