& زاهي حواس

&&

قمت بالكثير من الجولات داخل سوق عكاظ وقد شاهدت جميع فعاليات السوق ومعي عبد الله السواط مدير عام السوق، والذي كان مسؤولاً عن السياحة بالطائف واختاره الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الحضاري لإدارة السوق. ورغم أن السوق يستمر 17 يوماً فقط فإن هناك 11 شهراً يتم الإعداد لكل الفعاليات لتخطيط المكان، واختيار الأشخاص والمواطنين الذين يشتركون سواء بالمتاحف النوعية أو النساء التي تعمل طوال العام في عمل المشغولات والطرز التي تباع وتعرض داخل السوق.


وسوف يجد الزائر مرشدين في كل مكان وأغلبهم متطوعون، حيث إن هناك نحو 500 متطوع منهم الشباب لم تنتهِ دراستهم بعد. وأجمل ما في هذا السوق هو طريق جادة عكاظ وهو بداية السوق، والذي ينقسم إلى مخيمين هما جادة الثقافة ثم جادة التراث. وفي البداية سوف تشاهد واحة الفنون وواحة الحروف، أي أن الحروف الأبجدية العربية موضوعة على قواعد ومسلط عليها الإضاءة بحيث أصبحت مزاراً جميلاً للمواطنين يقومون بالتجول والتصوير مع الحروف، وهناك واحة العيون الجدارية للفنون التشكيلية الحرة، وهنا سوف نجد أن الجمهور هو الذي يرسم بل وينحت على الصخور والرخام لعمل التماثيل المختلفة، وهناك معارض ثقافية وعددها سبعة معارض، بالإضافة إلى خيمة للندوات والمحاضرات، وخيمة الورش والتدريب على الخط العربي.


بالإضافة إلى ذلك هناك الكثير من الأطفال والمواطنين الذين يتم تدريبهم على الخط، بالإضافة إلى التدريب على التصوير وعرض لوحات تشكيلية للمواطنين، وهناك معروض نحو 54 لوحة، ويتم التنافس بين هذه اللوحات، وقد فاز منها 3 لوحات... اللوحة الفائزة الأولى وهي لوحة رسم عليها الملك وابنه الأمير سلطان، وهذه اللوحة قام الفنان برسمها أمام الناس في 15 دقيقة، ولوحة للفنانة السعودية رشال محمد؛ حيث ترك الاسم والشرح للناس ليفهم اللوحة كل تبع نظرته ورؤيته الشخصية. وهناك لوحة رائعة تظهر رجلاً من الجنوب.
وقد اختار السوق هذا العام مصر لكي تكون ضيفاً شرفياً للسوق، حيث ساهمت د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة بحضور الكثير من دار الأوبرا، وسوف أتحدث عن أمسيات دار الأوبرا في مقالات قادمة. وقد حضر السوق العام الماضي نحو 800 ألف مواطن، وقد يزيد العدد هذا العام، وخصوصاً لأن الحضور ليس من أهالي الطائف فقط بل ومن جدة والمناطق الشرقية، وهناك الكثير من المهرجانات التي تقام بالمملكة قبل مهرجان الجنادرية، ولكن سوق عكاظ يمتاز بأنه سوق خاص بالتراث الوطني أو الحضاري للعرب، وهو إحياء للماضي من قصص قديمة محفورة في قلوب الناس.
وفى ختام المهرجان يحضر مشاهير المطربين لإحياء عروض غنائية مثل كاظم الساهر وماجد المهندس ومحمد عبده. وقد أقاموا مسرحاً جميلاً على الصخرة التي كان يستخدمها الشعراء في الماضي وقد تغزل الشعراء في هذه الصخرة، حتى إنهم بالغوا في التغزل فيها، وهناك إدارة خاصة للتواصل الاجتماعي للسوق، حيث بلغ عدد زوارها 9 ملايين على «تويتر»، ومليونين ونصف المليون على الـ«فيسبوك»، «سوق عكاظ... إبداع يتجدد».