&أكد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني التزام قادة دول مجلس التعاون بمبادئ وأهداف مجلس التعاون وتعزيز دوره الحالي والمستقبلي والحفاظ على وحدته، وتسخير طاقاته لخدمة مواطني دول المجلس، والحفاظ على أمن واستقرار دوله الأعضاء والمنطقة في مواجهة كل التحديات.


وشدد الأمين العام على حتمية الاستجابة الخليجية المشتركة في مواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن التاريخ خير دليل على أن الأمم التي نجحت هي التي كانت قادرة على بناء تحالفات قوية وثابتة على أسس متينة.

جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبد اللطيف الزياني، اليوم (الأحد)، أمام الدارسين في كلية القيادة والأركان السعودية في مدينة الرياض.

وقال الزياني، إن الهدف الأسمى من تأسيس مجلس التعاون هو لتفعيل مبدأ الاستجابة المشتركة في مواجهة التحديات، وخلق تكامل أوثق بين الدول الأعضاء ذات الفكر المماثل والروابط المشتركة والمصير الواحد، مشيراً إلى أهمية العمل الذي يقوم به مجلس التعاون في دعم ومساندة دوله الأعضاء من خلال شبكة واسعة من المشاريع والمؤسسات الخليجية الناجحة في كل المجالات.

وأشار الأمين العام إلى أن الاعتمادية المتبادلة قد أصبحت الركيزة الأساسية للتعافي والازدهار في كل أرجاء العالم، مؤكداً أن مجلس التعاون قد اجتاز هذا الاختبار منذ نحو 38 عاماً وهو النموذج الأفضل حالياً في المنطقة.

وأضاف أن التحديات التي تواجهها المنطقة ما زالت قائمة، وإن تغيرت في شكلها فإن مضمونها باقٍ مثل عملية السلام بالشرق الأوسط، مؤكداً أن اليمن يبقى التحدي الأكبر لمجلس التعاون، حيث تواصل دول التحالف العربي لدعم الشرعية سعيها لتحقيق السلام لشعبه الكريم والقضاء على النفوذ الإيراني الذي يهدد أمنه واستقراره.

وتحدث الأمين العام في كلمته عن الجهود التي يبذلها مجلس التعاون من خلال المنظومة التعاونية من أجل تعزيز أمن هذا التحالف، وذلك من خلال جملة من المبادرات والمشاريع الأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية وفي مجال السلامة والتعافي التي تنفذها.

كما نوه الزياني إلى أن مشاريع البنى التحتية الرئيسية المشتركة التي نفذها مجلس التعاون بين الدول الأعضاء وفي مقدمتها تكامل شبكات الربط الكهربائي قد حققت وبكفاءة أهدافها الاستراتيجية المنشودة، مشيراً إلى تمكن مشروع الربط الكهربائي من تعزيز أمن إمداد الطاقة وزيادة اعتمادية وتعافي أنظمة الشبكات الخليجية بواقع 100 في المائة في تجنب الانقطاع الكامل أو الجزئي حيث تم تفادي أكثر من 1700 حادث انقطاع، منذ عام 2009م.

وأضاف أن مجلس التعاون يدرك مدى الحاجة لتوسيع وتنويع وحماية القاعدة الاقتصادية لدول المجلس، وذلك من خلال عدد من المبادرات التي يقوم بها مثل السوق المشتركة والاتحاد الجمركي وحرية تنقل الأفراد والبضائع وتنقل العمالة.

كما أشار الأمين العام في هذا الصدد إلى عدد من الأمثلة الإحصائية التي توضح ارتفاع عدد الأنشطة الاقتصادية بين دول المجلس، من بينها تضاعف عدد الشركات المساهمة ثلاث مرات، وتضاعف عدد البنوك التي تنتشر فروعها في دول المجلس بواقع أربعة أضعاف، منوهاً بارتفاع رأس المال من 16 مليار دولار أميركي إلى 265 مليار دولار، وارتفاع حجم التجارة البينية من 6 مليارات دولار أميركي إلى 133 مليار دولار.

ونوه الدكتور عبد اللطيف الزياني إلى الدور الفاعل الذي يقوم به مجلس التعاون على الصعيدين الإقليمي والعالمي من خلال تقديم النصح والمشورة للحلفاء الإقليميين والدوليين، إلى جانب المساعدات الإنسانية التي تقدمها دول المجلس إلى دول العالم كافة. وقال إن حلفاء مجلس التعاون والشركاء الدوليين يرغبون في أن يواصل مجلس التعاون كتحالف إقليمي دوره الحيوي في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها، مؤكداً أن بقاء المجلس قوياً يخدم مصالح دوله ودول المنطقة عموماً