&سلطان حميد الجسمي

يترقب العالم اليوم تحولات جديدة في الشرق الأوسط، وبالأخص مع الأحداث المهمة التي تجري في ليبيا والجزائر والسودان. ولعل أكبر الطامحين اليوم لاستغلال هذه الأحداث هو قوى الشر العالمية التي تريد أن تتقاسم المنطقة بينها، وهنا بالفعل يأتي دور الدول التي لها دور في زعزعة الأمن والاستقرار وتدمير الشعوب ومحاولة تغيير مطالبها ومصيرها مثل تركيا وقطر، فكل المؤشرات اليوم ترجّح بأن دولتي قطر وتركيا هما في مقدمة الدول التي تقوم بهذا الدور لمصالح جماعة «الإخوان» في الوطن العربي، كما هو الحال اليوم في بعض الدول، وخصوصاً في ليبيا ودول شمال إفريقيا، وهي أيضاً تموّل وتدعم الميليشيات والمنظمات الإرهابية؛ لخلق ما يسمى تمدداً للثورات، وتستمر في إكمال مسيرة تبديد الأموال القطرية في مشاريع الإرهاب والتطرف، رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بعد أن قاطعتها الدول الأربع المكافحة للإرهاب (الإمارات، السعودية، مصر، البحرين).
وبالرغم من الاتهامات الدولية التي تلاحق نظام الحمدين والنظام القطري بدعم الإرهاب، فالمحاكم الدولية تنظر في الكثير من القضايا المتهمة فيها قطر. ولعل أبرز ما نراه اليوم من جانب قطر وتركيا هو دعم الميليشيات والمنظمات الإرهابية في ليبيا، وهو ما أكده المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء المسماري مؤخراً.


تحاول قطر ومعها تركيا وقوى الشر العالمية إعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة، من خلال السعي لإيصال جماعة «الإخوان» إلى السلطة في العديد من الدول، وتمكينها بما يلزم من دعم سياسي ومالي وعسكري وإعلامي؛ لتحقيق الأهداف المطلوبة. وتتولى قطر قيادة هذه المهمة التي بسببها اليوم أزهقت أرواح الآلاف في الدول العربية. وبرغم الملاحقات الدولية للنظام القطري المتهم بالإرهاب فإن هذا النظام يستمر في خدمة الأنظمة الإرهابية في العالم، وهذا يؤكد للعالم أن جماعة «الإخوان» وقطر وتركيا مجرد دمى سياسية بيد قوى خارجية لا تريد الخير للأمة العربية.
ما يحدث اليوم في ليبيا من دعم النظام القطري للميليشيات بالأسلحة والمال، وإرسال المجموعات الإرهابية للوقوف في وجه الجيش الليبي هو خرق صريح للقوانين الدولية. وبرغم كل التحذيرات وتصريحات الأمم المتحدة ودول العالم بما فيها الدول الأوروبية بالتهدئة وضبط النفس والحوار بين الأطراف وعدم إشعال حرب كارثية تزهق أرواح الليبيين ودعوة الدول إلى أن تكون محايدة، فإن النظام القطري يصر على دعم الإرهاب وخرق كل القوانين الدولية.
تبيّن للمجتمع الدولي مدى ضعف دولة قطر دبلوماسياً وسياسياً في إدارة أزماتها الداخلية أو أزماتها مع دول الجوار، فهي تدير أزماتها بالمحسوبية والرشى، وتدير أزماتها خارجياً بدعمها للأنظمة المعادية للحكومات، بدل أن تكون محايدة وتحترم القوانين والأعراف الدولية حالها كحال الدول الأخرى، وللأسف اليوم تستعمل كل الطرق لتشويه صورة الجيش الليبي باستعمال البوق «القرضاوي» والإعلام المسيس؛ لتحريض الجماعات الإرهابية والميليشيات على قتال الجيش الليبي، بما يضاعف من زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا.
يعيش الشعب الليبي، ومنذ ثماني سنوات، تحولات كبيرة سياسياً وعسكرياً أرهقت هذا الشعب الشقيق، وآن الأوان لتطهير كل بقعة من ليبيا من العصابات الإرهابية التي زرعت الفوضى والفتن، وعطلت حياة الليبيين، واعتدت على حياتهم وحقوقهم. إن هذه المنظمات الإرهابية التي اتخذت من ليبيا وكراً لها في السنوات الماضية تشكل خطراً محدقاً على ليبيا وعلى دول الجوار.


إن الدور القطري - التركي أدى إلى خراب هائل في معظم الدول العربية، وهو جزء من مخطط خبيث مرسوم لدول وأجهزة تعمل على تفتيت المنطقة وتقسيمها، ومع الأسف فإن هذين البلدين يشكلان رأس حربة في هذا المخطط الذي أطلقوا عليه مسمى «الربيع العربي». هذا الربيع المزعوم شرّد وقتل الملايين من الشعوب العربية في سوريا ومصر واليمن والعراق وليبيا، ومع ذلك فإن الدوحة وأنقرة تواصلان مسيرة التخريب؛ لأن المخطط لم ينتهِ فصولاً بعد.

&