الدمام: إيمان الخطاف

وقّع مركز الملك سلمان بن عبد العزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اتفاقية تعاون بقيمة 3 ملايين دولار، لتقديم المساعدات الطارئة للاجئين الروهينغا في بنغلاديش، وتشمل توفير المأوى لآلاف اللاجئين الروهينغا.

ومثّل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في توقيع الاتفاقية الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على المركز، ومن مفوضية اللاجئين خالد خليفة الممثل الإقليمي لدى دول مجلس التعاون الخليجي.

جاء ذلك خلال زيارة ميدانية يقوم بها وفد من المركز بهدف تفقد أوضاع اللاجئين الروهينغا في مخيم كوكس بازار في بنغلاديش.
وقال الدكتور عبد الله الربيعة: «منذ أن صدر الأمر الملكي بتخصيص 20 مليون دولار لإغاثة لاجئي الروهينغا، أنشأ مركز الملك سلمان عدداً من المشروعات الإغاثية بهدف الاستجابة للحالات الإنسانية الأكثر إلحاحاً للاجئين الروهينغا، وذلك بالتعاون والتنسيق الوثيق مع كل من مفوضية اللاجئين وحكومة بنغلاديش».

إلى ذلك، أشار خالد خليفة إلى أهمية مساهمة مركز الملك سلمان للإغاثة. وتابع: «في ظل الأعداد الكبيرة للاجئين الروهينغا الذين يوجدون في بنغلاديش بحثاً عن الملجأ والأمان، فإن حاجتنا للدعم من شركائنا أصبحت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى».
ولفت إلى أن المفوضية في سباق مع الزمن مع اقتراب هطول الأمطار الموسمية لتجنب كارثة قد تهدد الآلاف من اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، وبفضل الدعم السعودي ستتمكن من مساعدة كثير من هؤلاء اللاجئين.

واستعرض مركز الملك سلمان للإغاثة أمس مشروع رفع جاهزية مستشفى منطقة سادار في كوكس بازار، لتعزيز تقديم الرعاية الصحية الثانوية للاجئين الروهينغا في بنغلادش، الذي يستهدف 31 ألف مستفيد بتكلفة مليوني دولار أميركي، وتتضمن أهداف المشروع تجديد أجنحة المستشفى لاستيعاب 250 سريرا إضافيا وتزويدها بالأدوية والمعدات الطبية، يضاف لذلك تدريب 50 طبيبا على الوقاية ومكافحة الأمراض المعدية، وتوفير خدمات الرعاية من الإصابات والرعاية الطارئة وخدمات التوليد، إلى جانب إنشاء جناح العزل والتدريب على مكافحة وعلاج الكوليرا.

وتفقد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس مشروع المستودعات التي موّل المركز إنشاءها لمساعدة اللاجئين الروهينغا، بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية، في قرية نيلا بمدينة تكناف نيلا جنوب بنغلاديش. وينشئ المركز حالياً مستودعات أخرى نموذجية تتوفر بها جميع الاشتراطات الصحية المناسبة لظروف تخزين المواد الإغاثية بأنواعها لحمايتها من التلف قبل توزيعها على اللاجئين وفق الخطط المقترحة والبرامج الزمنية المعدة لذلك.

وشاركت 4 سيدات سعوديات للمرة الأولى في العمل الإغاثي عبر الوجود ضمن وفد مركز الملك سلمان للإغاثة الذي زار مخيمات اللاجئين الروهينغا للوقوف على الجهود الإنسانية التي تبذلها السعودية من داخل المخيمات، اطلعن على جوانب من معاناة أكثر من مليون شخص من الروهينغا يفتقدون احتياجاتهم وحقوقهم الأساسية مثل الرعاية والتعليم.

وتحدثت الإعلامية سمر المقرن لـ«الشرق الأوسط» عن جانب من مشاركتها في حملة الإغاثة، مشيرة إلى أنها سافرت من الرياض إلى دكا الثلاثاء الماضي، وتعود اليوم بسمر مختلفة إذ دخلت حالة عميقة من التفكير ووقفة مع النفس ونظرة للحياة بطريقة مختلفة تماما، إلى جانب الشعور بالفخر تجاه نصرة المملكة لهؤلاء المستضعفين.

وتصف المقرن جهود مركز الملك سلمان للإغاثة بأنها عمل طويل ومستمر وليس مساعدات وقتية، وعن خلفية هذا التجربة تقول: «بمجرد وصولنا واقترابنا من اللاجئين، لمسنا فرحتهم ومشاعرهم الفياضة تجاهنا، تأثرنا كثيراً ونحن نرى سعادتهم واستوقفتني كثيرا مشاعر الأطفال، وإقبالهم علينا بسعادة غامرة».

وعن قيمة حضور المرأة السعودية في العمل الإغاثي للمرة الأولى، أكدت المقرن أنها لمست حفاوة المنظمات الدولية.
وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اعتمد مطلع الشهر الحالي، مشروعاً تنفيذياً مشتركاً لتقديم خدمات تعليمية وتربوية للطلاب من اللاجئين الروهينغا بالتعاون مع المدارس السعودية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا محمود قطان.

ويبلغ عدد المستفيدين من المشروع 1680 طالباً بتكلفة 361 ألف دولار، فيما يهدف المشروع إلى تقديم الخدمات التعليمية والتربوية للطلاب من الأقلية الروهينغا الموجودين في ماليزيا، من خلال تدريسهم القرآن الكريم واللغة العربية ومهارات الحاسب الآلي والعلوم والرياضيات بالإضافة إلى تعزيز العملية التعليمية والصحة النفسية لديهم.

وتعد أزمة الروهينغا أسرع وأكبر أزمات النزوح في السنوات الأخيرة، وصل عدد لاجئيها في بنغلاديش إلى نحو 900 ألف شخص.