&أحمد الرضيمان&&

الأمير يرحب بالثمانين ويذكر أن عزمه لا يلين، وهذا دليل على منهج الاعتدال الذي يسير عليه سموه الكريم

أرسل إليّ أحد الزملاء من كتّاب صحيفة الوطن مقطعا صوتيا، لقصيدة الأمير خالد الفيصل -حفظه الله- والتي أولها (يامرحبا بك ياثمانين عمري)، فسمعتها، وأثرّت فيّ كثيرا، وعاودت سماعها عدة مرات.
الأمير خالد الفيصل -كما هو معلوم- رجل استثنائي في كل شيء، وهو مدرسة في العلم والفكر والإدارة والإرادة والنباهة والحزم والعطف والأدب الجم.
والله إني لا أعلم له نظيرا في العصر الحاضر، جاهد أهل الانفلات والتيارات الحداثية والليبرالية، وجاهد أصحاب الأجندات الصحوية الإخوانية، في زمن كان الناس عنهم غافلون، وبهم جاهلون، وكان في إنكاره عليهم مستحضرا قوله تعالى (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)، فيقول لمن تتجارى بهم الأهواء: نحن في بلادنا السعودية على منهج الوسطية والاعتدال، فلماذا تذهبون ذات اليمين وذات الشمال؟ عودوا إلى الجادة، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن صراط الله المستقيم. فلله ما أحكمه وأنصحه، ولله ما أعظم هيبته، وما أعمق فهمه، فالله أسأل أن يطيل عمره على طاعته.
أما احترام الأمير خالد الفيصل للقيادة -كما هو ظاهر للناس بالصوت والصورة- فذاك منهج ينبغي أن يُدرّس في المدارس، فسموه من القدوات التي نعتز بها، ونتعلم منها. يعجبني التفاؤل لدى سمو الأمير، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يعجبه الفأل الحسن، فمع أن سمو الأمير خالد أمضى ما مضى من عمره لعز البلاد ونفع العباد، ووصل إلى الثمانين، فهو مع ذلك يرحب بالثمانين، ويقول: مهما ثقلت به القدمان، إلا أن له عزما لا حدود له في خدمة الدين والوطن والقيادة. فاللهم متعه بالصحة والعافية، وأسبغ عليه نعمك ظاهرة وباطنة.
إن المؤمن الصالح يستمر في البذل والعطاء، كما في الحديث: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)، وفي هذا الحديث: التشجيع على العمل والاستمرارية فيه.
فسمو الأمير يرحب بالثمانين ويذكر أن عزمه لا يلين، وهذا دليل على منهج الاعتدال الذي يسير عليه سموه الكريم، وإذا كان سموه يرحب بالثمانين، فإن زهير بن أبي سلمى يعلن سآمته تكاليف الحياة والعمل مع قدوم الثمانين، ربما لكونه لم يذق طعم الإيمان، وفي هذا يقول:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش*** ثمانين حولا لا أبا لك يسئم
ففرق بين ثمانين خالد الفيصل، وثمانين زهير بن أبي سلمى، (قد علم كل أُناس مشربهم).
وكما أن الأمير رحب بالثمانين، فنحن نرحب به، فهو ملء السمع والبصر، ننهل من علمه، ونستفيد من فطنته، ونتعلم من إدارته وهيبته، ونسير على دربه في احترام القيادة، وخدمة الدين والوطن.
فأسأل الله أن يمتعنا بوجوده وهو بكامل صحته وعافيته، وأن يبني له بيتا في الجنة إزاء ما قدم لدينه ووطنه وقيادته ومجتمعه.

&