&FINANCIAL TIMES

مؤشرات أمريكا وأوروبا .. 2018 العام الأسوأ منذ أزمة 2008& & &

& إيما دنكلي من هونج كونج ونيكول بولوك& &

أغلقت أسواق الأسهم العالمية أسوأ عام لها منذ الأزمة المالية، تاركة المستثمرين يعانون كدمات وحروقا، وفي الوقت نفسه عليهم أن يستعدوا لمزيد من التقلبات في الأشهر المقبلة.
تراجعت الأسهم في العام الماضي بسبب مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتشديد السياسة النقدية. كذلك لعبت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، بدءا من الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دورا في إثارة قلق المستثمرين وألقت بظلال كثيفة على الأسهم.
توم ديجنان، رئيس أسهم القيمة الحقيقية الأمريكية في "يو بي إس أسّيت مانيجمنت" UBS Asset Management، وصف الحالة المزاجية في نهاية العام بأنها "حالة من اللبس. لا أعتقد أن المزاج سيتغير إلا بعد أن نحصل على بعض الأخبار الجيدة، مثل إشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيحافظ على سياسة نقدية ميسرة، أو نحصل على بعض الأخبار الإيجابية من جبهة التجارة".

أدت ظروف التداول الضعيفة في الجلسة الأخيرة من العام، يوم الإثنين، إلى ارتفاع بسيط في بعض الأسواق، حققت خلاله وول ستريت بعض المكاسب.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 2506.85 نقطة، بعد أن تراجع إلى المنطقة الحمراء في وقت سابق من الجلسة. وصعد مؤشر داو جونز الصناعي 1.2 في المائة، ومؤشر ناسداك المركب 0.8 في المائة.
تغريدة في عطلة نهاية الأسبوع من الرئيس دونالد ترمب، أشار فيها إلى "تقدم كبير" في محادثات التجارة مع الرئيس الصيني، تشي جينبينج، بعد مكالمة هاتفية بينهما يوم السبت، اعتبرها بعضهم قوة إيجابية في يوم التداول الأخير من العام.
المكاسب التي تحققت في الجلسات القليلة السابقة قلصت خسارة السنة حتى الآن في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى 6.2 في المائة، لكن عام 2018 ظل أسوأ عام بالنسبة إلى المؤشرات الأمريكية والمؤشرات الأوروبية منذ عام 2008.
المزاج العام المتوتر على نطاق واسع أدى إلى تراجع مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم العالمية 11.5 في المائة، وهو أسوأ أداء سنوي منذ الأزمة المالية.
على الرغم من إغلاق معظم الأسواق في آسيا يوم الإثنين، ارتفع مؤشر هانج سينج في هونج كونج 1.3 في المائة، إلا أن 2018 كان عاما ساخنا، سجلت فيه الصين الأداء الأسوأ آسيويا.
مؤشرCSI 300 الصيني خسر ربع قيمته تقريبا بعد تراجعه إلى منطقة السوق الهابطة في النصف الأول من عام 2018، في الوقت الذي تفاقم فيه التوتر التجاري مع الولايات المتحدة. الانخفاض يجعل الصين هي سوق الأسهم الأسوأ أداء هذا العام. وتأتي موجة البيع الكبيرة على الرغم من قرار مهم تمثل في إدراج أسهم الشركات العامة في البر الرئيسي - أسهم الفئة A - ضمن مؤشر "مورجان ستانلي المركب للأسواق الناشئة".
أوروبيا، عوامل اللبس بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ألقت سحابة على الجنيه الاسترليني وسوق الأسهم البريطانية، جعلت مؤشر فاينانشيال تايمز 100 ينهي العام منخفضا أكثر من 12 في المائة. ولم تكن أوروبا محصنة ضد ضعف المعنويات، فانخفض مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 15 في المائة.
والآن يستعد المستثمرون لمواجهة رياح معاكسة في عام 2019، ناشئة عن المخاطر الجيوسياسية، والظروف المالية الأكثر تشددا مع استمرار الولايات المتحدة في رفع أسعار الفائدة، وإنهاء أوروبا التحفيز النقدي بعد الأزمة.
مايكل سيمباليست، رئيس مجلس إدارة السوق والاستراتيجية الاستثمارية لدى شركة جيه بي مورجان لإدارة الأصول، قال "للمرة الأولى منذ سنوات كثيرة، الأسواق الآن تحتسب في أسعارها التشاؤم بدلا من التفاؤل".
مع ذلك، قال بعض المستثمرين "إن البيع في نهاية العام كان مبالغا فيه وتوقعوا عودة الرغبة في المخاطرة في العام الجديد".
قال ديجنان، من "يو بي إس"، "الأمر يشبه حدثا رياضيا. أنت تنتهي من مباراة وتتجه نحو أخرى. الآن "مستوى الرغبة في المخاطرة" عند مستوى منخفض. على ما أظن منخفض بشكل غير منطقي".
موجة البيع الكبيرة في آسيا كانت ملموسة بشكل خاص، ويرجع ذلك جزئيا إلى قوة الدولار الذي سحب الأموال من الأسواق الناشئة ذات القدر الأكبر من المخاطر، وترجع أيضا إلى إقدام المستثمرين على جني الأرباح بعد مسيرة ممتازة في عام 2017.
وفقا لمديري صناديق في "شرودرز"، رغم أن "عام 2018 المليء بالجيشان جعل الأسهم الآسيوية أرخص على نحو لا يستهان به، وقدم فرصا اختيارية"، إلا أن على المستثمرين أن "يسيروا بحذر".
قال ماثيو دوبز، وهو مدير صندوق مختص بالأسهم الآسيوية لدى شركة شرودرز "الأسهم الآسيوية إجمالا يتم تداولها الآن بمستويات قريبة من المستويات التي شهدناها في الفترة الأخيرة، حين تعرضت الأسواق الإقليمية إلى موجة هبوطية في أواخر عام 2015 وأوائل عام 2016. عند هذا المستوى بدأت الأسهم تعرض بعض القيمة".