علي الرباعي&&

تفاعلت شريحة واسعة من السعوديين مع الدكتور عائض القرني، وهو يعتذر تائباً عن ما سمي بمشروع «الصحوة» وما تمخض عنه من أفكار أصابت الكثير من شؤون الحياة بالتعطيل والخلل، فبينما خرج تائباً من ذلك الفكر وفضح ما كان يحاك ضد المملكة من تآمر، كان شاب سعودي يعلق «تبدو العملية أكثر تعقيداً من اعتذار عابر في لقاء تلفزيوني» بعدما خطفت «الصحوة» ماضيه وسلبت ذكرياته.

ورغم الشناعات والكوارث التي خلفتها حقبة الصحوة على السعوديين إلا أن اعتذار أحد نجوم «الصحوة» بويلاتها وما جرته على المملكة من تشدد وغلظة وفرض وصايتها على الناس يأخذ منحى مثيراً للانقسام، بين مؤيد لجسارة الاعتراف ومن يراه «تحصيل حاصل».

وفي مشهد يمثل الانقسام الذي أحدثته الخطوة المفاجئة لأحد أهم نجومها كما أحدثته «الصحوة» منذ عام 1979، يرى الفنان ناصر القصبي أن اعتذار القرني لا يكفي كون الثمن الذي دفعه السعوديون باهظاً، في حين رأت زوجته الكاتبة بدرية البشر أن النبلاء لا يهاجمون المترجلين. وعدّت الهجوم على من أداروا ظهورهم للصحوة ليس من الشجاعة، كون الشجاعة تتمثل في مواجهة المشاريع الخاصة بالبناء، واستدراك ما فات بسبب الصحوة.

ظهر القرني في برنامج «الليوان» على قناة روتانا خليجية قائلاً: الأمور انكشفت ودولتنا هي التي جمعتنا وربتنا ودرسنا وكنا قبائل متناحرين وبها بدع وجهل وقتل واستبداد، ولما جمعنا الملك المؤسس عبدالعزيز تغير الوضع، وأقول إني سأدافع عن المملكة بالقلم والشعر، ومن لا يدافع عن وطنه لا يستحق الحياة.

وعلق الكاتب سلمان الدوسري قائلاً «نادر من يعترف بالخطأ ويتراجع عنه.. قليل من لديه الشجاعة لمواجهة قناعاته السابقة.. القرني قدم مصلحة مجتمعه على مصلحته الشخصية ولم يؤثر السلامة.. عندما يفضح قطر والإخوان وتركيا هل تتوقعون أن يتفرجوا عليه، من الطبيعي يكون أول من يهاجمونه». فيما قال المحامي عبدالرحمن اللاحم إن حديثه شجاعة تحسب له، لا بد أن نقف جميعاً في خندق واحد ضد أعداء هذا الوطن خصوصاً في هذه المرحلة.