خالد السليمان

يعاني الأردن من شح الموارد الطبيعية وقلة الحلول لمواجهة مشاكله الاقتصادية، لذلك كانت المساعدات الخارجية والسياحة عنصرين أساسيين في بناء اقتصاده، إضافة لتحويلات مواطنيه العاملين في الخارج، لكن المساعدات الخارجية تقلصت مع الأزمات الاقتصادية التي واجهتها الدول الصديقة المانحة، بينما ضربت السياحة في مقتل بسبب الأحداث العاصفة التي هبت على المنطقة!

وعندما يدعو الملك سلمان بن عبدالعزيز لاجتماع رباعي يضم الإمارات والكويت والسعودية والأردن لمناقشة سبل دعم الأردن ومساعدته على تجاوز أزمته الاقتصادية، فإن ذلك ينبع من إدراك حكومة المملكة العربية السعودية من موقعها القيادي في العالمين العربي والإسلامي لأهمية استقرار الأردن وانعكاس هذا الاستقرار على الأمن الإقليمي وتأثيره المباشر على جيرانه، وهو نفس الدور الذي لعبته المملكة لمواجهة تداعيات الفوضى السلبية لما سمي بالربيع العربي في بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر، وكان للسعودية والإمارات دور أساسي في إنقاذ الاقتصاد المصري من الانهيار ودعم استقراره وخروج مصر من عنق الزجاجة، وكذلك دعم اقتصادي البحرين وعمان لمواجهة محركات الفوضى وإزالة مستصغرات شررها وإطفاء أعواد الثقاب التي حملها صناع الفوضى من تلك الحقبة السوداء من تاريخ الوطن العربي التي ما زالت حرائقها مشتعلة في ليبيا وسورية واليمن !

مساعدة الأردن تخدم المصالح الإستراتيجية السياسية والأمنية والاقتصادية للسعودية ودول الخليج في تأمين استقرار المنطقة ومنع الانزلاق نحو المزيد من الاضطرابات المدمرة، وتعزيز القدرات على مواجهة المشروع الإيراني الذي يستهدفها !.