مساعد العصيمي

 

هي رسالة تعاطف وتأكيد على أن قضيته سامية، حتى لو دفع ثمنها الاحتجاز والتعذيب، وحتى لو بادر بخياطة فمه والإعلان عن الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على الظلم الأسود الذي تتبناه حكومة الملالي في طهران.

رسالتي إلى الصحفي الإيراني سعيد بور حيدر الذي يقبع في السجون الظالمة في طهران منذ أكثر من أربع سنوات، ليس إلا أنه قال كلمة حق بمقدرات وحقوق الشعب الإيراني مطالباً بوقف نهبها وصرفها على العمليات الإرهابية والسلاح النووي الذي استنفذ الميزانيات وما يصاحب ذلك من تجويع للشعب الإيراني.

أقول بعد التحية للزميل العزيز إنني قرأت بتدبر الرسالة التي وجهتها للإعلام في إيران والعالم وما احتوته من تفاصيل للظلم، ولكن أيها الزميل هل أيقظت هذه الرسالة الشعب الإيراني بعد عمر طويل من الظلم والقهر وتحويل مقدراتهم إلى أسلحة وقنابل ورشاوى للعبث في البلدان العربية الرخوة.. هل كشفت الرسالة مدى ما يصرف للمحافظة على بقاء هذا النظام؟!.

لا أدري أيها الزميل وأنت تدافع عن حقوق الشعب الإيراني إن كان خطر ببالك ولو مرة واحدة، ما يفعله مرتزقة النظام الإيراني بالشعوب الأخرى وكيف أحال بلدانها إلى خراب وميليشيات تتقاتل بدون توقف، قد لا تحتاج لكي نذكرك بذلك لأنها ليست بعيدة عنك في لبنان واليمن والعراق وسورية وما يفعله بالخفاء في البحرين ودول خليجية أخرى.. أليس لعويل النساء واحتباس أنفاس الأطفال في البلدان المذكورة تأثير عليك وعلى الشرفاء الآخرين من مناوئي النظام الفاشي في إيران.

السؤال الذي يطرحه الموقف أيها الزميل.. هل اهتز ضميرك وأنت تشاهد المحن والأمراض وسيطرة الأميين الحوثيين على اليمن؟ تلك التي جعلت شعبها يعاني بسبب نظام بلادك؟ ألم تلحظ كيف أن دعم بلادك للميليشيات والإرهاب قد قلب بلداً كانت الأجمل والأفضل استقراراً تدعى لبنان إلى بلد أصبح موقعاً للمتحاربين والطائفيين وأكثر بلد يخشى عليه أن ينفجر في أي لحظة؟.. وأيضا بسبب بلدك.

أيها الزميل من يستبيح قتل الأبرياء خارج بلاده، لن يضيره أن يلحقهم بالأبرياء من أبناء بلاده.. ألم تتلمس مثل هذا الأمر وأنت تعيشه الآن خلف زنزانتك؟ ألم تدرك أن إيران لم تجن من وراء ذلك إلا مزيداً من الكره والحقد من العالم، حتى أصبح اسمها مرتبطاً بالإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان.. حتى في العراق عرفوا بطشها وظلمها وانظر إلى المظاهرات الكبيرة التي تطالب بطرد مندوبي إيران لديها.

زميلي المحترم.. لدي قناعة أن هناك كثيراً من الصحفيين والكتاب والأهم الملايين الكبيرة من الشعب الإيراني من العاقلين المعتدلين الذين لا يرضون السوء للآخرين، لكن هو قدرهم حين ابتلوا بملالٍ ينشرون الحقد والتقتيل بحجة خدمة الإسلام.. مع أنه ضد وينهى عن مبادئهم المنحرفة، ولتسمح لي أن أختم بسؤال أؤمن أنك تعرف إجابته: هل يستطيع الإيرانيون بعد هذا النظام المستبد والسياسة الفاشية والتعليمات الطائفية المتطرفة أن يحلموا يوما بالهدوء والسلام، وأن يكون لهم مستقبل زاهر؟ ألم تدركوا أن هذا لن يتسن إلا بسقوط نظام الديكتاتور واندثار معاونيه ووارثيه في إيران وحسبي أن هذا من سيعيد محبتكم.. وقبولكم، بل وثرائكم ومستقبلكم الذي تحلمون أن يكون زاهراً.. وهو ما نجزم به إن اقتلعتوا الشر من بلادكم.