&عبدالله بن بخيت

&مضى من عمري أكثر من عشر سنين لا تمر مناسبة دون أن أطبل للبنوك السعودية، بلغ بي التطبيل أن تمنيت أن ينقل مديرو البنوك لقيادة القطاعات الحكومية وخاصة المرور، ظننت يوماً أن إدارات البنوك نموذج للتطور الإداري في المملكة، بيد أني أكتشفت أن المسألة لا تختلف عن تطور المرور، أجهزة ومعدات مستوردة فقط. المكائن التي تشاهدها في الشوارع وتفخر بأنها تقدم نوعي والموقع الإلكتروني الذي سهل مهامك وأعفاك من التردد على فرع البنك هي أيضاً مستوردة، ببساطة كل ما في الأمر أن تتعاقد مع شركة أميركية تركب النظام وتديره لك.

لسبب ما قررت أن أفتح حساباً جديداً فاتجهت إلى فرع بنك في أحد المولات وطلبت فتح حساب، فأشار الموظف أن أستريح، كان أمامي في الدور عميلان فقط، بعد حوالي نصف ساعة انتهى العميل الأول، فجأة دخل البنك رجل فهب مدير الفرع من مكتبه الزجاجي هاشاً باشاً (أهلا أبو عبدالعزيز)، أخذ مدير الفرع من أبي عبدالعزيز بطاقة أحواله وسار بها بنفسه وسلمها للموظف بعد أن همس في أذنه فرد الموظف الهمس بهمس مثله، فالتفت مدير الفرع ونظر إلي وبعد تردد قليل تقدم مني وسأل: هل تريد فتح حساب فقلت نعم فقال هذي بسيطة تستطيع فتحه على جوالك فقلت له أريد أن أودع شيكاً وأريد بطاقة وهذه الخدمات لا يقدمها الجوال. تردد وراح وجاء، وفي الوقت الذي كان يلهيني فيه كان أبو عبدالعزيز قد استولى على دوري وقبل أن أحتج طلب مني سعادة المدير أن أتفضل معه. أخذني إلى مكتبه، ظننت أن الرجل (استحى) وقرر أن يخدمني عبر جهازه، جلست أنتظر أن يلتفت علي لكن الرجل لطعني حوالي ربع ساعة حتى انتهى الموظف من خدمة أبو عبدالعزيز عندئذ تذكرني وقال تفضل جاء دورك.

خرجت من مكتب المدير مذهولاً، لم أصدق أن الواسطة في بنك وفي أتفه الأمور، وقبل أن أضع ثقلي على الكرسي في انتظار دوري الجديد جاء موظف الأمن يعلن وقت صلاة المغرب وعلينا إخلاء المكان، احتججت بعض الشيء ولكن عند سماع الأذان تعوذت من الشيطان. فقلت في نفسي صدق الأصدقاء الذين قالوا لي تراك يا عبدالله مخدوع ببهرجة المكائن والإنترنت، فتذكرت المثل الشعبي الذي يقول (يا لابس الخلاخل...).

أما قصتي مع البنك الآخر فتختلف في الشكل ولكنها تتفق في المضمون، لك أن تتخيل فتح حساب إضافي يستغرق عشرة أيام، لو كان بنكاً أجنبياً لما استغرق أكثر من عشر دقائق.