حزب الله يضع شيعة السفارة على لائحة الاغتيالات

 

أعلام حزب الله (الوطن)

أعلام حزب الله (الوطن)

 

بيروت: فاطمة حوحو  

 

واصل حزب الله تصعيده ضد مرشحي الانتخابات اللبنانية الشيعة غير المنتمين إليه، فبعد أن مارس ضدهم الاعتداء الجسدي، نشرت صحيفة «الأخبار» التابعة له لائحة أسمتها «شيعة السفارة»، متهمة سفارة الإمارات في بيروت بتمويلهم، وهو ما نفته السفارة، فيما عدّ البعض هذه اللائحة لائحة اغتيالات يستهدف بها الحزب مناوئيه.

مبادئ أعضاء لائحة شيعة السفارة

رفض سيطرة الحزب على الدولة

رفض خطف الحزب للشيعة ورميهم في أحضان إيران

رفض الاستقواء على اللبنانيين الآخرين بالسلاح

رفض تدخل حزب الله في سورية

مواقف جيدة من موضوع النازحين السوريين



بعد الاعتداء على المرشح عن دائرة بنت جبيل في الجنوب علي الأمين من لائحة شبعنا حكي في بلدته شقرا من قبل عناصر «حزب الله»، عاد الحزب لاستخدام الأعلام الصفراء لمهاجمة المعارضين الشيعة بتهمة التمويل الخارجي، إذ نشرت صحيفة الأخبار ما ادعته أنه برقيات سرية صادرة عن السفارة الإماراتية في بيروت، معنونة «الإمارات تدرس تمويل مرشحي المعارضين الشيعة»، لكن البارز أن الصورة التي وضعتها الأخبار تحت عنوان شيعة السفارة وحوت صورهم وأسماءهم وكتبت تحتها «شيعة السفارة»، والبعض اعتبرها أنها لائحة اغتيالات للمعارضين الشيعة، وآخرون أشاروا إلى أن هؤلاء الشرفاء اللبنانيين المعارضين لسياسة «حزب الله» من المناضلين والمثقفين والسياسيين والإعلاميين شخصيات وطنية مواقفها معروفة من مسألة سيطرة حزب الله على الدولة وخطف الشيعة ورميهم في أحضان إيران، والاستقواء على اللبنانيين الآخرين بالسلاح.

المعارضون الشيعة

يذكر أن لقب شيعة السفارة أطلقه إعلام حزب الله ضد المعارضين الشيعة، متهما إياهم بأنهم يتلقون أموالا من السفارة الأميركية في بيروت، في عام 2015، وكونهم من الداعمين للثورة السورية، وأخذوا مواقف جيدة من موضوع النازحين السوريين، والأهم أن جميع كتاباتهم ضد تدخل حزب الله في سورية، والبعض وصفهم بأنهم أيتام 14 آذار لكون 14 آذار تخلت عنهم عندما بدأت التحالفات من تحت الطاولة ومن فوقها مع قوى 8 آذار ليهمش دورهم في 14 آذار، ويستبعدوا في عمليات الترشح للانتخابات من لوائحها في وقت سابق.

استنكار واسع

أثار الموضوع استنكارا واسعا في الوسط السياسي المعارض لحزب الله ولصحافته غير الموضوعية، وهو أمر أيضا لا علاقة له بالديمقراطية، بل هو تشهير متعمد، ويدل على أن حزب الله متضايق من نشاط هؤلاء في الانتخابات النيابية ومن تأثيرهم في الوسط الشيعي نخبويا وشعبيا وضمت اللائحة 28 اسما. 
واعتبر الدكتور حارث سليمان في تعقيب على ما نشرته الصحيفة اليومية التابعة الممولة من الحزب: «ما نشرته «الأخبار» نقلا عن تقرير مزعوم لسفارة الإمارات في لبنان: ليس فيه أي إشارة لدعم مالي أو تمويل. فقط العنوان من نسج خيال إبراهيم الأمين (المسؤول عن الجريدة). والتقرير هو تقرير عن شخصيات شيعية تمارس العمل العام. ولا يوجد مال وتمويل، كذب ما يدعونه، التقرير يتحدث عن نشاط شخصيات سياسية أي سفارة تقوم بذلك. مع وجود أخطاء كثيرة، مما يشي أن التقرير كتب دون علم الأشخاص الذين وردت أسماؤهم به. إذا افترضنا أن هذا التقرير موجود فعلا».

هلع الحزب

رأى الدكتور سعود المولى أن «حملات جريدة الأخبار المتجددة ضد المعارضين الشيعة وتشويه صورتهم هي اهتزاز صورة حزب الله عند جمهوره قبيل الانتخابات. التقرير الإماراتي المنشور فيه وصف لهؤلاء الشيعة بكفاءاتهم ومواقعهم ومواقفهم! وهذا كل شيء! ولكن زبانية الحزب جعلوه قميص عثمان للتشهير بالشيعة المعارضين بأنهم عملاء السعودية والإمارات وقطر وتركيا. وهذا ما تقوله دعايتهم يوميا على كل حال ومنذ 14 مارس 2005، وليس فيه جديد لأن هؤلاء الشيعة يفتخرون بموقفهم ويعلنونه. الجديد هو درجة هلع الحزب من لائحة «الكرامة والإنماء» في بعلبك ـــــ الهرمل ولائحة «شبعنا حكي» في الجنوب. طبعا الهلع لا يعني خوفهم من السقوط فقد لا ينجح أي شيعي من هذه اللوائح، لكن مجرد وجود شيعة يقفون مع قوى لبنانية أخرى يتحدون الحزب في عقر داره وبين جمهوره يستدعي استحضار كل زبانية القمع والتهويل والضرب وصولا ربما إلى القتل، والهدف جعل الشيعة في هذه اللوائح ضعفاء مذعورين وسط جمهورهم الذي يعبأ ضدهم، فلا يأخذون نسبة جيدة من التصويت».