&عزة السبيعي& &

في كثير من الأبحاث التي تتحدث عن الإصلاح الكبير الذي مر به بلد متقدم في التعليم مثل بريطانيا ستجد قصة إخراج مارجريت تاتشر للمعلمين من جنة الوظيفة المضمونة، والتي لا تتطلب كثيرا من الجهد أكثر من «افتح الكتاب يا ولد».&
في الحقيقة تاتشر أسست لأهم نظام مساءلة في التعليم على مستوى العالم، والأكثر شراسة، والذي يعاقب ويكافئ «بكرم» المدرسة بحسب أدائها، والذي يتضمن التشهير عبر قائمة المدارس الأفضل والأسوأ، ونقل المدرسة من إدارة الحكومة لإدارة شركة قد تطرد جميع الطاقم دون استثناء، والذين غالبا سيعانون لفترة طويلة من نتيجتهم في التقويم، حيث يعدّ مؤشر ضعف كبيرا في السيرة الذاتية عملك في مدرسة في ذيل القائمة، وهذا بالطبع يدفع كل منسوبي المدرسة للعمل كفريق خوفا من خسارة الترتيب.&


في الواقع المساءلة مهمة في التصنيفات العالمية للتعليم، حيث يعدّ وجودها وما يترتب عليها معيارا مهما جدا، فمؤشر المساءلة يعدّ موجزا ​​لثلاثة مؤشرات تتكون من (1) ما إذا كان الاختبار الوطني موجودا أم لا، (2) ما إذا كان الأداء المدرسي يتم الإبلاغ عنه علانية، على سبيل المثال على موقع الوزارة، (3) ما إذا كانت هناك عقوبات/‏ أو مكافآت على أساس الأداء المدرسي.. وللأسف كل هذه المؤشرات لا تتطابق مع تعليمنا، وهذا أحد أسباب ضعف موقعنا في التصنيفات العالمية.&
عموما اليونيسكو تعدّ الضعف في أنظمة المساءلة سببا مهما في تخلف التعليم، لكن ما لدينا في السعودية ليس ضعفا، ولكن حالة غريبة تستدعي التوقف، لقد تم تجريب عشرة أنظمة مساءلة مثل التقويم الشامل والمنظومة، وكلها تم استنساخها من التجارب العالمية لكن من دون ما يتعلق بما يترتب على المساءلة، كأنها تقول ابشر بطول سلامة يا مربع، وهذا غريب جدا، هل تقوم وزارة التعليم بملء فراغات دون أن تهتم بالنتيجة؟.&
عموما نحن في عصر جديد يسمى عصر الحزم، ولا بد أن تنضم الوزارة لهذا الحزم، وتستخدم المساءلة كأداة حزم نحو التغيير للأفضل، ليس فقط من أجل تصنيف جيد، لكن لأجل مستقبل سعودي واعد.

&