& لحسن مقنع

&أعلن محمد فكرت، الرئيس التنفيذي لمجموعة «كوسومار» الصناعية بالمغرب، أن فرع المجموعة الذي يجري إنشاؤه في مدينة ينبع بالسعودية سيشرع قريباً في الإنتاج، مشيراً إلى أن أشغال الإنشاء قد أُنجزت بنسبة 70%.

وأشار فكرت، الذي كان يتحدث أمس خلال المؤتمر الدولي الثالث لصناعة السكر في الدار البيضاء، إلى أن المشروع يقع على مساحة 150 ألف متر مربع، قرب ميناء ينبع، الشيء الذي سيمكّنه من تصدير جزء من إنتاجه الذي يُرتقب أن يصل إلى 850 ألف طن من السكر الخالص في السنة. وأضاف أن الهدف الرئيسي لهذا المصنع هو تلبية طلب السوق السعودية، مشيراً إلى أن المشروع أُنجز في إطار شراكة مع مستثمرين سعوديين.
واختار المؤتمر الدولي للسكر هذه السنة أن يضع منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في صلب اهتمامه. وسبق للمؤتمر أن نظَّم دورتين سابقتين في مراكش خلال سنتي 2015 و2017.
ويقول خوسي أوريفي، رئيس المؤتمر: «اخترنا هذه السنة أن نضع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت الأضواء، اعتباراً لأهمية هذه المنطقة، التي تعادل من حيث عدد سكانها الاتحاد الأوروبي. وأيضاً بالنظر إلى ديناميتها الاقتصادية». وأضاف: «في الدورة الماضية بمراكش ركزنا أشغالنا حول أفريقيا. واليوم رغم أننا نتجه إلى منطقة أخرى فإننا دائماً في المغرب، بحكم الموقع الاستراتيجي للمغرب وانتماءاته المتعددة، ومركزه كحلقة وصل بين مختلف القارات والحضارات والمناطق».
وأضاف أوريفي أن المغرب يتميز بتوفره على صناعة سكر عريقة، مشيراً إلى أن شركة «كوسومار» موجودة منذ 90 سنة، وتعد من بين أكبر خمس الشركات في العالم، إضافة إلى كون المغرب أيضاً منتجاً زراعياً للنباتات السكرية، خصوصاً الشمندر وقصب السكر، الشيء الذي يجعل منه بلداً مرجعياً، وتجربة نموذجية في مجال صناعة السكر على الصعيد العالمي.
من جانبه، قال أحمد أوعياش، رئيس اتحاد جمعيات المزارعين في المغرب، لـ«الشرق الأوسط»، إن زراعة الشمندر عرفت تطوراً كبيراً في المغرب خلال العقدين الماضيين، سواء من حيث جودة البذور المختارة أو المكننة أو السقي، مشيراً إلى أن مردودية الأراضي الزراعية ارتفعت خلال هذه الفترة من 5 أطنان للهكتار، إلى 12 طناً حالياً. وأضاف: «لدينا 80 ألف فلاح صغير متعاقدون مع (كوسومار)، يخصصون سنوياً جزءاً من ضيعاتهم الصغيرة للزراعات السكرية». وأشار أوعياش إلى أن «كوسومار» تتعهد بشراء كامل المحصول وفق أسعار محددة سلفاً ومضمونة تحت مراقبة الحكومة.
وتملك «كوسومار» ثمانية مصانع في المغرب، خمسة منها متخصصة في تحويل الشمندر، ومصنعان في معالجة قصب السكر، بالإضافة إلى المصنع الكبير بقدرة 800 ألف طن في الدار البيضاء، والذي يقوم بتكرير السكر الخام المستورد من البرازيل.
وتلبي «كوسومار»، وهي شركة خاصة، كامل الطلب المغربي. ويقول محمد فكرت: «نلبي نصف الطلب المغربي من خلال تحويل المادة الأزلية الزراعية المنتجة محلياً، و50% من خلال تصفية خام السكر المستورد من البرازيل. كما أننا نصدّر جزءاً مهماً من إنتاجنا». وأوضح فكرت أن حجم صادرات الشركة من السكر الخالص يتراوح بين 350 و400 ألف طن سنوياً