أحمد الفراج&&

لا حديث في واشنطن يعلو على قرع طبول الحرب، والحرب هنا صنفان، صنف داخلي، يتنادى به الديمقراطيون والإعلام لضرورة تجريم ترمب، حتى بعدما تبيّن من خلال ما تم الإفصاح عنه من تقرير المحقق الخاص، روبرت مولر، أنه بريء من تهمة التواطؤ مع الروس، وقد وصلت عبقرية قناة سي إن إن أنها استضافت واحداً من ألد خصوم ترمب، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، جيمس كومي، الذي عزله الأول بطريقة تخالف البروتوكولات المعتادة، إذ عرف بعزله عن طريق نشرات الأخبار، بينما كان يحضر مناسبة خارج واشنطن العاصمة، وقد تسبب العزل بغضب كومي، الذي استشعر الإهانة، فأصبح خصماً لدوداً لترمب، ولذا كان متوقعاً أن يهاجم كومي ترمب، وخصوصاً أن السي ان ان تريد ذلك، فهي، ورغم تميزها كقناة إخبارية عالمية، إلا أنها لا تنتهج الحياد، عندما يتعلق الأمر بالرئيس الحالي.

هذه الحرب الشرسة في واشنطن تزداد وتيرتها بشكل كبير، فمعركة الانتخابات الرئاسية القادمة بدأت، ولا يتخيل الديمقراطيون خسارتها، فالخصومة أكبر من خصومة سياسية وحزبية هذه المرة، إذ هي أيدولوجية بالدرجة الأولى، بين اليمين الذي يمثّله ترمب، وبين اليسار الجديد، يسار باراك أوباما وبيرني ساندرز وحالياً الهان عمر، وحتى الديمقراطيون المعتدلون يعتقدون أن هذه الأيدولوجيا اليسارية لا تمثّلهم، إذ هي أقرب للاشتراكية، ومنفلتة من المعايير الأخلاقية، حسب وصف أحد المعلقين، والطريف في الأمر أيضاً، هو أن بعض الجمهوريين المعتدلين يتهمون ترمب بأنه شطح بأيدولوجية الحزب التقليدية، وأصبح أسيراً لليمين المتطرف، ويصعب نفي ذلك، إذا ما أخذنا في الاعتبار نتائج الانتخابات الماضية، والتي شكَّل اليمين المتطرف جزءاً لا يُستهان به من ناخبي ترمب.

ومع كل مظاهر الحرب، التي تجري على ضفاف جادة بنسلفانيا افنيو والكابينال هيل، والتي يثير الديمقراطيون أوارها كلما خبأت، ومن المتوقّع أن تزداد من الآن وحتى موعد الانتخابات القادمة، إلا أن الديمقراطيين في وضع سيئ، فهم لا يملكون الأدوات اللازمة للفوز، وأهم هذه الأدوات هو المرشح، الذي من الممكن أن يطيح بترمب، فإذا كان حصانهم الرابح هو نائب الرئيس أوباما، جوزيف بايدن، فهذا مؤشر غير مريح، فالرجل مستهلك، وفي أواخر السبعينات من عمره، علاوة على تاريخه، الذي لا يخلو من شطحات، سيتم تضخيمها مع مرور الوقت، وسبق أن عرضت في مقالات سابقة بعض المعلومات عن بعض المرشحين الديمقراطيين، وكتبت حينها أنني لا أتصور أن أياً منهم سيستطيع الإطاحة بترمب، والخلاصة هي أن حالة الحرب في واشنطن في أعلى مستوياتها، وستتطور لما هو أكبر، وهذا عن الحرب الداخلية، أما الحرب الأخرى، التي تقرع طبولها قريباً منّا، في منطقة الخليج، فسنتحدث عنها في المقال القادم!

&

&