&مسلط المهيلب

&

لا أستطيع أن أفهم أسباب الاعتراضين العربي والإسلامي على نقل السفارة الأميركية إلى القدس أو اعتراف الرئيس الأميركي بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان، فهل يعكس هذا الموقف الأميركي تغيّراً واختلافاً عن مواقفها السابقة، فهل كانت أميركا في وضع المحايد في القضية الفلسطينية ـــ السورية ـــ الإسرائيلية، أم أن العكس هو الصحيح؟ ما استطيع أن أقوله إن الرئيس الأميركي دفع في موقفه هذا المتسق مع أجندته الانتخابية إلى أن كشف للشعوب العربية الإسلامية هلامية الآمال التي كانوا يعقدونها على الجانب الأميركي الذي لا يستطيع عاقل أن يجهل التحيز الأميركي الواضح للجانب الصهيوني، فيكفينا الرجوع إلى الاحصائيات التي تصدرها الجهات الرسمية في الجانب الأميركي لتؤكد لنا أن أميركا هي اسرائيل،

بل هي كما يطلق عليها الابن المدلل لها. وبالعودة إلى الاحصائيات نجد أن الدعم لإسرائيل منذ 1948 وحتى 2017 وصل إلى 130 مليار دولار، بل إن هذا الدعم الأميركي جعل من الصناعات الاسرائيلية للأسلحة واحدة من أبرز الصناعات في العالم، فبين عامي 2001 و2008 كانت تل ابيب سابع أكبر مصدر للأسلحة عالمياً، بل إن الكونغرس الأميركي قد طلب في عام 2008 من الحكومة الأميركية تقديم تقارير كل عامين حول الحفاظ على التفوق العسكري الاسرائيلي النوعي على الجيوش المجاورة،

بالإضافة إلى تزويد اسرائيل بنظام رادار يساعد على اكتشاف الصواريخ المعادية، ولنا في التاريخ القريب لأكبر دليل على هذا الدعم المطلق لإسرائيل في حربها ضد «حزب الله» اللبناني عام 2006، و2014 بالعدوان على قطاع غزة. وبعد هذا كله، هل نستطيع القول إن الموقف الأميركي قد تغيّر؟ د. مسلط المهيلب

&