& & جبريل العبيدي&&

هل حقاً «حان الوقت لإعلان تركيا دولة راعية للإرهاب» كما قالت صحيفة «واشنطن إكزامينر» Examiner Washington، مبررة ذلك بـ«دعم أنقرة المستمر للإرهاب، بدءاً من سوريا وصولاً إلى ليبيا والصومال وكينيا، عبر شحنات الأسلحة وعلاقتها مع الجماعات المتطرفة، وتقديمها مختلف أشكال الدعم لها».&
عنوان مقال «واشنطن إكزامينر» لكاتبه الباحث الأميركي مايكل روبن، جاء عشية كشف موقع «نورديك مونيتور» أن المخابرات التركية قدمت تسهيلات ومساعدات لإرهابي خطير يدعى أبو بنات، كان مدرجاً على قوائم عقوبات مجلس الأمن الدولي عام 2015.
الحديث عن شراكة تركية مع الجماعات المتطرفة، لا يمكن فصله عن شحنات السلاح التركية إلى التنظيمات المتطرفة.. شحنات السلاح التي من بينها سفن السلاح الثلاث الأخيرة، التي تم ضبطها في الموانئ الليبية قادمة من تركيا، ويؤكده اعترافات إبراهيم شين، الذي كان يعمل لدى وكالة الاستخبارات التركية، والمعتقل في باكستان والمنتمي لتنظيم «القاعدة»، والذي كان همزة الوصل بين الاستخبارات التركية والمتطرفين في سوريا وبلدان أخرى، وفق ما جاء في صحيفة «زمان توداي»، خاصة بعد الكشف عن أن رئيس جهاز الاستخبارات التركي المقرب من إيران، متهم بالتورط في تحويل مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة «الشباب» الصومالية الإرهابية، وفق تقرير موقع «نورديك مونيتور».&
شحنات السلاح إلى المتطرفين في نيجيريا وحركة «حماس»، وهي شحنات سلاح تركية الصنع والمنشأ والتصدير، تطرح تساؤلات حول مدى تورط النظام التركي بشكل مباشر في هذه العمليات، أو أن الأمر خارج سلطة الحكومة وبغير علمها، وعلم جهازها الاستخباراتي، وهو أمر مستبعد طبعاً، في ظل وجود جهاز استخباراتي تركي قوي، لا يمكن أن تشرد من مراقبته نملة تحمل حبة قمح، وليس سفينة محملة بقطع السلاح والمتفجرات.
الاتهامات الموجهة لتركيا بتقديم الدعم والتسهيلات للتنظيمات الإرهابية جاءت أيضاً في اعترافات المدعو أبو باسل الغزاوي، وهو أبو كرم عبد الجزار، أحد القياديين التائبين عن تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي كشف أن تركيا سهلت دخول الآلاف من رفاقه السابقين إلى سوريا وليبيا، عبر حدودها ومطاراتها.&
الداعشي السابق أبو باسل الغزاوي، الذي تنقل في هواه بين «جند أنصار الله»، ومبايعة «القاعدة» إلى أن انتهى إلى مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم «داعش»، الغزاوي الذي تسلل إلى بنغازي ليصبح أمير قوات «داعش» فيها، قبل أن يعود هارباً من جحيم بنغازي، بعد تقدم قوات الجيش الليبي، وهزيمة وتقهقر «داعش».
الحديث عن «الشراكة أو الدعم» التركي للتنظيمات الإرهابية تحول من مجرد شبهات تلاحق تركيا إلى اتهامات بعد تعدد الاعترافات والشواهد والقرائن والأدلة، مما يوجب الرد التركي بوضوح وشفافية، عن كل تلك الاتهامات، ومحاسبة المتورطين فيها، حتى لا تتحول تركيا إلى دولة راعية للإرهاب، كما أصبح يتردد في الصحافة العالمية، والأميركية خاصة، ومنها مجلة «فورين بوليسي» التي نشرت: أن واشنطن لا يمكنها الاعتماد على تركيا في هزيمة «داعش» وأنها لم تكن يوماً شريكاً في محاربة «داعش».
فالطموح التركي الغارق في مستنقع المستحيل، بالسيطرة على الشرق الأوسط، بعودة الإمبراطورية العثمانية، هو ما قد يكون جعل من «بعض» الساسة الأتراك، يقدمون على التحالف مع «أبو البنات»، ومن هم على شاكلته، لاستخدامهم أدوات للتمهيد لعودة النفوذ الطوراني للمنطقة، التي حكمها الأتراك أكثر من خمسة قرون، باسم «الخلافة العثمانية»، التي لا تزال تجد صدى لها في آذان بعض من يحنون لذلك.