&خالد العضاض&&&&

&من أهم المهام التي علينا إنجازها والاهتمام بها بذات الإبداع والإتقان، التسويق للسعودية العالمية كواجهة ثقافية واستثمارية ذات عمق ديني وقومي راسخ، وفي الوقت ذاته منفتحة على العالم

الحلم السعودي:
استضافت الرياض الجولة الافتتاحية للموسم الخامس لبطولة «إيه بي بي فورمولا إي»، والتي نظمها الاتحاد الدولي للسيارات في 15 ديسمبر الماضي، ولمدة ثلاثة أيام، وكانت محافظة الدرعية هي الوجهة الجديدة لانطلاق سباقات الجولة الأولى من الموسم الجديد لهذا السباق العالمي الفريد، والتي تظهر لأول مرة في الشرق الأوسط كجزء من اتفاقية تمتد لعشر سنوات مع الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية.
كان الشباب السعودي من الجنسين بقيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وبتوجيهات أمير الحلم السعودي الأمير محمد بن سلمان ومتابعته اللحظية، متفوقين على أنفسهم، وسفراء فوق العادة للإبداع الذي ظهر جليًا في تنظيم هذه التظاهرة العالمية، كما لو كان الحدث رقم مائة وليس أول مرة، وأقولها للمرة الألف بل المليون: الشباب السعودي والفتيات السعوديات، متى ما تم لهم التمكين وبذلت لهم أسباب التعليم، ملكنا بهم الدنيا، وحققنا الحلم السعودي الطموح.
وحلمنا السعودي المتمثل في: أن تكون السعودية العمق الإسلامي والعربي، وأن تكون قوة استثمارية رائدة، وأن تكون محورًا لربط القارات الثلاث، لا يأتي إلا بالجهد والتعب، والكد والنَّصَب، والعلم والتعلم، والاستفادة من الخطأ قبل الصواب، ومواصلة الليل بالنهار للعمل والتخطيط والتنفيذ، وليس هذا فحسب، بل يجب تحري أعلى درجات الإبداع والإتقان في كل عمل، حتى نصل إلى ما نصبو إليه من أحلام وطموح.
ولعل من أهم المهام التي علينا إنجازها والاهتمام بها بذات الإبداع والإتقان، هو التسويق للسعودية العالمية كواجهة ثقافية واستثمارية ذات عمق ديني وقومي راسخ، وفي الوقت ذاته منفتحة على العالم، تأخذ بمبدأ التسامح شعارًا ودثارًا، ولن يعجز ذلك الإدارة السعودية الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الذي بدأ هذا الأمر مبكرًا من أيام معرض الرياض بين الأمس واليوم، والذي طاف به الدنيا ليقول: هنا الرياض، هنا السعودية.
وتصب استضافة افتتاح سباقات فورمولا إي في هذا السبيل، والذي نعتبره بداية فقط، وما زلنا نطمح بالمزيد والمزيد.

مؤتمر المتآمرين في لندن:
المال القطري والتخطيط الإخواني يقودان أي توجه يمكن أن يضر بمصالح المملكة العربية السعودية، بأي اتجاه، وبأي حجم، وأضحت هذه الظاهرة تزداد وضوحًا مع مرور الأيام بل وبشكل سافر، وهنا تَكَشَّفَ ستر من يطلقون على أنفسهم معارضة، أو إصلاحيين، وأن المحرك لهم واحد، له ذات الهدف، وذات الاتجاه، ثلة بعضهم تقوده مصالحه الشخصية، وأحقاده الصغيرة التافهة، والبعض الآخر تقوده الجماعة والتنظيمات والريال القطري، وهذا أقل ما يوصف به وضع المعارض السياسي السعودي، واليوم في هذا المؤتمر المهجري الذي اختاروه اسمًا بدلًا عن مؤتمر المعارضة،
&لتصلنا منه رسالة واحدة لا غير، قالوها صراحة وإلماحًا، سرًا وجهرًا: لا بديل عن إسقاط الدولة السعودية، ولن يقفوا دون هذا السقف.
والحكومة السعودية مدت يدها بيضاء عدة مرات، وفتحت الأبواب، وأصغت السمع، وقبلت النقد، وتعاطت مع الأمر كما لو لم تكن لهم جراحات في جسد الدولة والمجتمع، وأذكر في هذا الصدد: أن الدكتور سلمان العودة مثلًا أخبرنا في يوم من الأيام -وهذا ليس سرًا- فقد كان حينها يتحدث به في كل مجلس: أنه التقى الأمير نايف بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في مكتبه من العصر وحتى منتصف الليل، وأنه صلى به المغرب ثم صلى به العشاء، وأنه أقسم على مصحف كان موضوعًا على مكتب الأمير أنه لا ينتمي تنظيميًا للإخوان المسلمين -وهو صادق في قسمه هذا، ولا نكذبه-، ويتحدث عن أنه يمكنه مهاتفة الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية حينها في أي وقت يشاء، بل أزيد من ذلك فقد وصل أمره وشأنه أن يخصص له أعلى سلطة سياسية في البلد من وقته جزءًا ليستمع لحديثه في رمضان المبارك والذي يضيق بأوقات البسطاء من الناس، فكيف بالملك؟ بل ويستقبله في مجلسه الرسمي المليء بضيوف البلد، ويدنيه منه، ومع ذلك عندما لاحت الفرصة لم يتوان عن فري خاصرة الوطن بخنجر مسموم، وقس على هذا غيره من رموز التيار الصحوي.


هل فعلًا فقد القوم بوصلتهم، أم أنهم ذوو أجندات خارجية مخبوءة تحت أسمالهم البالية حسًا ومعنًى، وما مَثلُ الصحويين إلا كمثل الطفل الذي يتبع قاعدة (الآن، وهنا) إذا أراد شيئًا.
أعود لمؤتمر المتآمرين، الذين يرون بلدهم ووطنهم يمر بظروف استثنائية وتحديات كبيرة على كافة الأصعدة، ويرونه في مرحلة إعادة تجديد وبناء لا تحتمل التأليب عليها في أوساط الإعلام الغربي، ومنظمات (ادفع نسكت) الحقوقية والإنسانية، المستعدة والجاهزة سلفًا لمثل هذا التأليب والتشغيب.
مؤتمر المهجر الثاني، المؤرقات والأهداف، لم يكن المؤتمر الأول ولا الثاني كما وضع على لافتات الإعلان عنه، بل هو الثالث، والذي اتخذ من مقتل خاشقجي قميصًا كقميص عثمان، فالأول عقد في 14 يناير من عام 2003 بمبنى مجلس اللوردات في لندن، وكانت الجهة التي دعت للمؤتمر هي المعهد السعودي في واشنطن، الذي يشرف عليه علي آل أحمد وهو من الطائفة الشيعية، ولربما كان هذا هو السبب الذي دعا الفقيه والمسعري إلى مقاطعة هذا المؤتمر، أما الثاني فقد عقد قبل عام تقريبًا، وذلك في 9 ديسمبر 2017، تحت عنوان: (السعودية، أخطاء الماضي، وخطر المستقبل)، والذي شارك فيه خاشقجي، وغيره بإساءات متعددة للبلد ولقياداته.


والغريب في الأمر، بُعد كلمات المتحدثين في المؤتمر الصوري، عن عنوان المؤتمر: (مؤتمر المهجر الثاني، الأهداف والمؤرقات)، حيث صبت الكلمات العاطفية المتشنجة (لا أوراق العمل)، على الوطن وقياداته ومثقفيه وعلمائه وإعلامييه كل نقيصة.
نظم ما يسمى «ديوان لندن»، وهو فيما يبدو امتداد لمنظمة قسط التابعة ليحيى عسيري، والذي يعتبر هذه الخطوة هي الأولى من نوعها لتوحيد المعارضة السعودية حول العالم، وكان من أهم ما خلصوا إليه في هذا التآمر هو مطالباتهم الحكومات الغربية بوقف دعمها للسلطات السعودية وتغليب مصلحة الشعوب على مصالحها الاقتصادية مع المملكة، وأوضحت إحدى مُنَظِمات المؤتمر -وهي سحر الفيفي-، الهدف من قيام المؤتمر، وهو: (أن المؤتمر يأتي في إطار إنشاء عمل مشترك يجمع المعارضة بهدف الصب في مصلحة المواطن السعودي وتخليصه من الحكم الديكتاتوري الجاثم على صدره لسنين)، حسب قولها.
أخيرًا، الحلم السعودي يتحول واقعًا ملموسًا بفضل الرجال الذين يصلون الليل بالنهار، لتحقيق الحلم، أما النباح فهو في نهاية الأمر صوت نشاز سيذهب أدراج الرياح، وإن طال الزمن.
&

&