&خالد أحمد الطراح&

أقترح مجاناً فكرة جديدة لدعم كثافة المعارض، بإقامة معرض للعمل السياسي الحديث للحكومة، وكذلك للموالين لها من نواب حكومة الظل في مجلس الامة، فثمة «خبرات» ممكن استعراضها برعاية حكومية ــ نيابية، تستحق ان تكون معرضا لعرض اساليب حكومية وطرق تقسيم الولاء النيابي على اعضاء الحكومة والمتنفذين، وهي نافذة جديدة ومحاولة لطمس التاريخ الدستوري للدولة!
سبق لي النشر تحت عنوان «موطن الندامة» في عام 2017، وحملت نفسي وكذلك الشعب مسؤولية ما آلت إليه الأمور من تطورات سياسية لم تكن في مصلحة الدولة حكومة وشعبا، بمحاولة للتخفيف من وطأة الآلام على الصدور شكليا من أجل ان يستيقظ الضمير الكويتي من سبات ربما مفتعل نتيجة صوت عال شعبوي المطالب والغاية بدعم أيادٍ حكومية ونيابية أيضا!
أجد نفسي بين نزاع مؤلم على مكتسبات دستورية ونزاع آخر مفزع من محاولات لم تعد خفية، بل مكشوفة لوأد مكتسبات تاريخية تشهد لها روح ابي الدستور الامير الراحل الشيخ عبد الله السالم، طيب الله ثراه، الى جانب ساحة الصفاة التي ارتوت بدماء زكية لرجالات من اهل الكويت، الذين قدموا ارواحهم ضمن نضال سياسي حقيقي، وليس الترف السياسي الذي نشهده اليوم غالبا في مجلس الامة، وهو لا يعني تبرئة ساحة معظم الحكومات المتعاقبة، فالسلطة التنفيذية هي اللاعب الاساسي في ما بلغت اليه الامور من تعقيدات نتيجة اتفاقات ناجحة مع عدد ليس بقليل من ممثلي الامة، الذين وصلوا الى المجلس بالانتخاب، وهو ما يؤكد غياب الوعي السياسي عن المشهد العام الحالي بخلاف الوعي الشعبي الذي سبق المجلس التأسيسي!..


نحن اليوم ليس امام ظاهرة تزوير في الانتخابات، كما حصل سابقا في مسيرة ديموقراطية حافلة بالفخر والاعتزاز، وانما نحن امام فوز باهر لقوى استطاعت اختراق صناديق الانتخاب بدعم قوى أخرى تمتلك المال والنفوذ!
هذا السيناريو لدراما سياسية حديثة كافية لجمع تصور متواضع لقيام معرض للعمل «السياسي» الحديث برعاية متنوعة، كما يحصل في المعارض التجارية، على ان يتم تقسيم الرعاية الذهبية بين الحكومة والنواب الموالين لها، بينما ينبغي ان تحصد الرعاية البلاتينية القوى الاخرى المساهمة في محاولة جر البلد الى انفاق مظلمة، وكذلك الشعب الكويتي، من خلال عمل يستهدف تاريخ نظام ديموقراطي!
فقد بدت جليا عملية اجتزاء تاريخ نضال سياسي للشعب الكويتي بكل فئاته وشرائحه، ومحاولات النيل من انجازات وطنية، بعبث لا علاقة له بالسياسة، لكن اللاعبين في الساحة يحملون صفات وألقاباً سياسية!
المعرض المقترح هو نقيض الماضي السياسي البعيد والقريب ايضا، خصوصا في ظل «نقد ذاتي» لمجلس الامة بخصوص اجتماعات لجان مجلس الامة، ففي «التأني السلامة وفي العجلة الندامة».
ربما الاسباب تكمن في علاقة خفية بين الكيمياء العضوية والرياضيات!

&