محمد الساعد

ما الذي يدفع الرياض لعقد ثلاث قمم دفعة واحدة، ما هو الخطر المحدق بالعالم الإسلامي والعربي والخليجي ويستدعي هذا «النفير» السياسي الذي تبنته الرياض وأصرت عليه حماية لعالمها الإسلامي.

في الحقيقة، إن منعطفا تاريخيا وجغرافيا يتشكل في المنطقة منذ عام 2003 عندما احتلت الجيوش الأمريكية العراق، تراجع قليلا لكنه استأنف نشاطه مع عام 2011 تحت مظلة ما يسمى بالربيع العربي.

أهدافه بالتحديد إعادة رسم الخارطة السياسية في المنطقة، نتيجة ضرورات اقتصادية «أوروبيا» بالتحديد، وضرورات سياسية أمريكية، سينتج عنها التراجع عن خرائط سايس بيكو التي رسمت قبل مئة عام، وتدوير الأنظمة، بما يحقق مصالح جديدة تضمن للغرب تفوقا للمئة عام القادمة.

أيضا الاستحقاقات التي أفرزها الصراع «الروسي الأوروبي - الروسي الأمريكي» في سورية وأوكرانيا وليبيا وفنزويلا، أصبح من الملح له أن ينفس عنه في منطقة رخوة، وليس هناك أكثر لزوجة من منطقة الخليج بسبب السياسات الإيرانية الإرهابية والمستمرة منذ أربعين سنة.

الذي يحدث الآن في العالم يستدعي أن لا يكون العالم الإسلامي مجرد متلقٍ لنتائج الصراع والاتفاق، بل يجب أن يكونوا شركاء في عصر جديد، تحت التشكل ولا شك أن هذه المراجعة الإسلامية والعربية والخليجية تشير إلى أن الخطر أكبر مما يمكن التغافل عنه أو الدفاع ضده.

إنه الدور السعودي الذي استشعر ذلك نيابة عن عالمها الإسلامي، وهو دور ليس بالجديد بل تتبوؤه منذ مئة عام، منذ نشوء الدولة الوطنية في العالم الإسلامي والسعودية تعتبر نفسها «رمانة» التوازن، وجسر السلام بين المسلمين وبين الشعوب والأمم الأخرى.

الخطر القادم يدفع السعودية لإعادة «التضامن الإسلامي» إلى الواجهة للحد ليس من الخطر القادم فحسب، بل وتخفيف تداعيات الصدام المتوقع بين الجيش الأمريكي وربما التحالف الذي ستقوده للتخلص من إيران.

أما الاستحقاقات فهي بين خيارين أحلاهما مر «إيرانيا»..

أولها.. ضربة عسكرية ساحقة تستهدف بنك «أهداف» يحتوي آلاف المواقع ويستغرق قصفها خمسة أشهر من الضرب المتواصل، على رأسها المفاعلات والمخازن النووية والقواعد العسكرية والمصانع العسكرية، وبالأخص مشروع الصواريخ العابرة.

وثانيها.. رضوخ مهين قد يتحول إلى نفط مقابل الغذاء، وكذلك حظر للطيران وإخضاع برامج الصواريخ والتطوير النووي لرقابة صارمة تشابه ما حصل مع العراق.

لقد أصبح النظام الإيراني مصدر تهديد «عابر» وخطير جدا وعليه فمن واجب المجتمع الدولي أن يقف أمام تمدد إرهابه وطغيانه، ومن الأولوية أن يتصدى العالم الإسلامي أولاً قبل المجتمع الدولي بعدما تحولت طهران إلى مصدر تهديد لقبلة العالم الإسلامي «مكة المكرمة»، بل قامت بمحاولة قصفها أكثر من مرة.

المشروع السياسي «الإسلامي» ليس جديدا ولا زعامة الرياض جديدة، المؤثر سياسيا في الخطوات السعودية أن الدائرة الإسلامية لم تغب عن صانع القرار في الرياض بل تترسخ وتظهر في أي منطقة إسلامية رخوة تحتاج لتدخل المملكة.

إنه الدور السياسي المتعاظم الذي تبذله السعودية الجديدة وتقدم نفسها من خلاله للعالم الإسلامي الذي يبدو في أمس الحاجة لمن يمد يده إليه لينتشله من براثن التطرف والتخلف والاقتصاد المتردي.