&عبدالله محمد الشيبة

جاء إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2019 عاماً للتسامح بمثابة الدافع لمؤسسات الدولة لإبراز قيم المجتمع الإماراتي في التسامح والذي تحمل أول وزارة في العالم اسمه على أرض الإمارات، إضافة لإصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، والإعلان عن إنشاء «البرنامج الوطني للتسامح» و«جائزة محمد بن راشد للتسامح» و«المعهد الدولي التسامح» مما أدى إلى تصدر الإمارات المركز الأول في مؤشر «التسامح مع الأجانب» في ثلاثة تقارير دولية للعام 2017 - 2018. ويؤكد عام التسامح منزلة دولة الإمارات العربية المتحدة ليس على المستوى العربي فقط بل على المستوى العالمي أيضاً إذ تحتضن ما يناهز 220 جنسية على أرضها يعيشون في أمن وأمان وسلام قلما نجده في الدول الأخرى.&


ومما لا ريب فيه أن تسامح المجتمع الإماراتي سمة تتوارثها الأجيال نتيجة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف بجانب تعايش أفراد ذلك المجتمع مع العديد من الجنسيات منذ ما قبل تأسيس الدولة نتيجة التجارة مع العديد من الدول المجاورة والاختلاط بشعوبها ولكن الأمر الجلي هو ترسيخ قيم التسامح تحت قيادة وتوجيهات ومتابعة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه- والذي أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن عام التسامح هو امتداد طبيعي لـ «عام زايد» الذي امتد طيلة العام 2018 وقال سموه: إن «ترسيخ التسامح هو امتداد لنهج زايد وهو قيمة أساسية في بناء المجتمعات واستقرار الدول وسعادة الشعوب، وأن أهم ما يمكن أن نغرسه في شعبنا هو قيم وإرث زايد الإنساني وتعميق مبدأ التسامح لدى أبنائنا».


وجاء تنظيم «جائزة خليفة التربوية» مؤخراً لندوة متميزة بموضوعها وضيوفها المتحدثين لتضع بصمتها على جانب شخصي من حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله- لم يكن ليعرفه غالبية أفراد المجتمع لولا توثيق المتحدثين لقيم التسامح في أقواله وأفعاله - طيب الله ثراه -. وقد تصدرت فعاليات الندوة مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله-: «إذا كان أعظم العظماء الخالق عز وجل يسامح نحن بشر، خلقنا ما نتسامح، نحن بشر... كلنا أخوان»، وهي مقولة تعكس بحق الدور الريادي المتميز والاستراتيجي الذي قام به الشيخ زايد، طيب الله ثراه، قبل نصف قرن تقريباً في تأسيس دولة تقوم على أعمدة راسخة من أبرزها على الإطلاق «التسامح» وبذلك جاءت جميع أفعاله - رحمه الله- ترجمة شفافة وقوية لأقواله عن التسامح إذ كان يراه أمراً واجباً على الجميع لكي ينعم المجتمع الإماراتي بجميع فئاته وثقافاته بالسعادة والأمن والأمان.&
وقد ركز المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - على جوهر الإنسان بغض النظر عن عرقه ودينه وجذوره الاجتماعية مما كان له أبلغ الأثر في نشر ثقافة التعايش مع الثقافات المختلفة والقبول بالآخر والابتعاد عن التكبر والتعالي. وقد انعكست رؤيته - رحمه الله - على العديد من مجالات الدولة ومنها إقرار الدستور في بعض مواده لمبادئ التسامح إضافة إلى الجانب الاقتصادي، إذ احتضن اقتصاد الدولة أكثر عن 200 جنسية يساهمون بطمأنينة وسلام في بناء الدولة وتطويرها، بجانب السياسة الخارجية للدولة ومناهج التعليم وغيرها من المجالات. والمحصلة النهائية، إقامة مجتمع ينبذ الكره والتطرف ويدعو للتسامح ويرسخ قيمه التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - رائد التسامح.

&

&

&