& عبـده مباشــر

&

الرئيس السادات مع كبار القادة خلال فترة الإعداد لملحمة أكتوبر المجيدة

السادات يجمع خيوط السلطة بيده ويطلب تحرير 10 سنتيمترات شرق القناة

&قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة يحددون أوجه النقص فى التسليح

السادات استغل مرض عبدالناصر لتوثيق علاقته بالقادة

الرئيس يتولى مسئوليات القائد العام للقوات المسلحة

السادات للقادة: أبلغت الأمريكيين أن ضرب العمق المصرى سيواجه بضرب العمق الإسرائيلى

إسماعيل‭:‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬القيام‭ ‬بعمليات‭ ‬هجومية‭.. ‬والشاذلي‭: ‬نعمل‭ ‬بالإمكانات‭ ‬المتاحة

قلت للرئيس: مستعدون للقتال فورا وليس أمامنا إلا تحقيق النصر

&توقف الفريق أول محمد صادق فى مذكراته المهمة أمام ما سماه «عاصفة مايو 1971» كاشفا عن الكثير من أسرار مرحلة ما بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، وتولى الرئيس أنور السادات السلطة خلفا له.

أبرز‭ ‬مفاجآت‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬تجريد‭ ‬الرجل‭ ‬القوي‭ ‬علي‭ ‬صبري‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬مناصبه،‭ ‬وإقالة‭ ‬شعراوي‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬وتعيين‭ ‬اللواء‭ ‬ممدوح‭ ‬سالم‭ ‬خلفا‭ ‬له‭.‬

كشف‭ ‬صادق‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬أحداث‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ »‬الكل‭ ‬كان‭ ‬يتنصت‭ ‬على‭ ‬الكل»‮ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬ينج‭ ‬تليفون‭ ‬أى‭ ‬مسئول‭ ‬من‭ ‬الرقابة‭. ‬

أكد‭ ‬أن‭ ‬مسئولي‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬ـ‭ ‬الذين‭ ‬كلفهم‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬بالسيطرة‭ ‬علي‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬حتي‭ ‬يتسلم‭ ‬الوزير‭ ‬الجديد‭ ‬مسئولياتها‭ ‬ـ‭ ‬اكتشفوا‭ ‬وجود‭ ‬الأشرطة‭ ‬المسجلة‭ ‬ونصوصها‭ ‬المكتوبة،‭ ‬فاتصل‭ ‬قائدهم‭ ‬بالرئيس‭ ‬الذى‭ ‬أمر‭ ‬بالتحفظ‭ ‬عليها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أصاب‭ ‬مجموعة‭ ‬معارضى‭ ‬السادات‭ ‬بالفزع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬شعراوى‭ ‬جمعة‭ ‬ورجاله‭ ‬فى‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الأشرطة‭.‬

سجل‭ ‬صادق‭ ‬في‭ ‬مذكراته‭ ‬قصة‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عقده‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬فوزى‭ ‬في‭ ‬مكتبه‭ ‬بالوزارة‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬القادة‭ ‬لترتيب‭ ‬انقلاب‭ ‬على‭ ‬السادات،‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬فوزى‭ ‬استقالته‭ ‬من‭ ‬منصبه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬صادق‭ ‬للتدخل،‭ ‬وفض‭ ‬الاجتماع‭.‬

أشاد‭ ‬صادق‭ ‬بدور‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اللواء‭ ‬علي‭ ‬عبدالخبير‭ ‬قائد‭ ‬المنطقة‭ ‬المركزية،‭ ‬والعميد‭ ‬عمران‭ ‬قائد‭ ‬الفرقة‭ ‬السادسة‭ ‬الميكانيكية‭ ‬وقائد‭ ‬اللواء‭ ‬25‭ ‬مدرع‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعسكر‭ ‬خلف‭ ‬مدينة‭ ‬نصر‭ ‬مباشرة،‭ ‬فى المساعدة على‭ ‬استقرار‭ ‬الأوضاع‭ ‬ونجاح‭ ‬خطة‭ ‬تأمين‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وإنقاذ‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬صراع‭ ‬السلطة‭.‬

أجاب‭ ‬صادق‭ ‬فى‭ ‬مذكراته‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬مهم‭: ‬لماذا‭ ‬لم‭ يقدم‭ ‬الوثيقة «الانقلابية»‭ ‬التي‭ ‬أعطاها‭ ‬له‭ ‬الفريق‭ ‬فوزى‭ ‬بخط‭ ‬يده‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بعد‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬علي‭ ‬فوزى‭ ‬وزملائه،‭ ‬وتقديمهم‭ ‬للمحاكمة؟

قال‭:‬ لم‭ ‬أكن‭ ‬أسعى‭ ‬لإلحاق‭ ‬الأذى‭ ‬بالفريق أول‭ ‬فوزى،‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬جماعته‭ ‬فبعضهم‭ ‬كنت‭ ‬ومازلت‭ ‬مقتنعا‭ ‬بوطنيته‭ ‬وإخلاصه،‭ ‬وأنهم‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬خاضوا‭ ‬صراعا‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لاختلاف‭ ‬وجهات‭ ‬نظرهم‭ ‬فذلك‭ ‬ما‭ ‬رأوه،‭ ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬اتخذت‭ ‬موقفا‭ ‬ضدهم‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لتجنيب‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭.‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحلقة‭ ‬نمضى‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬محمد‭ ‬صادق‭ ‬فى ‭‬‮«‬الطريق‭ ‬إلى نصر‭ ‬أكتوبر 1973‮‬»‬

&

تسلم‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬سلطاته‭ ‬الدستورية‭ ‬بعد‭ ‬انتخابه‭ ‬رئيسا‭ ‬للجمهورية‭ ‬يوم‭ ‬15‭ ‬أكتوبر‭ ‬1970،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬بأربعة‭ ‬أيام‭ ‬دعا‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬للاجتماع‭ ‬برئاسته‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬ليتعرف‭ ‬علي‭ ‬الموقف‭ ‬العسكري‭.‬

كانت‭ ‬هذه‭ ‬اللفتة‭ ‬مؤشرا‭ ‬علي‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬يوليها‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬باعتبارها‭ ‬نقطة‭ ‬الارتكاز‭ ‬الرئيسية‭ ‬لسلطاته،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬مختلفا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬الذي‭ ‬سارع‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬الثورة‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬بالضغط‭ ‬لتعيين‭ ‬صديقه‭ ‬وموضع‭ ‬ثقته‭ ‬الصاغ‭ ‬عبدالحكيم‭ ‬عامر‭ ‬قائدا‭ ‬عاما‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وترقيته‭ ‬استثنائيا‭ ‬لرتبة‭ ‬اللواء‭. ‬

وظلت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬موضع‭ ‬الاعتبار‭ ‬الرئيسي‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات،‭ ‬وكانت‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬تجميع‭ ‬كل‭ ‬خيوط‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬دفعته‭ ‬لإبعادى‭ ‬عن‭ ‬موقع‭ ‬وزير‭ ‬الحربية‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬وتعيين‭ ‬أحمد‭ ‬إسماعيل‭ ‬وزيرا‭ ‬للحربية‭ ‬برتبة‭ ‬فريق‭ ‬أول‭ ‬وقائدا‭ ‬عاما‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬يوم‭ ‬26‭ ‬أكتوبر1972،‭ ‬وما‭ ‬شجعه‭ ‬علي‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬علمه‭ ‬المسبق‭ ‬بمرض‭ ‬أحمد‭ ‬إسماعيل‭ ‬بالسرطان‭.‬

وما‭ ‬قاله‭ ‬سعد‭ ‬الشاذلي‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬بجريدة‭ ‬‮ «الوفد‮» سبق‭ ‬أن‭ ‬قاله‭ ‬في‭ ‬مذكراته‭ ‬التي‭ ‬نشرتها‭ ‬مجلة ‭‬‮«‬الوطن‭ ‬العربى»‬‭‬ ثم‭ ‬في‭ ‬كتابه‭‬‮ «‬حرب‭ ‬أكتوبر‮» ‬‭‬ـ‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬ص‭ ‬196‭ ‬ـ‭ ‬الصادر‭ ‬عام‭ ‬1983‭ ‬عن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للكتاب‭ ‬بالجزائر‭.‬

اتصالات‭ ‬السادات‭ ‬بالقادة

ولم‭ ‬يكن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وقادتها‭ ‬ورجالها‭ ‬جديدا‭ ‬علي‭ ‬السادات،‭ ‬فقد‭ ‬ظل‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬عبدالناصر‭ ‬يحاول‭ ‬بناء‭ ‬الجسور‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬بأسلوب‭ ‬لا‭ ‬يثير‭ ‬انتباه‭ ‬أو‭ ‬شكوك‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالناصر‭.‬ وكنت‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬القادة‭ ‬الذين‭ ‬حرص‭ ‬السادات‭ ‬على‭ ‬الاتصال‭ ‬بهم‭.‬

وبعد‭ ‬معركة‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬واشتداد‭ ‬المرض‭ ‬بالرئيس،‭ ‬خاصة‭ ‬وهو‭ ‬مصاب‭ ‬بالسكر‭ ‬البرونزى‭ ‬ويعانى ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬القلب‭ ‬وارتفاع‭ ‬ضغط‭ ‬الدم‭ ‬حرص‭ ‬السادات‭ ‬علي‭ ‬توثيق‭ ‬علاقته‭ ‬بكبار‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬عبر‭ ‬الاتصالات‭ ‬التليفونية‭ ‬المنتظمة‭ ‬سواء‭ ‬للاستفسار‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬والأسرة‭ ‬أو‭ ‬للاطمئنان‭ ‬علي‭ ‬الأوضاع‭ ‬العسكرية‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬وكان‭ ‬يحاول‭ ‬إقناع‭ ‬من‭ ‬يتصل‭ ‬بهم‭ ‬بأنه‭ ‬يتابع‭ ‬جهودهم‭ ‬بإعجاب‭ ‬وتقدير‭.‬

ونتيجة‭ ‬للحالة‭ ‬الصحية‭ ‬المتردية‭ ‬للرئيس،‭ ‬كثرت‭ ‬سفرياته‭ ‬للعلاج‭ ‬بالاتحاد‭ ‬السوفيتى،‭ ‬والأوقات‭ ‬التي‭ ‬يقضيها‭ ‬في‭ ‬راحة‭ ‬إجبارية‭ ‬استجابة‭ ‬لطلبات‭ ‬الأطباء‭ .‬وبما‭ ‬أن‭ ‬السادات‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬فقد‭ ‬استغل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بصفته‭ ‬قائما‭ ‬بأعمال‭ ‬الرئيس‭ ‬فى‭ ‬غيابه‭ ‬للاتصال‭ ‬بالقادة‭ ‬ومتابعة‭ ‬الموقف‭ ‬معهم‭ ‬وتوجيه‭ ‬الشكر‭ ‬لهم‭ ‬علي‭ ‬أعمالهم‭.‬

كانت‭ ‬معارك‭ ‬الاستنزاف‭ ‬مستمرة،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يمضي‭ ‬يوم‭ ‬دون‭ ‬اشتباكات‭ ‬أو‭ ‬عمليات‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬تقريبا،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬غياب‭ ‬عبدالناصر‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬وبصحبته‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬فوزي‭ ‬وزير‭ ‬الحربية،‭ ‬كنت‭ ‬أتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬قيادة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بصفتي‭ ‬رئيسا‭ ‬للأركان،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬جرت‭ ‬معركة‭ ‬شدوان‭ ‬ودارت‭ ‬معارك‭ ‬إسقاط‭ ‬الطائرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬القاذفة‭ ‬المقاتلة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬فانتوم‭ ‬في‭ ‬كمائن‭ ‬الصواريخ‭ ‬الشهيرة‭ ‬غرب‭ ‬القناة‭. ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬السادات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أوضح‭ ‬في‭ ‬اتصالاته‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬جري‭ ‬هو‭ ‬مثار‭ ‬فخره‭ ‬الدائم،‭ ‬لتوافق‭ ‬حدوث‭ ‬هاتين‭ ‬المعركتين‭ ‬أثناء‭ ‬قيامه‭ ‬بمهام‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭.‬

وخلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬أكتوبر‭ ‬1970،‭ ‬أعلن‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭ ‬أنه‭ ‬سيترسم‭ ‬خطي‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الحاضرون‭ ‬قد‭ ‬نسوا‭ ‬انحناءه‭ ‬أمام‭ ‬التمثال‭ ‬النصفي‭ ‬للرئيس‭ ‬عبدالناصر‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمة‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استمع‭ ‬إلي‭ ‬تقارير‭ ‬القادة،‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الحاضرين‭ ‬ومن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تسمح‭ ‬به‭ ‬الإمكانيات،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يطلبه‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬لتحرير‭ ‬ولو‭ ‬عشرة‭ ‬سنتيمترات‭ ‬شرق‭ ‬القناة،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬هذه‭ ‬الجملة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬قالها‭ ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬الكلام‭ ‬وربما‭ ‬لم‭ ‬يلتفت‭ ‬أغلب‭ ‬الحاضرين‭ ‬لهذه‭ ‬الجملة‭ ‬التي‭ ‬أتت‭ ‬عابرة‭.‬

الاستعداد‭ ‬لاستئاف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية

وفي‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬ديسمبر‭ ‬1970‭ ‬رأس‭ ‬السادات‭ ‬الاجتماع‭ ‬الثاني‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الحربية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬فوزي‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬أعده‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬العسكري‭. ‬وفي‭ ‬تقريره‭ ‬استعرض‭ ‬وزير‭ ‬الحربية‭ ‬موقف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وحقيقة‭ ‬قدراتها‭ ‬العسكرية‭ ‬والقتالية‭. ‬

وتحدث‭ ‬السادات‭ ‬فأكد‭ ‬للحاضرين‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مد‭ ‬لفترة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬التي‭ ‬تنتهي‭ ‬4‭ ‬فبراير‭ ‬1971،‭ ‬وطلب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الجميع‭ ‬علي‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لاستئناف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬متوافر‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭.‬

وفي‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬ابريل‭ ‬1971،‭ ‬اجتمع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬برئاسة‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬فوزى‭ ‬وزير‭ ‬الحربية‭ ‬لمناقشة‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬‮«‬اتحاد‭ ‬الجمهوريات‭ ‬العربية‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬وقعه‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وضم‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭ ‬ومصر‭. ‬ وكان‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬القوي‭ ‬المعارضة‭ ‬للسادات‭ ‬قررت‭ ‬استخدام‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬لتصعيد‭ ‬حدة‭ ‬الصراع‭ ‬والصدام‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭. ‬وكان‭ ‬يقود‭ ‬الصدام‭ ‬علي‭ ‬المسرح‭ ‬السياسي‭ ‬علي‭ ‬صبري‭ ‬ومعه‭ ‬باقي‭ ‬المجموعة‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬أعضائها‭ ‬سامي‭ ‬شرف‭ ‬وشعراوى‭ ‬جمعة‭ ‬وعبدالمحسن‭ ‬أبوالنور‭ ‬وضياءالدين‭ ‬داوود‭ ‬وسعد‭ ‬زايد‭ ‬ولبيب‭ ‬شقير‭ ‬ومحمد‭ ‬فايق‭.‬

وادعي‭ ‬وزير‭ ‬الحربية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الاجتماع‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعلم‭ ‬شيئا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق،‭ ‬وأنه‭ ‬علم‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬الساعة‭ ‬الواحدة‭ ‬صباحا‭ ‬تقريبا‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنشره‭ ‬الصحف‭ ‬بعدة‭ ‬ساعات‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬تكسب‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق،‭ ‬فبموجب‭ ‬اتفاق‭ ‬مصري‭ ‬ـ‭ ‬سوري‭ ‬سري‭ ‬تم‭ ‬توقيعه‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضى،‭ ‬فإن‭ ‬وزير‭ ‬الحربية‭ ‬المصري‭ ‬له‭ ‬سلطة‭ ‬قيادة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬السورية‭. ‬

&

.. وحقق المصريون «معجزة الانتصار» عدسة - أنطون البير

وفاجأ‭ ‬المجتمعين‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بانتقاله‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬أخرى‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬لهم،‭ ‬إنه‭ ‬كقائد‭ ‬عام‭ ‬ووزير‭ ‬للحربية‭ ‬لا‭ ‬يوافق‭ ‬علي‭ ‬حل‭ ‬مقترح‭ ‬يقضى‭ ‬بانسحاب‭ ‬إسرائيلى‭ ‬جزئى‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الشرقية‭ ‬للقناة‭.‬ وكان‭ ‬يشير‭ ‬بذلك‭ ‬إلي‭ ‬نتيجة‭ ‬اتصالاته‭ ‬السرية‭ ‬مع‭ ‬وليم‭ ‬روجرز‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكى‭ ‬صاحب‭ ‬مبادرة‭ ‬روجرز‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلي‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بالجبهة‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬أغسطس‭ ‬عام‭ ‬1970‭.‬

أراد‭ ‬الفريق‭ ‬فوزي‭ ‬بذلك‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬سهمين‭ ‬إلي‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات،‭ ‬الأول‭ ‬تحريض‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬علي‭ ‬رفض‭ ‬اتفاقية‭ ‬اتحاد‭ ‬الجمهوريات‭ ‬العربية‭ ‬والثانى‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬نتيجة‭ ‬الاتصالات‭ ‬السرية‭ ‬ورفضه‭ ‬لها‭.‬

ولا‭ ‬يخالجني‭ ‬أي‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مبادرة‭ ‬السادات‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬فبراير‭ ‬وموافقته‭ ‬علي‭ ‬مد‭ ‬فترة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وتأكيد‭ ‬موقفه‭ ‬للقادة‭ ‬والضباط‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬حضره‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬والضباط‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الرتب‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬مارس‭ ‬1971،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬ضاعفت‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬عداء‭ ‬مجموعة‭ ‬علي‭ ‬صبرى‭ ‬ومحمد‭ ‬فوزى ‭ ‬للسادات،‭ ‬لقد‭ ‬تبينوا‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬أن‭ ‬السادات‭ ‬يعمل‭ ‬بقوة‭ ‬لتمكين‭ ‬موقفه‭ ‬وزيادة‭ ‬أنصاره،‭ ‬وحصارهم‭ ‬بمواقف‭ ‬علنية،‭ ‬تختلف‭ ‬مع‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬يتبنونها‭ ‬ويدافعون‭ ‬عنها،‭ ‬واكتشفوا‭ ‬أن‭ ‬السادات‭ ‬يناور‭ ‬لكسب‭ ‬الوقت‭.‬

جهود‭ ‬مصر‭ ‬الدبلوماسية

واتسم‭ ‬حديث‭ ‬السادات‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬23‭ ‬مارس‭ ‬1971‭ ‬بالذكاء‭ ‬الشديد،‭ ‬حيث‭ ‬أعلن‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬جهود‭ ‬مصر‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬عزل‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬وتم‭ ‬عزلها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أمريكا‭ ‬وانجلترا‭ ‬ومجموعة‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬الغربية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬اسبانيا‭ ‬بجانب‭ ‬إيران‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬بإسرائيل‭.‬

وكشف‭ ‬السادات‭ ‬للحاضرين‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬اعترفت‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬فى‭ ‬وثيقة‭ ‬رسمية‭ ‬أرسلتها‭ ‬إلي‭ ‬السكرتير‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬فبراير ‭ ‬1971،‭ ‬أى‭ ‬بعد‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬مبادرة‭ ‬4‭ ‬فبراير‭ ‬التي‭ ‬أعلنها،‭ ‬بأنها‭ ‬لن‭ ‬تنسحب‭ ‬إلى‭ ‬خطوط‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو ‭‬1967،‭ ‬وهذا‭ ‬الاعتراف‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬العالم،‭ ‬وبهذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬كشفت‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬نواياها‭.‬

وأثناء‭ ‬المؤتمر‭ ‬وزع‭ ‬معاونو‭ ‬السادات‭ ‬على‭ ‬الحاضرين‭ ‬خريطة‭ ‬توضح‭ ‬مساحة‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬إسرائيل‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬والأراضى‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬إعادتها‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬مساحة‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬احتلتها‭ ‬في‭ ‬يونيو .‬1967‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬توزيع‭ ‬الخريطة‭ ‬علي‭ ‬الحاضرين‭ ‬واطلعوا‭ ‬عليها،‭ ‬سألهم،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬بينكم‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لقبول‭ ‬هذا‭ ‬الهوان‭ ‬؟

وبحماس‭ ‬وعصبية‭ ‬رد‭ ‬الجميع‭: ‬لا‭.‬

وبهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬الشديد‭ ‬الاحتراف‭ ‬كسب‭ ‬السادات‭ ‬جولة‭ ‬داخل‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وكسب‭ ‬رأيا‭ ‬عاما‭ ‬مواتيا‭. ‬ولم‭ ‬يتوقف‭ ‬السادات،‭ ‬بل‭ ‬هاجم‭ ‬بقسوة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وكانت‭ ‬نغمة‭ ‬الهجوم‭ ‬علي‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬تجد‭ ‬استحسانا‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬مواقف‭ ‬العرب‭ ‬المتخاذلة‭ ‬سواء‭ ‬تجاه‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬أو‭ ‬قضية‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ولم‭ ‬يشر‭ ‬السادات‭ ‬إلي‭ ‬تفاصيل‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬والتي‭ ‬استند‭ ‬إليها‭ ‬لمد‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬

وما‭ ‬لم‭ ‬يقله‭ ‬السادات‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬23‭ ‬مارس،‭ ‬قاله‭ ‬فى‭ ‬مؤتمر‭ ‬11‭ ‬مايو‭ ‬1971،‭ ‬وهو‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذى‭ ‬سبق‭ ‬ذروة‭ ‬أحداث‭ ‬مايو‭ ‬العاصفة‭.‬

فى‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬أزاح‭ ‬السادات‭ ‬الستار‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬المبادرة‭ ‬التى‭ ‬أعلنها‭ ‬بمجلس‭ ‬الشعب‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬فبراير‭ ‬مشفوعة‭ ‬بنتائج‭ ‬الاتصالات‭ ‬مع‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والإسرائيليين‭.‬ وقد‭ ‬ترتب‭ ‬علي‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬مد‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬5‭ ‬فبراير‭ ‬وأوضح‭ ‬أهم‭ ‬النقاط‭ ‬بها،‭ ‬وهى‭:‬

‭ ــ‬إعادة‭ ‬فتح‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬وانسحاب‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلي‭ ‬خط‭ ‬يقع‭ ‬شرق‭ ‬العريش،‭ ‬وتستغرق‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭.‬

‭ــ‬ بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تبدأ‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬مباشرة‭ ‬ويتم‭ ‬خلالها‭ ‬الانسحاب‭ ‬الكامل‭.‬

واكتفى‭ ‬السادات‭ ‬بهذه‭ ‬الجملة،‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التوضيح،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬ترك‭ ‬التفاصيل‭ ‬لمرحلة‭ ‬التفاوض‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة،‭ ‬كما‭ ‬توقع‭.‬

ــ ‬شروط‭ ‬فتح‭ ‬القناة‭ ‬ليست‭ ‬قابلة‭ ‬للتفاوض‭. ‬

سؤال‭ ‬السادات‭ ‬لأمريكا

وأعلن‭ ‬السادات‭ ‬أنه‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬روجرز‮»‬‭ ‬إجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬نصه:‭ ‬هل‭ ‬تؤيد‭ ‬أمريكا‭ ‬احتلال‭ ‬إسرائيل‭ ‬لأراضينا؟ (‬لم‭ ‬يقل‭ ‬للأراضي‭ ‬العربية‭ (‬أم‭ ‬أنها‭ ‬تضمن‭ ‬سلامة‭ ‬إسرائيل‭ ‬داخل‭ ‬حدودها‭ ‬فقط؟‭ ‬وأبلغ‭ ‬السادات‭ ‬الحاضرين‭ ‬أنه‭ ‬سلم‭ ‬روجرز‭ ‬مذكرة‭ ‬مكتوبة‭ ‬تتضمن‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬التفاصيل‭.‬

‭ــ ‬أبلغ‭ ‬الأمريكيون‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بتفاصيل‭ ‬المبادرة،‭ ‬وعندما‭ ‬حضر‭ ‬سيسكو‭ ‬مساعد‭ ‬روجرز‭ ‬كان‭ ‬يحمل‭ ‬معه‭ ‬بعض‭ ‬النقاط‭ ‬التى‭ ‬أثارها‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬وهى‭:‬

أ‭ ــ ‬هل‭ ‬سيسمح‭ ‬للسفن‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بالمرور‭ ‬في‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬بعد‭ ‬إعادة‭ ‬افتتاحها؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الانسحاب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بالكامل؟

ب‭ ــ ‬سيتوقف‭ ‬عمق‭ ‬الانسحاب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬شرق‭ ‬القناة‭ ‬علي‭ ‬مدى‭ ‬فترة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬فكلما‭ ‬طالت‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬سيزداد‭ ‬عمق‭ ‬الانسحاب‭.‬

ج‭ ــ ‬عدم‭ ‬الموافقة‭ ‬علي‭ ‬عبور‭ ‬القوات‭ ‬المصرية‭ ‬إلي‭ ‬شرق‭ ‬القناة‭.‬

د‭ ــ ‬المطالبة‭ ‬بتخفيف‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬الموجودة‭ ‬غرب‭ ‬القناة‭.‬

هـ‭ ــ ‬رفض‭ ‬فكرة‭ ‬الانسحاب‭ ‬إلي‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭.‬

و‭ ــ ‬أى‭ ‬اتفاق‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬إليه‭ ‬لن‭ ‬يصبح‭ ‬نافذا‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬أكد‭ ‬السادات‭ ‬للقادة‭ ‬والضباط‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتى‭ ‬ممتازة‭ ‬وأنه‭ ‬يقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬صناعية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬قيمتها‭ ‬460‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬ وكان‭ ‬السادات‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يشير‭ ‬إلي‭ ‬متانة‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭ ‬السوفيتية‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬وضباط‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭. ‬وكان‭ ‬أبرز‭ ‬ملامح‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬خشونة‭ ‬لهجة‭ ‬السادات‭ ‬وإعلان‭ ‬تحديه‭ ‬للمجموعة‭ ‬المناوئة‭ ‬له‭.‬

وهذه‭ ‬الثقة‭ ‬التي‭ ‬بدت‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬السادات‭ ‬ربما‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يؤكد‭ ‬لى‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬قدراتى‭ ‬علي‭ ‬حسم‭ ‬الصراع‭ ‬لصالحه‭. ‬

في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1971‭ ‬رأس‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬اجتماعا‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬أى‭ ‬بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬الإطاحة‭ ‬بمجموعة‭ ‬مراكز‭ ‬القوى،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬أن‭ ‬يشرح‭ ‬الرئيس‭ ‬لكبار‭ ‬القادة‭ ‬حقيقة‭ ‬المؤامرة‭ ‬والانقلاب‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬الإعداد‭ ‬له‭ ‬للخلاص‭ ‬منه‭ .‬وتحدث‭ ‬الرئيس‭ ‬طويلا،‭ ‬ولم‭ ‬ينس‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬السوفيتي‭ ‬بودجورني‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬إلي‭ ‬28‭ ‬مايو‭ ‬1971،‭ ‬أى‭ ‬بعد‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتى‭ ‬بمصر‭.‬

اختيار‭ ‬وزراء‭ ‬شيوعيين

وكان‭ ‬السادات‭ ‬الشديد‭ ‬الدهاء‭ ‬قد‭ ‬اختار‭ ‬مجموعة‭ ‬وزراء‭ ‬شيوعيين‭ ‬منهم‭ ‬الدكتور‭ ‬إسماعيل‭ ‬صبرى‭ ‬عبدالله‭ ‬والدكتور‭ ‬فؤاد‭ ‬مرسى،‭ ‬واستعان‭ ‬بعدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الشيوعيين‭ ‬فى‭ ‬مواقع‭ ‬مختلفة،‭ ‬لطمأنة‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتى‭ ‬وأنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تخلص‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬رجال‭ ‬السوفيت‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬فقد‭ ‬استعان‭ ‬بمجموعة‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬تعني‭ ‬أنه‭ ‬تخلص‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬نازعوه‭ ‬علي‭ ‬السلطة‭ ‬فقط،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬الأمر‭ ‬عداء‭ ‬للاتحاد‭ ‬السوفيتى‭. ‬

خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬السادات‭ ‬قد‭ ‬نفض‭ ‬يده‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتى،‭ ‬وكان‭ ‬علي‭ ‬بينة‭ ‬من‭ ‬حاجة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬للأسلحة‭ ‬والمعدات‭ ‬والذخائر‭ ‬السوفيتية‭ ‬لذا‭ ‬نهج‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬السياسي‭ ‬مع‭ ‬السوفيت‭. ‬

والشيء‭ ‬الذي‭ ‬صدق‭ ‬فيه‭ ‬هو‭ ‬مطالبته‭ ‬لأعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المتوفرة‭ ‬والمتاحة،‭ ‬وعاد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ليطالبهم‭ ‬بتحرير‭ ‬عشرة‭ ‬سنتيمترات‭ ‬فقط‭ ‬شرق‭ ‬القناة،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬الطلب‭ ‬الذى‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬اجتماع‭ ‬يرأسه‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬يوم ‭‬19‭ ‬أكتوبر‭ ‬1970‭ ‬.

وبعد‭ ‬انقضاء‭ ‬عام‭ ‬الحسم‭ ‬دون‭ ‬حسم،‭ ‬وإعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬للرأى‬العام‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحسم‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسبب‭ ‬الضباب،‭ ‬دعا‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬للاجتماع‭ ‬برئاسته‭ ‬يوم‭ ‬2‭ ‬يناير‭ ‬1972،‭ ‬وفي‭ ‬البداية‭ ‬أخبر‭ ‬الحضور‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحصل‭ ‬علي‭ ‬ما‭ ‬تشاء‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬لا‭ ‬يفي‭ ‬بوعوده‭ ‬لنا‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوعد‭ ‬الذى‭ ‬قطعه‭ ‬القادة‭ ‬السوفيت‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضى،‭ ‬وأشار‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التى‭ ‬وقعها‭ ‬مع‭ ‬السوفيت‭ ‬اللواء‭ ‬عبدا‭ ‬لقادر‭ ‬حسن‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬الأخيرة‭ ‬لموسكو،‭ ‬لم‭ ‬تتضمن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬وعد‭ ‬السوفيت‭ ‬به،‭ ‬ثم‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬المسئولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أخبروه‭ ‬أنهم‭ ‬لن‭ ‬يمارسوا‭ ‬أي‭ ‬ضغط‭ ‬علي‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأنهم‭ ‬مجرد‭ ‬عامل‭ ‬مساعد‭ ‬لتحريك‭ ‬الأمر‭ ‬وقالها‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬CATALIST‭‬.

قادة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬يتحدثون‭ ‬

وبدأ‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬يستمع‭ ‬إلي‭ ‬تقارير‭ ‬القادة،‭ ‬فقال‭ ‬اللواء‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬فهمي‭ ‬قائد‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوى،‭ ‬إنه‭ ‬يواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬سوي‭ ‬أسلحة‭ ‬دفاعية،‭ ‬ولا‭ ‬يدري‭ ‬كيف‭ ‬يخوض‭ ‬بها‭ ‬معركة‭ ‬هجومية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬منه؟‭ ‬

وطلب‭ ‬اللواء‭ ‬محمود‭ ‬فهمي‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬إغلاق‭ ‬كل‭ ‬المواني‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأسطول‭ ‬السوفيتي‭ ‬بالتدريج‭ ‬للتصاعد‭ ‬بالضغط‭ ‬على‭ ‬السوفيت‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يدفعهم‭ ‬الضغط‭ ‬للاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬مصر‭ ‬يتم‭ ‬المنع‭ ‬نهائيا‭.‬

وقال‭ ‬اللواء‭ ‬على‭ ‬بغدادي‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية،‭ ‬إنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلي‭ ‬طائرات‭ ‬يمكنها‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬عمق‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الوسيلة‭ ‬لامتلاك‭ ‬عنصر‭ ‬ردع‭.‬

والتقط‭ ‬اللواء‭ ‬علي‭ ‬عبدالخبير‭ ‬قائد‭ ‬المنطقة‭ ‬العسكرية‭ ‬المركزية‭ ‬الخيط‭ ‬وأوضح‭ ‬للرئيس‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نقصا‭ ‬كبيرا‭ ‬فى‭ ‬إمكانيات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمعركة‭ ‬الهجومية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬ووسائل‭ ‬المواصلات‭ ‬وأسلوب‭ ‬فتح‭ ‬الثغرات‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬الألغام‭. ‬أما‭ ‬اللواء‭ ‬سعيد‭ ‬الماحى‭ ‬قائد‭ ‬المدفعية‭ ‬فقال‭ ‬إننا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬إمكانياتنا‭.‬

ورأى‭ ‬الفريق‭ ‬سعد‭ ‬الشاذلي‭ ‬في‭ ‬كلام‭ ‬الماحي‭ ‬مدخلا‭ ‬لتأكيد‭ ‬وجهة‭ ‬نظره،‭ ‬فقال‭ ‬إن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬ومع‭ ‬التسليم‭ ‬بوجود‭ ‬نواقص،‭ ‬فإنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بعملية‭ ‬هجومية‭ ‬محدودة‭ ‬وطالب‭ ‬الرئيس‭ ‬بالاتصال‭ ‬بالقادة‭ ‬السوفيت‭ ‬لمعرفة‭ ‬موقفهم‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬قيام‭ ‬مصر‭ ‬بالهجوم‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬عرض‭ ‬القادة‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬العسكرى‭ ‬وموقف‭ ‬قواتهم،‭ ‬قلت‭ ‬للرئيس،‭ ‬إننا‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للقتال‭ ‬فورا،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الضرورى‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬النصر،‭ ‬فمصر‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬هزيمة‭ ‬أخرى،‭ ‬وليس‭ ‬أمام‭ ‬مصر‭ ‬سوي‭ ‬تحقيق‭ ‬الانتصار‭ ‬في‭ ‬معركتها،‭ ‬وأري‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نستكمل‭ ‬النواقص‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الكتلة‭ ‬الغربية،‭ ‬وسأقوم‭ ‬بذلك‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬وسأخطر‭ ‬سيادتكم‭ ‬بمجرد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬

وفيما‭ ‬بين‭ ‬اجتماع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬يونيو ‭ ‬1971،‭ ‬واجتماع‭ ‬يوم‭ ‬2‭ ‬يناير‭ ‬1972‭ ‬رأس‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬مؤتمرا‭ ‬عسكريا‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬نوفمبر‭ ‬1971‭ ‬ضم‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬الوزير‭ ‬ورئيس‭ ‬الأركان‭ ‬واللواء‭ ‬عبدالقادر‭ ‬حسن‭ ‬واللواء‭ ‬علي‭ ‬بغدادي‭ ‬واللواء‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬فهمي‭ ‬واللواء‭ ‬الليثي‭ ‬ناصف‭ ‬والجنرال‭ ‬أوكينيف‭ ‬كبير‭ ‬المستشارين‭ ‬العسكريين‭ ‬السوفيت‭.‬ وكان‭ ‬حضور‭ ‬أوكينيف‭ ‬أحد‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬المفروض‭ ‬علي‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬هزيمة‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬والتى‭ ‬استغلها‭ ‬السوفيت‭ ‬لزيادة‭ ‬وجودهم‭ ‬وتأثيرهم‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬

وأبلغ‭ ‬أوكينيف‭ ‬المجتمعين‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬وصول‭ ‬القاذفات‭ ‬من‭ ‬طراز‭ (16 ــ tu ) ‬ووصول‭ ‬الأطقم‭ ‬التي‭ ‬ستتولي‭ ‬تدريب‭ ‬الطيارين‭ ‬والملاحين‭ ‬المصريين،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬المارشال‭ ‬جريتشكو‭ ‬يطلب‭ ‬تدريب‭ ‬فوج‭ ‬الصواريخ‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬سام‭ ‬6‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬حيث‭ ‬تتوافر‭ ‬إمكانيات‭ ‬وتسهيلات‭ ‬التدريب‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تتوافر‭ ‬بالقاهرة‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬حديثه‭ ‬أعلن‭ ‬وضع‭ ‬صور‭ ‬سيناء‭ ‬التي‭ ‬التقطتها‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬الروسية‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭. ‬وأمام‭ ‬أوكينيف‭ ‬وباقي‭ ‬الموجودين‭ ‬قال‭ ‬السادات‭ ‬إنه‭ ‬منذ‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬سيتولي‭ ‬مسئوليات‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وإنه‭ ‬سيباشر‭ ‬هذه‭ ‬المسئولية‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬سيخصص‭ ‬له‭ ‬بمبني‭ ‬القيادة‭. ‬وقد‭ ‬مهد‭ ‬لذلك‭ ‬بقوله‭ ‬إنه‭ ‬أخطر‭ ‬الأمريكيين‭ ‬بأن‭ ‬مصر‭ ‬ستدخل‭ ‬سيناء‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬بالبنادق‭ ‬فقط‭.‬

وكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬الثالثة‭ ‬إعلانه‭ ‬أنه‭ ‬سيسحب‭ ‬مبادرته‭ ‬التي‭ ‬أعلنها‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬فبراير‭ ‬لفتح‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬المقبل‭ ‬11‭ ‬نوفمبر‭ ‬وأنه‭ ‬قد‭ ‬اجتمع‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬3‭ ‬نوفمبر‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعبئة‭ ‬جميع‭ ‬موارد‭ ‬الدولة‭ ‬لأغراض‭ ‬المعركة‭.‬

رؤية‭ ‬السادات‭ ‬للدور‭ ‬الأمريكي

وبعد‭ ‬15‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬عقد‭ ‬الرئيس‭ ‬مؤتمرا‭ ‬ثانيا‭ ‬بقاعدة‭ ‬أنشاص‭ ‬الجوية‭ ‬حضره‭ ‬الوزير‭ ‬ورئيس‭ ‬الأركان‭ ‬وقائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬واللواء‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬واللواء‭ ‬الليثي‭ ‬ناصف‭ ‬والسفير‭ ‬السوفيتي‭ ‬بمصر‭ ‬والجنرال‭ ‬أوكينيف‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬تحدث‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬لقائه‭ ‬وبيرجس‭ ‬رئيس‭ ‬مكتب‭ ‬رعاية‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬أخبره‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يثق‭ ‬بالأمريكيين‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬خبرته‭ ‬معهم،‭ ‬فقد‭ ‬حولوا‭ ‬مبادرته‭ ‬إلي‭ ‬معني‭ ‬لم‭ ‬يقصده‭ ‬إطلاقا،‭ ‬وإنهم‭ ‬بذلك‭ ‬جعلوا‭ ‬المبادرة‭ ‬تخدم‭ ‬المصالح‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وقال‭ ‬له،‭ ‬لقد‭ ‬سبق‭ ‬للأمريكيين‭ ‬أن‭ ‬سألوه‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ممكنا‭ ‬مد‭ ‬فترة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬إذا‭ ‬سارت‭ ‬عملية‭ ‬الانسحاب‭ ‬شرق‭ ‬القناة‭ ‬طبقا‭ ‬للمبادرة،‭ ‬فأجبتهم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ممكن‭ ‬حيث‭ ‬يجري‭ ‬المد‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬شهور‭ ‬ثم‭ ‬ثلاثة‭ ‬شهور‭ ‬أخري‭ ‬لمدة‭ ‬أقصاها‭ ‬سنة‭ .‬وقال‭ ‬الرئيس‭ ‬إنه‭ ‬أبلغ‭ ‬بيرجس‭ ‬في‭ ‬مقابلته‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬أنه‭ ‬سحب‭ ‬المبادرة‭. ‬وقد‭ ‬سأله‭ ‬بيرجس،هل‭ ‬يقوم‭ ‬بإبلاغ‭ ‬واشنطن‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يثق‭ ‬بالأمريكيين‭ ‬وأنه‭ ‬لن‭ ‬يتفاهم‭ ‬معهم‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ترد‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬مذكرة‭ ‬يارنج‭ ‬بالإيجاب،‭ ‬وأن‭ ‬إجابته‭ ‬كانت‭ .. ‬نعم‭..‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬بيرجس‭ ‬أبلغه‭ ‬أنه‭ ‬يعلم‭ ‬بوصول‭ ‬طائرات‭ ‬يمكنها‭ ‬إطلاق‭ ‬صواريخ‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬الصوت،‭ ‬ومصممة‭ ‬أساسا‭ ‬لضرب‭ ‬السفن‭ ‬الحربية،‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬أثار‭ ‬القلق‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬لأنه‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬حسابات‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬والاتحاد‭ ‬السوفيتى،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭ ‬إننى‭ ‬لن‭ ‬أعلن‭ ‬الحرب‭ ‬علي‭ ‬أمريكا،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعرفوا‭ ‬أن‭ ‬ضرب‭ ‬العمق‭ ‬المصـري‭ ‬سيقابل‭ ‬بضرب‭ ‬العمق‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬وقلت‭ ‬له‭ ‬أيضا‭ ‬إنهم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخجلوا‭ ‬من‭ ‬أنفسهم‭ ‬لأنهم‭ ‬يزودون‭ ‬إسرائيل‭ ‬بأسلحة‭ ‬تسمح‭ ‬لها‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬عمق‭ ‬مصر،‭ ‬وعندما‭ ‬تحصل‭ ‬مصر‭ ‬علي‭ ‬أسلحة‭ ‬تسمح‭ ‬لها‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬عمق‭ ‬إسرائيل‭ ‬يشعرون‭ ‬بالقلق‭.‬

وكان‭ ‬أول‭ ‬المتحدثين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬اللواء‭ ‬علي‭ ‬بغدادي‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬رئيس‭ ‬المستشارين‭ ‬الروس‭ ‬أخبره‭ ‬أن‭ ‬سرعة‭ ‬هذه‭ ‬الصواريخ‭ ‬1200‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭ ‬في‭ ‬الساعة،‭ ‬ثم‭ ‬عقب‭ ‬قائلا‭ ‬إنه‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سرعة‭ ‬هذه‭ ‬الصواريخ‭ ‬تعادل‭ ‬ضعف‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت‭ ‬فإنها‭ ‬تصبح‭ ‬عديمة‭ ‬القيمة،‭ ‬فرد‭ ‬أوكينيف‭ ‬قائلا،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭. ‬وبسرعة‭ ‬رد‭ ‬الرئيس‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬معلومات‭ ‬أوكينيف‭ ‬صحيحة‭ .‬

وأوضح‭ ‬أوكينيف‭ ‬أن‭ ‬تدريب‭ ‬الملاحين‭ ‬الجويين‭ ‬للطائرات‭ ‬من‭ ‬طراز‭) ‬تيبيلوف‭ (‬16‭ ‬مشكلة‭ ‬حقيقية‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬ملاح‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تقل‭ ‬ساعات‭ ‬تدريبه‭ ‬عن‭ ‬500‭ ‬ساعة‭.‬

وعبر‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬مخاوفه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬العدو‭ ‬بتوجيه‭ ‬ضربة‭ ‬جوية‭ ‬مفاجئة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يخبرهم‭ ‬الأمريكيون‭ إننا ‬قد‭ ‬حصلنا‭ ‬علي‭ ‬تيبيلوف‭ 61 ‬لذا‭ ‬فإنه‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬السوفيت‭ ‬استطلاع‭ ‬سيناء‭ ‬بواسطة‭ ‬الطائرات‭ ‬ميج‭ ‬25‭ (‬Mــ 500) ‬واستطلاع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بواسطة‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المؤتمر‭ ‬طلب‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬السفير‭ ‬السوفيتي‭ ‬إبلاغ‭ ‬القادة‭ ‬السوفيت‭ ‬بسرعة‭ ‬إرسال‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه،‭ ‬وإحاطته‭ ‬علما‭ ‬بمواعيد‭ ‬وصول‭ ‬هذه‭ ‬الإمدادات،‭ ‬وأيضا‭ ‬بسرعة‭ ‬إنشاء‭ ‬وتشغيل‭ ‬مصنع‭ ‬الطائرات‭ ‬و‭‬ورش‭ ‬العمرة‭.‬

تكوين‭ ‬قوة‭ ‬ردع

ودعا‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬لعقد‭ ‬اجتماع‭ ‬لعدد‭ ‬محدود‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬يونيو‭ ‬1972،‭ ‬وكان‭ ‬الحضور‭ ‬هم‭ ‬الوزير‭ ‬ورئيس‭ ‬الأركان‭ ‬واللواء‭ ‬محمود‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬فهمي‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬واللواء‭ ‬محمد‭ ‬نبيه‭ ‬المسيري‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬واللواء‭ ‬محرز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬مدير‭ ‬المخابرات‭ ‬الحربية‭ ‬واللواء‭ ‬محمد‭ ‬الجمسي‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬العمليات‭ ‬واللواء‭ ‬علي‭ ‬عبدالخبير‭ ‬قائد‭ ‬المنطقة‭ ‬العسكرية‭ ‬المركزية‭ ‬واللواء‭ ‬عمر‭ ‬جوهر‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬التنظيم‭ ‬والإدارة‭ ‬واللواء‭ ‬حسن‭ ‬الجريدلي‭ ‬سكرتير‭ ‬عام‭ ‬وزارة‭ ‬الحربية‭.‬

في‭ ‬البداية‭ ‬عرض‭ ‬اللواء‭ ‬الجمسي‭ ‬تقريرا‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬تقرير‭ ‬آخر‭ ‬أعده‭ ‬أحمد‭ ‬إسماعيل‭ ‬مدير‭ ‬المخابرات‭ ‬العامة‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬القيام‭ ‬بعملية‭ ‬هجومية‭.‬

وبعد‭ ‬الاستماع‭ ‬إلي‭ ‬التقريرين،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ :‬‮‬ «أنا‭ ‬والفريق‭ ‬صادق‭ ‬متفقان‭ ‬علي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تكوين‭ ‬قوة‭ ‬ردع،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬طيران‭ ‬يستطيع‭ ‬ضرب‭ ‬عمق‭ ‬العدو‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬ماذا‭ ‬سنفعل‭ ‬إذا‭ ‬اضطرنا‭ ‬الموقف‭ ‬السياسي‭ ‬إلي‭ ‬بدء‭ ‬المعركة‭ ‬قبل‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬قوة‭ ‬الردع.

وقال‭ ‬الشاذلى،‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬حقائق‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‭ ‬أو‭ ‬المجادلة‭ ‬في‭ ‬صحتها،‭ ‬ولكن‭ ‬السؤال‭ ‬الآن‭ ‬هو‭: ‬ما‭ ‬العمل؟‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الممكن‭ ‬عمله‭ ‬؟‭ ‬إن‭ ‬ربط‭ ‬المعركة‭ ‬بإعداد‭ ‬القـوات‭ ‬الجوية‭ ‬يعني‭ ‬تأجيل‭ ‬المعركة‭ ‬سنوات‭ ‬أخري‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬أحد‭ ‬مداها،‭ ‬إن‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬القوتين‭ ‬الجويتين‭ ‬المصرية‭ ‬والإسرائيلية‭ ‬تميل‭ ‬للاتساع‭ ‬لا‭ ‬إلي‭ ‬الضيق‭... ‬ولا‭ ‬أري‭ ‬أملا‭ ‬في‭ ‬إغلاق‭ ‬أو‭ ‬تضييق‭ ‬الفجوة‭ ‬التي‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والحل‭ ‬كما‭ ‬أراه‭ ‬هو‭ ‬التخطيط‭ ‬للمعركة‭ ‬استنادا‭ ‬إلي‭ ‬الصواريخ‭ ‬المضادة‭ ‬للطائرات‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬سام‭.‬

ولم‭ ‬يعلق‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات،‭ ‬ولم‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬المجتمعين‭ ‬الأخذ‭ ‬برأي‭ ‬رئيس‭ ‬الأركان،‭ ‬وظل‭ ‬علي‭ ‬موقفه‭ ‬الذى‭ ‬أعلنه‭ ‬فى‭ ‬البداية،‭ ‬وهو‭ ‬الانتظار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمتلك‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬المصرية‭ ‬طائرات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العمق‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬وهى‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭‬‮ «‬قوة‭ ‬الردع‮»‬‭‬

&