من الندوة الحوارية. (تصوير: عبدالعزيز اليوسف)

 

 

 

 

فارس القحطاني (الرياض)

احتضنت وزارة الإعلام أمس (الخميس) ندوة حوارية مع 15 من شيوخ قبائل صعدة استعرضت أوضاع أبناء القبائل في صعدة وما تمر به المنطقة من مشكلات وظلم على يد ميليشيا الحوثي الإيرانية.

وقالوا إن المحافظة تعتبر السلة الخضراء في اليمن ومصدر الخضراوات والفواكه كما كانت تصدر العديد من المنتجات الزراعية إلى السعودية. ولفتوا إلى أن قبائل صعدة خاضت ما يقارب 12 حرباً ضد الحوثي وكانت جميعها تنتهي بالمعاهدات والصلح، وأن ما كان يدور في صعدة من حروب كان بسبب تغافل الحكومة عن هذا العدوان على أبناء صعدة وكانت الحروب الـ6 يتخللها العديد من الاتفاقات والمعاهدات من المسؤولين والسياسيين في صنعاء، مشيرين إلى أن عدد النازحين من أبناء صعدة بلغ 350 ألف نازح داخل اليمن.

ولفتوا إلى أن الحوثي أهلك الحرث والنسل ولم يسعَ إلا لخراب المحافظة، وكان الشيء الوحيد الذي يهتم به هو المقابر، حيث وفر لها الكهرباء والأسفلت وأشجار الزينة، وكأنه يتفاخر بأعداد القتلى.

نعيق الضاحية

وأوضحوا أن أبناء صعدة من صغار السن تعرضوا لغسل الدماغ وجُندوا وتعرضوا للتهديد خلال هذه الحرب بهدف تجنيدهم في الخطوط الأمامية، لافتين إلى أن القبائل الموجودة في صعدة من خولان وهمدان تعرف الحوثي ودخلت في حرب الـ6 سنوات وغيرها من الحروب وذلك قبل قيام التحالف بـ10 سنوات، لذلك فنحن نعي من هو الحوثي وما هي حيله وغدره وخبثه.

وأضافوا الحوثي يكابر في الكشف عن خسائره التي تكبدها على يد قوات التحالف والشرعية وما نسمعه من نعيق في الضاحية الجنوبية ليس إلا دليلا على أن الحوثي قد أبلغهم بالخسائر التي تكبدها والضربات الموجعة التي تلقاها، وليس هذا النعيق من مصدر قوة بل ما يصلهم من معلومات عن الضربات الموجعة لميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن.

قطر والفدية 

وقالوا إن الحوثي تبنى فكر حزب الله في قتل أهل السنة، وإنه حرص على أن يكون له موطئ قدم في ساحة صنع القرار في اليمن، لذلك تواصل مع الرئيس علي صالح وتمكن من تقديم مبلغ مليار دولار له كي يفرج عن 1200 سجين حوثي، وبذلك بدأ الحوثي وأعوانه في العمل على التخطيط والفكر الإرهابي ضد محافظة صعدة وكذلك ضد الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة، لذلك دخلت القبائل في حرب مع الحوثي منذ 2004 وحتى اليوم وكان من ضمن تلك الحروب الحروب الـ6 التي كانت تنتهي بالصلح والمعاهدات ولكن الحوثي لا يفتأ ينقضها ويتمرد عليها ويعاود الكرة من جديد.

وأضافوا أن اتفاقية ما بعد الحروب الـ6 لم تتضمن أي شروط تشمل حماية صعدة من العدوان الحوثي، لذلك بقينا في حالة حرب مع الحوثي وقد تمكنا من إلحاق الخسائر المادية والبشرية في صفوف الحوثي وقد أسرنا في تلك الحروب ما يقارب 120 حوثيا وكانت هناك تدخلات ووساطات من السياسيين ومتخذي القرار في صنعاء وكذلك تدخلت قطر في الوساطة ودفع أموال الفدية لهؤلاء الأسرى.

كما قام الحوثي بقتل رموز القبائل في صعدة وتجنيد الأطفال من سن 15 وأقل، حيث إنه لم يتمكن من تجنيد الشباب من سن 20 وما فوق لأنهم أوعى من فكرة ومحاولات غسل الدماغ، لذلك فقد ذهب إلى منطقة دماج التي يقطنها 15 ألف يمني وهي تعتبر منطقة للدراسات والكتاتيب لحفظ القرآن وقد تعرضوا للحصار والحرب واستشهد منهم 700 شخص على يد الحوثي.

تحجيم الفكر الحوثي

وبينوا أن عددا من أبناء صعدة قاموا بإنشاء الفكر المضاد للفكر الحوثي الإيراني منذ 1990-2000 وتمكن هذا الفكر من تحجيم الفكر الحوثي الثوري الإرهابي ولم يعد له أي تأثير على مستوى المحافظة في تغيير المواقف أو حتى التأثير على أبناء المحافظة، وبعد ذلك التاريخ تحول الفكر الحوثي من الفكر النظري إلى حمل السلاح وبذلك بدأ في تجنيد العديد من الأتباع والقيام بالعديد من الحروب مع القبائل في محافظة صعدة، وعندما كانت هناك حروب ذهب ضحيتها العديد من أبناء القبائل كما تكبد الحوثي خسائر في الأرواح، لذلك لا يجب أن يكون هناك أي اتفاقية مع الحوثي لأنه سيثور عليها والهدف من هذه الاتفاقيات هو إعادة ترتيب أوراقة وصفوفه.

كما كان الحوثي يعمل على التفرقة بين القبائل وكان يدخل في صلح مع قبيلة ومحاربة قبيلة أخرى وكان يمارس التفرقة بين القبائل في صعدة، ويمكن القول إن صعدة تمثل أكبر مقبرة في الشرق الأوسط، وإن أبناءها ينتظرون وصول قوات التحالف والشرعية للانضمام إليها ومحاربة الحوثي لأنهم ذاقوا الأمرين من عصابات الحوثي في المحافظة، كما أن المدارس في محافظة صعدة مغلقة، لذلك تمكن الحوثي من تجنيد الأطفال وغرر بهم في حربه، وكان الحوثي يفرض الحصار على بعض المناطق بهدف التجويع والفقر مما يدفع بعض الأسر إلى تجنيد أبنائهم بهدف الحصول على الغذاء والمال للعيش.