& زاهي حواس

&

من أهم الخيام الثقافية في سوق عكاظ خيمة وزارة الثقافة السعودية، لأن الخيمة تحتوي مكتبة مهمة جداً لتاريخ الجزيرة العربية، وتضم مجموعة نادرة من الكتب عن تاريخ وآثار هذه المنطقة، كما تضم الخيمة معرضاً للفن التشكيلي، ومعرضاً لتاريخ دار الأوبرا المصرية بالصور يشرح كل مراحل أوبرا مصر. وداخل الخيمة أيضاً أبهرني وجود ألعاب تفاعلية للأطفال، ومكتبة شخصية مرئية بها نحو 200 مليون مادة علمية.
وتجاور هذه الخيمة أيضاً خيمة أخرى لهيئة الثقافة بها معرض تشكيلي آخر يضم لوحات فنية رائعة، وتوجد أيضاً حرف شعبية، ومسرح للطفل، وفرق غنائية، وتعليم الأطفال الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي. ومما أدهشني مشاركة الجمهور في كل هذه الفعاليات. وأرى أن كل من يدخل هذه الخيمة يمكن أن يقضي بها ساعات يتعلم ويشارك في كل هذه الفعاليات. وتوجد أيضاً مسابقات شعرية، بالإضافة إلى مشاركة البحرين في السوق. وهناك منطقة أخرى خاصة بمسابقة الشعر العربي والمعلقات الشعرية، وهناك 34 لوحة لشعراء مشاهير؛ أمثال عمرو بن كلثوم وامرئ القيس، وعنترة بن شداد، والنابغة الذبياني من مكة. وفي هذا المكان يستخدمون التكنولوجيا لكي ترى هؤلاء الشعراء المشاهير أمامك وهم يؤدون الشعر.


وبعد أن تترك هذه الفعاليات، فسوف تجد نفسك أمام جادة التراث، التي يبلغ طولها نحو 900 متراً، وهناك سوف تشاهد عروض الأسر المنتجة، ومسرح الشارع المفتوح. وهناك شاهدت مسرحية لعنترة بن شداد، بالإضافة إلى مسرحية أخرى تاريخية، وقد أبهرتني الملابس التي تناسب العصر، وإلقاء الحوار باللغة العربية الفصحى الجميلة. وهناك أيضاً داخل جادة التراث عروض الفروسية من سباق وألعاب الفرسان بشكل مبهر، وكذلك عروض الإبل داخل المضمار الطويل.


وهناك خيمة لشعر المعلقات، وأخرى تسمى «خيمة فتيان عكاظ»، وداخل هذه الخيمة يمكن أن يتعلم الشباب الشعر، أو أن يصبح الشاب نجاراً أو حداداً، أو راوياً، ويشارك الشباب في تعلم الحرف. وقد عرض داخل جادة التراث نحو 217 مسرحية. وقد شاهدت مشاركة مصر في سوق عكاظ... حضر الفنانون داخل خيام، وذلك بمبادرة من وزارة السياحة، وعرضوا مشغولات من النسيج والنحاس والخزف والملابس التراثية من سيناء، كما حضر أشرف سيد عبد العزيز من خان الخليلي ليعرض منتجاته، والفنان التشكيلي هاني الأبياري، وبركات حافظ قدم الخيامية و«الشنط» واللوحات، وحسن فارس قدم المشغولات الفضية وأوراق البردي، وقد أبهرني وهو يقدم لي صورة على البردي للأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وعندما سألته عن السبب؛ قال لي بالحرف الواحد: «وجدت هنا الناس تعشقه لأنه يساعد الجميع ويسمع لكل محتاج، ولذلك أردت أن أضع صورته على ورق البردي عرفاناً مني بصفتي مصرياً لهذا الرجل الذي دعانا لكي نشارك إخواننا في السعودية هذا العرس الثقافي الفريد؛ سوق عكاظ».