أثارت زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المنطقة كثيرًا من الجدل، لاسيما أنه أعلن في خطابه من القاهرة إلى العالم العربي الحرب على سياسة إيران في المنطقة، وتهديدها للأمن القومي للدول العربية.

إيلاف من القاهرة: تعليقًا على هذا الخطاب، إعتبر برلماني مصري أن بومبيو أطلق الرصاص على سياسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في المنطقة.

مصر نموذج تعايش
قال النائب في البرلمان المصري، طارق الخولي، إن العاصمة المصرية القاهرة هي المنبر الذي يتوجّه منه المسؤولون الأميركيون عبر تاريخهم لمخاطبة العالم العربي والإسلامي، مشيرًا إلى أن خطاب بومبيو في القاهرة بعث رسائل عدة مهمة، مفادها "إطلاق الرصاص على سياسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في المنطقة، وتدشين سياسة جديدة للتعامل مع الأزمات التي تعاني منها"، حسب تعبيره.

لفت إلى أن خطاب وزير الخارجية الأميركي رسم خارطة طريق جديدة لسياسة بلاده في المنطقة، ولاسيما في ما يخص الأزمة الإيرانية، مؤكدًا عزم واشنطن كبح جماح طهران، في ظل اتساع نفوذها وتهديدها للعديد من الدول العربية، وتهديد أمن المنطقة كلها.

أضاف الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري، لـ"إيلاف"، أن بومبيو أثنى على الجهود المصرية في الحرب ضد الإرهاب ومواجهة التطرف، كما أثنى على التعايش السلمي بين جميع المصريين، وأشار إلى افتتاح أكبر مسجد وكاتدرائية في الشرق الأوسط، معتبرًا أن مصر تقدم نموذجًا للعالم بأسره.

انتقاد إدارات سابقة
اعتبر الخولي أن اقتباس بومبيو عبارة "الخير سينتصر في النهاية"، للأديب المصري الحائز جائزة نوبل، يؤكد على قوة مصر الناعمة، وعن التمدد الثقافي القوي لها في المنطقة والعالم، مشيرًا إلى أن هذا الاقتباس يؤكد كذلك أن مصر ركيزة أساسية في مكافحة التطرف ونشر التنوير.

ولفت إلى أن خطاب بومبيو انتقد مواقف بعض الإدارات الأميركية السابقة تجاه مصر، ومحاولات تقزيمها لمصلحة دول أخرى في المنطقة، مما يؤكد أن الخطاب يحمل الكثير من التقدير إلى القاهرة ودورها، وأن الولايات المتحدة تفتح ذراعيها إلى مصر من أجل التعاون في الملفات كافة.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أثناء زيارته لمصر، أن الولايات المتحدة سترعى قمة دولية، في الشهر المقبل، لتعزيز الاستقرار والحرية في الشرق الأوسط، مع التركيز على النفوذ الإقليمي لإيران، حسب قوله.

قال بومبيو: "سنجمع عشرات الدول من جميع أنحاء العالم"، معلنًا أن القمة سوف تعقد في بولندا يومي 13 و14 فبراير المقبل". أضاف: "ستجتمع الدول جميعًا للتركيز على الاستقرار والسلام والحرية والأمن في الشرق الأوسط، وهذا يشمل عنصرًا مهمًا، وهو التأكيد على ألا يكون لإيران نفوذ مزعزع للاستقرار".

دعوة إلى نتنياهو
ودعا بومبيو إلى ضرورة التصدي للنظام الإيراني بدلًا من إقامة العلاقات معه. جاء حديثه من الجامعة الأمريكية في القاهرة، حيث يزور مصر حاليًا في إطار جولته في منطقة الشرق الأوسط.

أكد أن بلاده قررت سحب قواتها من سوريا من دون أن يعلن عن موعد لذلك. وقال إن واشنطن ستطرد "آخر جندي إيراني من سوريا بالدبلوماسية"، مشيرًا إلى أن بلاده تسعى إلى إقامة تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة أهم الأخطار في المنطقة".

وجّه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو صباح اليوم السبت، الدعوة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للمشاركة في مؤتمر دولي ضد إيران، وذلك عبر تغريدة على حسابه الشخصي على موقع "تويتر".

قوة خير
وكتب وزير الخارجية الأميركي، أن المؤتمر سيعقد في 13 و14 فبراير المقبل في وارسو، ودعا وزراء خارجية من عشرات الدول العربية، ومن بينهم السعودية والبحرين والإمارات. وأشار بومبيو إلى أن مصدرًا سياسيًا إسرائيليًا أكد أن نتنياهو لم يتخذ القرار بعد هل سيشارك في المؤتمر أم لا.

وأكدت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن نتنياهو تلقى دعوة أميركية للمشاركة في مؤتمر دولي حول إيران والشرق الأوسط، يعقد خلال الشهر المقبل، دعي إليه عدد من وزراء الخارجية العرب.

كما كشفت القناة العاشرة عن أن من بين الدول المدعوة إلى المؤتمر السعودية والإمارات والأردن والبحرين والمغرب، ورجّح بومبيو أن تعقد القمة في بولندا، خلال يومي 13 و14 فبراير المقبل.

وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن بومبيو ألقى خطابًا في الجامعة الأميركية في القاهرة، ضمن جولته المستمرة في المنطقة العربية، قال فيه إن أميركا "قوة خير" في المنطقة، منتقدًا بشدة سياسات الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، تجاه المنطقة، واصفًا إياها بـ "السيئة للغاية".