&خالد السليمان

استهداف حركة الملاحة في الخليج ليس مفاجئا، فهو أحد أقدم الأدوات التي استخدمتها إيران في ممارسة الضغط والابتزاز عند اشتداد أي أزمة في المنطقة، فعلتها في الثمانينات الميلادية إبان حربها مع العراق للضغط على بعض دول الخليج العربية لإجبارها على وقف دعمها للعراق، وتفعلها اليوم للدلالة على قدرة تعطيل إمدادات النفط العالمية!

وإيران عبرت عن الأسف للهجوم التخريبي الذي تعرضت له 4 سفن منها ناقلتا نفط سعوديتان قبالة المياه الإقليمية للإمارات العربية المتحدة، لكنه أسف سبق وعبرت عنه عقب كل جريمة إرهابية ارتكبت ثم ربطت بتنفيذها أو دعم منفذيها، كهجوم الخبر وهجوم بيونس آيرس وتفجيرات الحج واغتيال الحريري والقائمة تطول، فلإيران ضلع في كل أزمات المنطقة وحروبها وإرهابها!

في الثمانينات هاجمت زوارق إيرانية ناقلات النفط الكويتية، وحاولت مقاتلات إيرانية استهداف منصات تحميل النفط في ميناء رأس تنورة، وبينما أعادت الكويت تسجيل ناقلاتها لتحمل أعلام الولايات المتحدة لحمايتها، فإن مقاتلات الـF-15 السعودية أعادت رسالة التهديد إلى مرسلها سريعا بعد إسقاطها لمقاتلتين إيرانيتين في مياه الخليج العربي!

الإيرانيون يريدون اليوم إرسال رسالة بأن المواجهة معهم مكلفة وأن التخريب الذي يمارسونه بواسطة وكلائهم لا يمكن تلافي أضراره، وهم يستخدمون ذلك لتقوية موقفهم في المواجهة الحالية مع إدارة الرئيس ترمب، والإيرانيون لا يجيدون شيئا قدر إجادتهم استخدام ورقة الإرهاب في الابتزاز السياسي، لكن الخلاف اليوم أكبر من أن يتم التأثير به من خلال العودة إلى التكتيكات القديمة، وإلحاح مواجهة خطر امتلاك إيران للسلاح النووي أكبر من أن يوقفه عبث الزوارق الإيرانية!