كرر الرئيس اللبناني ميشال عون تلويحه بالعمل مع دمشق لحل ملف عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، لكنه قال إنه لا يزال يأمل بحل عبر الأمم المتحدة، و«تبدل موقف المجتمع الدولي» حيال الملف.
وجاء كلام عون خلال استقباله وفداً من المدرسة الملكية البريطانية لدراسات الدفاع ضم عدداً من الضباط الذين يتابعون الدراسة في المدرسة وينتمون إلى دول عدة بينها بريطانيا. ورافق الوفد سفير بريطانيا لدى لبنان كريس رامبلينغ. وقال عون إن «استمرار وجود النازحين السوريين بكثافة في لبنان يشكل خطراً مباشراً، لا سيما على الوضع الاقتصادي الذي يواجه صعوبات قد تدفع بالنازحين إلى مغادرة لبنان. ولن يكون أمامهم إلا البحر المتوسط إذا استمرت عرقلة عودتهم إلى بلادهم».


وأكد رداً على أسئلة أن «لبنان تجاوز الأخطار الأمنية التي كانت تحدق به بعد القضاء على إرهابيي تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة)، وبات يعيش حالة أمنية تجعله من أفضل الدول في العالم». وأشار إلى أن «الوضع الاقتصادي يشكل تحدياً صعباً نتيجة الأزمات العالمية المتلاحقة، إضافة إلى الحروب في دول الجوار التي قطعت الطرق الأساسية لتصدير الإنتاج اللبناني في اتجاه الدول العربية، ما ألحق خسارة كبرى بالاقتصاد اللبناني. يضاف إلى ذلك وجود مليون ونصف المليون نازح سوري و500 ألف لاجئ فلسطيني سببوا تداعيات على كل القطاعات في لبنان».
غير أن عون أشار إلى أن «الاستقرار الأمني جعل الحركة السياحية تنمو»، وتوقّع «موسماً سياحياً واعداً خلال الفترة المقبلة». ولفت إلى أنه يتم العمل على «ميزانية تقشفية ذات وجه اقتصادي، على أن يتم بعدها إقرار الخطة الاقتصادية الوطنية التي أعدت بالتعاون مع مؤسسة ماكينزي الدولية، بحيث تتناغم مع توجهات مؤتمر سيدر الذي عبرت فيه دول شقيقة وصديقة عن دعمها للبنان ونهضته الاقتصادية».


وفي موضوع أزمة النازحين، دعا إلى «تعاون دولي لإيجاد حل لها». وقال: «بدل أن نلمس وجود هذا التعاون نرى أن ثمة توجهاً يجعل العودة شبه مستحيلة من خلال ما يصدر من مواقف وممارسات وحملات إعلامية». وعبّر عن أمله بـ«تبدل موقف المجتمع الدولي حيال عودتهم إلى سوريا»، لافتاً إلى أن «لدى لبنان إمكانية لحل هذه المسألة مع سوريا، لكنه لا يزال يأمل أن يكون الحل من خلال الأمم المتحدة».
ورداً على سؤال، أوضح الرئيس اللبناني أن «الوضع في الجنوب هادئ، ولبنان ملتزم قرار مجلس الأمن الرقم 1701 والتعاون قائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية للمحافظة على الاستقرار على الحدود» مع إسرائيل.