& سعاد فهد المعجل&&

&في كل مرة تهل فيها علينا ذكرى العيد الوطني ويوم التحرير بالذات، تقفز الى الصدارة مسألة توثيق تلك المرحلة، باعتبار أن ذلك حق راسخ لكل مواطن عاصر الأحداث في الداخل، أو في أراضي الشتات خارج أسوار الوطن.
للأسف أن توثيق مرحلة الغزو لا يزال دون المطلوب، ولا يزال تصنيف أحداثه وتوثيقها وتبويبها يتم بشكل انتقائي لا يُراعي حقوق الكثير ممن كانت لهم مساهمات بارزة، سواء في الداخل أو الخارج.. في رفع راية الوطن والذود عن حقه المغتصب وتحصين جبهته معنوياً وجسدياً.
في أغسطس 2016، كتب الزميل الفاضل خالد الطراح مقالا في القبس بهذا الصدد، جاء فيه: «ذكرى 2 أغسطس 1990 هي جزء من تاريخ الكويت.. مثلها مثل ذكرى 26 فبراير 1991.. وهي ذكرى تحرير الكويت التي للأسف لم توثق بشكل دقيق ورسمي.. يروي تفاصيل وجوانب لا يعرفها كل أبناء الشعب الكويتي.. فهناك من المعلومات التي احتفظت بها ذاكرة رجالات الكويت ممن توفاهم الله.. ومن هم أحياء الى اليوم، وندعو لهم بطول العمر والمبادرة في توثيق ما لديهم من معلومات من أجل الكويت والأجيال القادمة» (انتهى)!
مسألة توثيق الأحداث أو كتابة التاريخ هي مسألة شاقة ودقيقة.. لأن هنالك دائما ميولاً تتحكم في مثل هذا التوثيق، بالإضافة الى طبيعة وعقل المدوّن ودرجة انحيازه لطرف دون الآخر.. بمعنى آخر قد يكون من الصعب ضمان الموضوعية الكافية عند أي عملية توثيق.
ولأن الغزو قد شكّل مرحلة مفصلية ليس في تاريخ الكويت وحدها، وإنما تاريخ المنطقة بشكل عام، فإن من الضروري توثيق جميع الأحداث ومن دون أي انتقائية أو فرز سياسي أو فكري الغاية.. وبشكل يضمن للجميع وللأجيال القادمة الاطلاع وبصورة موضوعية وعلمية بحتة على كل ما حدث من تفاصيل، خاصة أن أغلب اصحابها ورواتها لا يزالون على قيد الحياة.
مؤسف أننا وفي كل ذكرى تحرير لا نسترجع جهود اللجان الشعبية، سواء داخل الكويت أو خارجها اثناء الغزو.. تلك الجهود التي قام بها شباب الوطن في الداخل لضمان استمرار نسق الحياة وخدماتها ونظامها في الداخل، وجهود الخارج التي صدحت بالحق الكويتي قولا وكتابة وفعلا.
مؤسف أننا لا نوثق البيانات التي اطلقتها المقاومة في الداخل، ولا تفاصيل العصيان المدني.. ولا اللجان التي تكفلت بتوزيع الغذاء والدواء.. ورفع القمامة وتوفير الخدمات.. لا نوثق جهود اللجان الشعبية التي تشكلت في الخارج في كل العواصم.. ولا نتذكر الجمعية الكويتية للدفاع عن ضحايا الحرب وغير ذلك الكثير.
فلكي لا ننسى، أعيدوا وبشفافية توثيق تلك الحقبة، فهي حق يملكه كل مواطن كويتي.

&