حين رفعت مكة شعار "متعة المعرفة" مع انطلاقتها في 13 يناير 2014، كانت تدرك أن التغيير قادم لا محالة، وأنها تبحر في أمواج متلاطمة، وتواجه تحديات جسيمة، في ظل ثورة رقمية غيرت صورة الإعلام السعودي والعربي والعالمي، جعلت البقاء للأقوى، والنجاح للقادرين على التحدي.

كان السؤال المطروح قبل صدورنا: "كيف تظهر مطبوعة جديدة في وقت تستعد فيه الصحف للإغلاق؟"، وكان الجواب يحمل كثيرا من الشجاعة والمغامرة: "حان الوقت أن تقرأ الصحيفة" في إشارة إلى الحرفية الجديدة التي سنقدم بها أنفسنا، لقتل الرتابة التي سيطرت على صحافة الورق سنوات طويلة.

ومع إكمال عامها الخامس، دخلت "مكة" زمن "الصحافة الإبداعية" بكل أدواتها ومفرداتها العصرية، بعقليات أكثر تفتحا وقبولا للتغيير، ومهارات مبتكرة تستشرق المستقبل، تحاكي تقنيات "نيوم" وتستلهم حماسها من القيادة السعودية الشابة التي حولت المستحيل إلى ممكن.

وانطلاقا من الموسم السادس الذي دشناه في 13 يناير الحالي، بات النظر إلى الوراء لمراجعة حساباتنا واستعراض حصادنا أمرا مقبولا، وأصبحت رؤيتنا "أن نوظف أنفسنا وكل أدواتنا لإلهام الناس وإسعادهم ولو لمرة واحدة على الأقل".

1&صوت المواطن

جسدت "مكة" هدفها الأساسي بأن تكون صوتا للمواطن وضميرا للشعب في عملها الصحفي الاحترافي الذي قدمته على مدار 5 سنوات، ابتعدت عن الرتابة واقتربت من اهتمامات ومشاكل وهموم الناس، وقدمت نموذجا لا يمكن نسيانه، حين تسائلت باسم الجميع: "متى يتفاعل هؤلاء الوزراء مع إيميلات المواطنين؟".

2&ريادة الانفوجراف

واكبت الصحيفة التي انطلقت من مركز الأرض "مكة" قرارات الإصلاح والتطوير لحكومة خادم الحرمين الشريفين بصورة مهنية، حرصت على تبسيطها لتصل الرسالة إلى المواطن العادي من خلال أشكال فنية مبتكرة، كانت مثار إعجاب الوسط الإعلامي والصحفي، وتحولت فيما بعد إلى "موضة" في أغلب الصحف السعودية والعربية، لتؤكد مكة ريادتها في إدخال الانفوجراف للصحافة السعودية.

3&ربط الماضي بالمستقبل

حملت "مكة" الصحيفة الكثير من اسمها، وبرهنت على أنها صوت قوي يعبر عن أطهر بقاع الأرض، استشرفت مواسم الحج على مدار السنوات الخمس الماضية بتغطية حصرية مميزة، وأرقام ومعلومات تمزج بين المتعة والمعرفة، لم تفرد صفحاتها فقط للأحداث المؤثرة التي وقعت على الأرض، بل ربطت الماضي بالمستقبل وهي تكشف ما حدث في الحج "من صدر الإسلام إلى اليوم"، وتكشف بالأرقام أن 50% من تكلفة الحج تذهب للمكاتب والشركات الأجنبية.

4&مواكبة التغيير

تفاعلت الصحيفة مع التحولات الكبيرة التي تشهدها المملكة، والنقلات الحضارية في مسيرة "السعودية الجديدة" التي يرسم تفاصيلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورصدت تغيرات الشارع عبر تقارير وتحقيقات وموضوعات تنتمي إلى زمن الصحافة الإبداعية، كشفت عن 24 محطة رئيسية للتغيير في حياة السعوديين، منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، حتى رؤية 2030.

5&متعة المعرفة

لم تتوقف "مكة" في زمن "الإعلام الجديد" عند الخبر، ولم تكتف بكشف ما وراءه، بل ذهبت لأبعد من ذلك وجسدت "متعة المعرفة" وهي تستعرض 9 تجارب لدول عربية وإسلامية وغربية بعد صدور الأمر الملكي بإنشاء هيئة الترفيه، لتستطلع المستقبل من عدسة مكبرة وتجيب على التساؤل المهم: "كيف سيكون شكل الترفيه في السعودية".

6&كشف الحقائق

جسدت الصحيفة المعنى الحقيقي لـ "الانتماء" وأكدت أنها نبتة أصيلة في تكوين "مكة" الأرض، تصدت بالوثائق والمستندات وبمواد صحافية حصرية لكل العابثين، فضحت مخططات الإرهابيين، وكشفت ألاعيب وقصص خداع الإيرانيين، وقضايا الجهاد الالكتروني لداعش والجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وأسرار القرصنة الالكترونية التي كانت حديث الشارع قبل أيام.

7&قصص واقعية

لامست "مكة" الجوانب الإنسانية والقصص الواقعية، وأبرزت نقاط الضوء في حياة "رموز وطنية" كانت علامات إرشادية للنجاح والإبداع، نقلت مسيرتهم عبر كلمات منثورة تترقرق بعذوبة، ومفردات راقية تعبر عن حجم إنجازهم.

8&المتحدث الصامت

عشقها للمغامرة دفعها أن تبتكر بادرة لافتة مع جميع الوزارات والهيئات الحكومية الخدمية، عندما خاطبت المتحدث الرسمي لـ 18 جهة، وانتظرت 5 أيام لقياس درجة التجاوب مع الإعلام، وطرحت سؤالا جديدا "من أكثر المتحدثين الرسميين صمتا؟" لتأتي النتيجة صادمة بتجاوب 4 فقط بنسبة لم تتجاوز 22%.

9&رقمنة إعلامية

استشرقت "مكة" المستقبل، وطورت أدواتها للوصول إلى القارئ عبر وسائل رقمية معاصرة، كانت سباقة إلى تدشين مواقعها على السوشل ميديا، بداية من "تويتر" وصولا إلى "اليوتيوب" وكل الوسائل التي استهوت الجيل الجديد، ووضعت بصمتها وهويتها على الأحداث وأكدت أن "الصحافة الحقيقية" لا تتأثر بالعواصف.

10&الصحافة الإبداعية

الصمود في مواجهة التحديات، والبحث عن وسائل بديلة، وقوالب إعلامية جديدة تستهوي القارئ، دفع "مكة" إلى العمل من خارج الصندوق، والدخول من بوابة الابتكار إلى زمن الصحافة الإبداعية، التي ربما يكتب التاريخ تفاصيلها في المستقبل القريب.. دون أن ينسى ريادة مكة.

مصدر: صحيفة مكة