FINANCIAL TIMES&&

&دون واينلاند&&

عندما أعيد فتح بورصة شنغهاي بعد أكثر من 40 عاما في عام 1990، كان بيروقراطيو الحزب الشيوعي غير متأكدين من كيفية استخدام آلية الرأسمالية التي تم إحياؤها حديثا.
في محاضرة قصيرة بعد حفل الافتتاح، قال روبرت لويد جورج، أحد مديري الاستثمار التابعين لجورج سوروس في آسيا، لأعضاء الحزب الذين يشرفون على البورصة "إن عليهم تحويل بعض الشركات ذات الرساميل الكبيرة إلى شركات عامة، سواء في الصين أو في الخارج".
يتذكر لويد جورج عندما التقينا في هونج كونج "سألوني (ما الشركات ذات رأس المال الكبير)؟ لم نعرف الكثير عن الشركات المملوكة للدولة، على أن الاسم الوحيد الذي نعرفه جميعا في هونج كونج كان "تسينجتاو".
كان لدى المسؤولين الصينيين سبب وجيه للاستماع. في ذلك الوقت، كان لدى لويد جورج، حفيد ديفيد لويد جورج، رئيس الوزراء البريطاني من عام 1916 حتى عام 1922، أكثر من عشرة أعوام من الخبرة في الاستثمار في الأسواق الناشئة.
وبشكل حاسم، كان قد شهد طفرة تداول في الأسهم في الآونة الأخيرة في الأسواق الأخرى في المنطقة، واستفاد من نشاط سوروس.
بحلول عام 1993، أصبحت شركة تسينجتاو واحدة من أولى الشركات الصينية المملوكة للدولة التي تبيع أسهمها في هونج كونج. كان البيع كارثة، كما يتذكر لويد جورج، حيث اختفت قيمة مئات الملايين من الدولارات في عمليات تبادل صرف العملات الأجنبية.
مع ذلك، كان تعويم شركة تسينجتاو علامة على بداية مهمة، في الوقت الذي كانت تتطلع فيه الشركات الصينية إلى أسواق رأس المال في الصين والخارج.
الصين، التي تمثل الآن ثاني أكبر بورصة في العالم، هي مجال أساسي للويد جورج. ومع تباطؤ النمو الاقتصادي وبدء الحرب التجارية مع الولايات المتحدة بإلحاق الضرر، أصبح المستثمرون العالميون، ومديرو الصناديق الصينيون المحليون، متشائمين بشأن آفاق البورصة.
مع ذلك، فإن لويد جورج، رئيس مجلس الإدارة وكبير الإداريين للاستثمار لشركة لويد جورج للإدارة القائمة في هونج كونج، يتخذ قرارا في الاتجاه الآخر.
ويقول "أنا مخالف للإجماع بشأن الصين هذا العام. الجميع كان متشائما في بداية العام. أنا أقول إننا سنتوصل إلى صفقة تجارية مع الولايات المتحدة. هذه هي التوقعات البسيطة".
أحد الدروس التي تعلمها من أعوام قضاها في مراقبة الصين هو أن البلد مصرّ على تحديث نفسه "الشعور الموجود دائما لديهم هو الرغبة في الانفتاح، وأن تكون أفضل. رأيت ذلك على مدى الأعوام الـ 25 الماضية، وأعتقد أن هذا سيستمر... إذا كان الرئيس تشي جين بينج يهتم بالاقتصاد فعليه أن يهتم بالبورصة وتحقيق بعض التحسن في شفافيتها".
المجموعة الاستثمارية للويد جورج اتّبعت استراتيجية انتقاء الأسهم التقليدية في آسيا. تركز الشركة على أسهم الاقتصاد الجديد في مجال الرعاية الصحية، والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا الإنترنت.
ويقضي مع فريقه الوقت في العثور على قادة شباب أذكياء، ويأمل في انتقاء أسهم الجيل التالي من مجموعات مثل تنسنت وإنفوسيس الهندية.
موجة البيع الكبيرة في السوق الصينية جعلتها أسوأ الأسواق الرئيسة في العالم من حيث الأداء في العام الماضي. يشير لويد جورج إلى أنه مثل كثير من الأشياء في الصين، كان التراجع مدفوعا بالمشاعر وليس بالأساسيات.
شركة لويد جورج للإدارة أطلقت صندوق تشاينا نيو إيرا بقيمة 100 مليون دولار، وسيستثمر في مجالات اهتمامه، مع التركيز على الأسهم في البورصة الصينية. "إن شركة بوتشك لإدارة الأصول هي التي تقدم المشورة بشأن الاستثمار".
لم تكن الصين دائما جذابة للويد جورج، فقد درس الأدب الإنجليزي في أكسفورد قبل العمل في باريس، وجنيف والبرازيل. أثناء إدارة صندوق لشركة فيديوشري تراست في نيويورك في عام 1979، أصبح مهتما بالأسواق الناشئة ودرس اللغة اليابانية، وكان يتطلع إلى الانتقال إلى طوكيو.
بعد أن فشل في الحصول على وظيفة هناك، وصل إلى هونج كونج في عام 1982 كمدير أبحاث لشركة هندرسونبيرينج للإدارة.
مع ذلك، فإن أفضل تعليمات لويد جورج لجني الأموال في آسيا جاءت بعد انضمامه إلى شركة إندوسويز آسيا للاستثمار في هونج كونج، حيث قام في نهاية المطاف بإدارة أول استثمار كبير لسوروس في آسيا من خلال صندوق إنفوسيس.
يقول لويد جورج، مشيرا إلى تعديلات في القيادة الفيتنامية في عام 1988 "يتصل بي في منتصف الليل – وهذه أمور معروفة عن جورج – كانت الساعة الواحدة صباحا ويسألني كيف لم ألاحظ التغييرات في المكتب السياسي في هانوي".
كان من رأي سوروس أن هذا سيكون له تأثير سياسي إيجابي في تايلند وطلب من لويد جورج الذهاب إلى بانكوك وشراء صندوق بمبلغ 65 مليون دولار. ويقول "أنا لم أفعل شيئا كبيرا بهذا القدر في حياتي".
الصندوق، الذي كان سوروس مستثمرا رئيسيا فيه، أصبح أول صندوق استثمار تايلندي مدرج في البورصة يتم إدراجه في لندن. على مدار الأعوام الخمسة التالية، نما خمسة أضعاف، ما رفع مكانة لويد جورج كمدير للصناديق في آسيا.
ثم واصل المسير لينشئ أربعة صناديق أخرى في المنطقة مع سوروس كمستثمر. صندوق مالاكا، الذي تم إطلاقه في العام التالي في جاكارتا، جاء في الوقت الذي أصدر فيه الدكتاتور سوهارتو تعليماته لأكبر الشركات في البلاد بأن تصبح شركات عامة. الزيادة في عروض الاكتتاب العام الأولي عززت القيمة السوقية لبورصة جاكارتا من مليار دولار إلى أكثر من 20 مليار دولار. صندوق مالاكا كان أحد المستفيدين الرئيسين.
يسعى لويد جورج إلى البقاء على تواصل مع سوروس، في عمر 88 عاما، ولا يزال يحتل العناوين الرئيسة. في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في كانون الثاني (يناير) الماضي، انتقد الملياردير الرئيس تشي، واصفا إياه بأنه "أخطر خصم للمجتمعات المفتوحة".
العام الماضي، تعرّض سوروس للهجوم من القوميين اليمينيين المتطرفين في مسقط رأسه المجر، الذين ينظرون إليه على أنه مروج لحقوق المهاجرين.
يقول لويد جورج "كتبت إليه قبل بضعة أسابيع فقط لأخبره رأيي بأن مهاجمته في المجر هي أمر وحشي. أشعر بشدة أنه رجل يتمتع بشغف وسخاء كبيرين".
في عام 1989، في بداية مظاهرات الطلاب في ميدان تيانانمين في بكين التي انتهت بمجزرة، تم إغلاق مؤسسة حقوق الإنسان التابعة لسوروس في الصين.
كما وُضع راعيها زاو زيانج، الأمين العام للحزب الشيوعي آنذاك تحت الإقامة الجبرية. يقول لويد جورج "اتصل بي جورج وقال (بع كل أسهمي في هونج كونج)، لأنه كان غاضبا جدا. لقد كان قرارا استثماريا فظيعا".
من شركاء لويد جورج التجاريين الآخرين هناك جيكوب ريس-موج، المؤيد البارز في المملكة المتحدة لـ"بريكست" الصعب، الذي أمضى 14 عاما في العمل لدى شركة لويد جورج للإدارة.
في عام 2007، غادر ريس-موج الشركة آخذا معه فريق استثمار لتأسيس شركة سومرستكابيتال، التي لا يزال شريكا فيها. خلال أعوامه الثلاثة في هونج كونج، كان المستثمر الذي أصبح سياسيا في حزب المحافظين انعزاليا.
يقول لويد جورج "في الواقع هو لم يتكيف مع الحياة في هونج كونج. أعتقد أن الانفتاح على العالم مهم جدا. حصلت لندن على عصر ذهبي من المواهب الأوروبية، ورأس المال الأوروبي ومن الجنون تجاهل ذلك... أشعر بالأسى أن جيكوب اتخذ هذا الطريق".
في عام 2011، باع لويد جورج مجموعة لويد جورج للإدارة إلى بنك مونتريال. وبقي رئيس الاستثمار فيه حتى عام 2014. في ذروتها، كان لدى الشركة 17 مليار دولار تحت الإدارة ومكاتب في لندن، وطوكيو، وسنغافورة، وهونج كونج، وبكين والولايات المتحدة. وكانت توظف 50 شخصا في مقرها الرئيس في هونج كونج.
تحت إدارة بنك مونتريال، أصبحت الشركة أقرب إلى كونها مستثمرا سلبيا، فلم تستفد من نقاط القوة للفريق الذي جمعه لويد جورج. يقول "لم يكن ذلك استثمارا جيدا للغاية بالنسبة إلى بنك مونتريال. لم يفهوا الأمر".
في عام 2014، أسس شركة تخصه مرة أخرى، حيث أطلق شركة لويد جورج للإدارة، وبنى أعمالا في جميع أنحاء آسيا استنادا إلى استراتيجياته المفضلة.
ويقول "أريد فعلا أن أفعل ما أحبه: انتقاء الأسهم، وإدارة الصناديق والتفوق في الأداء بطريقة نشطة".


السيرة الذاتية

تاريخ الميلاد: 13 آب (أغسطس) 1952، في لندن.
الراتب: لم يكشف النقاب عنه.
التعليم: إيتون، يونيفيرسيتي كولج، جامعة أكسفورد.

السيرة المهنية:
1974 - 1975 كوتس وشركاه.
1975 - 1977 بوشيه وشركاه، باريس.
1977 - 1979 بنك لويدز الدولي، البرازيل.
1979 - 1982 فيديوشري تراست كومباني في نيويورك.
1982 - 1984 هندرسونبيرينج كومباني في نيويورك.
1984 - 1991 إندوسويز آسيا لخدمات الاستثمار، هونج كونج.
1991 - 2014 مجموعة لويد جورج للإدارة.
2015 -الوقت الحاضر لويد جورج للإدارة «هونج كونج»
مؤلف كتاب: بندول الشرق والغرب «1991»،
وكتاب ديفيد أند ونستون «2005».
شركة لويد جورج للإدارة «هونج كونج»
الأصول تحت الإدارة: 200 مليون دولار.
تأسست: 2014.
عدد الموظفين: 12.
المقر الرئيس: هونج كونج.