دخل مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان على خط الحملة التي يتعرض لها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة من قبل «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، واصفاً إياها بـ«الخط الأحمر»، فيما اتفق على التهدئة الإعلامية بين الأخير و«تيار المستقبل» بعد اعتذار وزير الخارجية جبران باسيل من رئيس الحكومة سعد الحريري، عما تضمنته نشرة أخبار «أو تي في».


وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن باسيل اتصل أمس بالحريري واعتذر منه ضمناً عما جاء في مقدمة النشرة الإخبارية قبل يومين، مؤكداً له أنها «اجتهاد شخصي ولا يعبّر عن رأينا ولا يمثلنا»، وتم الاتفاق بين الطرفين على التهدئة الإعلامية.
وكانت الحملة على رئيس الحكومة السابق وسياسته المالية، أدت إلى مواجهة إعلامية بين قناتي «المستقبل» و«أو تي في» التي شنّت في مقدمة نشرة الأخبار هجوماً على رئيس الحكومة السابق، معتبرة أن السنيورة «يخشى سوء العاقبة وفتح الأوراق القديمة في عهد الأب بعدما تخلى عنه الابن وأفرد من النيابة والوزارة ورئاسة الوزارة واستفرد في الفساد من دون سائر العباد»، وهو ما استدعى رداً من قناة «المستقبل»، مؤكدة أن «من يتطاول على فؤاد السنيورة يتطاول على الرئيس سعد الحريري وعلى كل ما يمثله السنيورة في تاريخ الحريرية السياسية». وتوجّهت إلى «التيار» بالقول: «أما الإبراء المستحيل، فيمكنكم أن تبلّوه وتشربوا المياه الآسنة التي نشأت عنه»، واعتبرت أن «تقديم أوراق اعتماد جديدة لحزب الله للمعارك السياسية المقبلة، فهذا شأنكم».


وفي هذا الإطار، كان موقف واضح للمفتي دريان بعد لقائه الحريري، في رده على سؤال حول محاربة الفساد، قائلاً إن «محاربة الفساد أمر مهم وضروري، طالما نحن نسعى لإقامة الدولة العادلة القوية، ولكن هذا الملف يجب أن يعالج ضمن أطر مؤسسات الدولة لأن هناك هيئات رقابية وهيئات محاسبة، عليها أن تقوم بواجباتها. أما موضوع المزايدة في هذا الأمر أو النيل السياسي من هذا الملف أو ذاك فهذا أمر مرفوض. وبهذا الموضوع بالذات، أقول وهذه رسالة واضحة مني، إن دولة الرئيس فؤاد السنيورة هو خط أحمر، لأنه هو رجل دولة بامتياز، وهو الذي أعاد إلى مالية الدولة الشفافية والمصداقية، ورد في مؤتمره الصحافي على كل الاتهامات والافتراءات والأكاذيب وكان موفقا جداً. أنا أقول إن فؤاد السنيورة هو رئيس مجلس الوزراء السابق، هو قيمة وقامة كبيرة، نحن نعتز بها وندافع عنها ضد أي افتراء».


ولفت دريان إلى أن زيارته للحريري كانت للتهنئة بالحكومة وببيانها الوزاري وحصولها على الثقة، متمنياً «أن يكون هناك انسجام بين أعضائها من أجل حل الأزمات الكبيرة والمتراكمة في لبنان، والتي تهم المواطنين بشكل أساسي»، ومعبراً عن تفاؤله بهذه الحكومة، «طالما أن الجميع يضع مصلحة لبنان واللبنانيين قبل أي اعتبار آخر. الأولوية هي لاستنهاض لبنان واستنهاض هموم ومشاكل المواطنين».
وقدّم نصيحة للوزراء بـ«وضع الكيديات السياسية جانباً، وأن يقدّموا العمل الحكومي الجاد الذي يستنهض بالوطن والمواطنين، لأن الأزمة الاقتصادية والحياتية التي نعاني منها في لبنان كبيرة جداً».