فاتح عبد السلام

لكل‭ ‬عمل‭ ‬معيار‭ ‬جودة‭&&‬،‭ ‬المصانع‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬مادة‭ ‬غذائية‭ ‬تخضع‭ ‬لهذه‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬أحياناً‭ ‬اسم‭ ‬المعايير‭ ‬الاوروبية‭ ‬أو‭ ‬الامريكية‭ ‬أو‭ ‬بحسب‭ ‬بلدان‭ ‬منتجيها‭ ‬المشهورين‭. ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬لجميع‭ ‬أنواع‭ ‬البضائع‭ ‬والخدمات‭. ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬والمدارس‭ ‬بالعالم‭ ‬معايير‭ ‬جودة‭ ‬،‭ ‬تخضع‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الى‭ ‬التقويم‭ ‬والتصنيف‭ .‬

الدول‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬تراعي‭ ‬قضية‭ ‬المعايير،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الاستيرادات‭ ‬التي‭ ‬تشوبها‭ ‬الصفقات‭ ‬الغامضة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬فساد‭ ‬ظاهري‭ ‬أو‭ ‬باطني‭ . ‬أمّا‭ ‬المنتجات‭ ‬المحلية‭ ‬فمعظمها‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬اولية‭ ‬مستوردة‭ ‬،‭ ‬وهذه‭ ‬لها‭ ‬درجات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الجودة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انّها‭ ‬تحمل‭ ‬الاسم‭ ‬نفسه‭ ‬،‭&&‬وهنا‭ ‬ايضا‭ ‬لا‭ ‬احد‭ ‬يراعي‭ ‬معايير‭ ‬النوعية‭ ‬في‭ ‬الاستيراد‭ ‬الاّ‭ ‬ما‭ ‬ندر‭ .‬

في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬ومجال‭ ‬المدارس‭ ‬،‭ ‬نحتاج‭ ‬الى‭ ‬اعادة‭ ‬تصنيف‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬التعليمية‭ ‬بحسب‭ ‬نقاط‭ ‬الجودة‭ ‬التي‭&&‬تشبه‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬ولا‭ ‬اقول‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬التطابق‭ ‬،‭ ‬بسبب‭ ‬الفارق‭ ‬المختلف‭ ‬بين‭ ‬نوعية‭ ‬بناء‭ ‬المجتمعات‭ ‬والحياة‭ ‬السياسية‭ ‬وانماط‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭ ‬ولاسيما‭ ‬الصحية‭ . ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬صارمة‭ ‬،‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬الوزارات‭ ‬ورئاسات‭ ‬الجامعات‭&&‬بمساعدة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬المحلية‭&&‬،‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تقيم‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬،‭ ‬وتتمنى‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬الفرصة‭ ‬لنقل‭ ‬الخبرات‭ ‬الخارجية‭ ‬المكتسبة‭ ‬لبناء‭ ‬البلد‭ .‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تتساوى‭ ‬مستويات‭ ‬جميع‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬والمدارس،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ .‬

&