كلمـة الرياض

مع تزايد حدة التوتر في الشرق الأوسط إلى مستويات أصبح من الصعب تصور نتائجها أو التكهن بما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب، ثمة حقيقة واحدة ثابتة لا يختلف أي طرف من الأطراف المتداخلة على صحتها وهي الدور الإيراني الواضح في خلق حالة اللا استقرار والمعاناة التي تعيشها شعوب بأكملها.

في اليمن وسورية ولبنان والعراق شاهد العالم العبث الإيراني وما سببته تدخلات هذه الدولة الخارجة عن قواعد القانون الدولية من حروب ودمار وانهيار سياسي واقتصادي أعادتها إلى الوراء عقوداً طويلة في وقت تتسابق جميع الدول فيه إلى احتلال مواقع متقدمة في عالم مستقبلي يرتكز على الاقتصاد والتنمية المستدامة وقدرة الشعوب على الإنتاج والتفوق.

إيران التي عملت على فصل الدول عن محيطها العربي قبل أن تصبح مؤسساتها الوطنية مجرد أدوات تنفيذية لمشروع قائم على الهيمنة والاستعلاء العنصري رغم ادعائها بإسلامية ثورتها ومذهبيتها التي حاولت من خلالها دغدغة مشاعر وكسب ولاء الشيعة من مواطني الدول الأخرى وتحويلهم إلى أعداء لأوطانهم، وهو المشروع الذي حقق فشلاً ذريعاً في دول الخليج العربي نتيجة وعي أتباع المذهب الشيعي في هذه الدول وولائهم المطلق لأوطانهم.

في لبنان واليمن تحديداً نجحت إيران في استغلال المناخ السياسي والأزمات الاقتصادية لتفرض عملاءها على الأرض، حيث تنامى تدريجياً دور المؤسستين الإيرانيتين حزب الله في الحالة اللبنانية والنسخة المماثلة في اليمن المسماة بـ"أنصار الله" لتشكلا أكبر تهديد لأمن وسلامة كلا البلدين واستقرار المنطقة بشكل عام.

جميع هذه المعطيات تجعل من السهل تفسير جولة مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي محاطاً بقوات الحرس الثوري في الغوطة الشرقية ودمشق وحديثه عن سورية وكأنها محافظة إيرانية، وفي وقت أصبح مقر السفارة الإيرانية في صنعاء ثكنة عسكرية ومركزاً لتدريب الميليشيات الحوثية وغرفة عمليات لإدارة المعارك ضد أبناء الشعب اليمني، وإطلاق الصواريخ الإيرانية الباليستية باتجاه المدن السعودية مستهدفة المواطن والمقيم والمنشآت المدنية.

في مواجهة ما يحدث وما قد سيحدث في المنطقة يجب أن يكون المجتمع الدولي أكثر حزماً في مواجهة الصلف الإيراني وقطع الطريق أمام مشروعها العبثي لإعادة الأمور لنصابها الصحيح وإخراج المنطقة من واقع تلاعبت فيه طهران بمستقبل دول لم تكن سوى مجرد أدوات في مشروع الولي الفقيه.