&بينة الملحم

&نسمع بالتلميذ البليد والمراهق البليد لكن لم يسبق أن سمعنا أو قرأنا في كل تاريخ الدبلوماسية ولا في العلوم السياسية بمصطلح الدولة البليدة، وهذا ما تفردّت به شبه دويلة قطر بامتياز!

والفضل في ذلك يعود لأكثر الأخبار السياسية المثيرة للسخرية هذا الأسبوع والذي قد انفردت به دويلة قطر حينما صرّحت&‏وزارة خارجية قطر على بيان قمتي دول مجلس التعاون وقمة الدول العربية: "لم نتمعن في بياني قمتي التعاون والعربية وقررنا التحفظ والرفض"، وذلك بعد الاجتماع وبعد الانتهاء من انعقاد القمتين بمدة!

لا خلاف أن الدول ذات السيادة الحقيقية التي تملك قرارات نفسها تُصرِّح برأيها وتعلن موقفها إزاء أي أمر أو موضوع في ذات الوقت كما قال وعلَّق معالي الأستاذ عادل الجبير: "تحريف ⁧قطر⁩ الحقائق ليس مستغرباً،&والدول التي تملك قرارها تعلن مواقفها وتحفظاتها في إطار الاجتماعات وليس بعد انتهائها".

موقف شبه دويلة قطر البليد ظاهرياً والمسلوبة الإرادة والسيادة حقيقة وواقع يؤكدان على صواب قرار مقاطعتها الذي سيدخل عامه الثالث، وكما قلنا سابقاً وما كُتب في هذه الزاوية وكتب الكثير&وبعيداً عن لغة الأرقام التي تتحدث عما تكبدته شبه دويلة قطر من خسائر وانهيار في اقتصادها وما انعكس سلباً على شعبها على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية، وبعيداً عما آتت به المقاطعة من ثمارها من توقف الكثير من مصادر تمويل الإرهاب واختفاء الكثير من الإرهاب والعمليات الإرهابية وعودة الاستقرار في بعض دول المنطقة التي كان تنظيم الحمدين يستهدفها في استقرارها فإن أعظم خسارة فادحة تتكبدها أي دولة تحترم نفسها هي خسارة وبيع سيادتها المزعومة، وهي ذاتها التي كانت حجتها المزيفة بعدم قبول المطالب الـ13 التي قدمتها الدول الأربع، وتذرعت حكومة&تنظيم الحمدين&بأن تلك المطالب "غير قابلة للتطبيق لأنها تتعارض مع مبدأ السيادة الذي تصر عليه ولا تتنازل عنه، تلك&السيادة في ظل عُرف النظام القطري أن تكون تحت أمر الوصاية&الإيرانية وتوجيهات أصحاب العمامات والطرابيش ممن صاروا يرسمون مسار السياسة الخارجية لجزيرة شرق سلوى، وهذا ما يفسر موقفها الأخير وتصريحها البليد والمثير للسخرية بقولها (لم نتمعن في البيان) بحيث تجاوز الأمر في إصرار&الدوحة&على "اعتبار&إيران&جزءاً&من الحل الأمني في المنطقة لا جزءاً من المشكلة،&ناهيك عن تسليم أراضي الجزيرة المعزولة إلى&الجيش التركي&وعناصر&الحرس الثوري&الإيراني، ومنظمات إرهابية كالإخوان المسلمين وحزب الله" إلى الانسلاخ التام من الجسد العربي والتنصل من الهوية الخليجية وإن لم تكن في أي يوم من الأيام منحازة لأي منهما سوى تمثيل وشكل، بينما في الواقع فهي أداة تخريب ومعول هدم لهزّ استقرار وضرب أمن المنطقة وتشتيت وتشريد شعوبها.

لكن ما يؤسف حقاً أنه كان وربما لا يزال هناك (عشم) لدى البعض أن يتراجع هذا النظام القطري وأن يعود إلى رشده، وما أعتقده أنه من ضروب المستحيل أن يتخلى عن بيع سيادة قطر وكرامتها المهدرة وأن يتخلى عن رهن دويلته لدول وتنظيمات إرهابية، ويشرع أبوابه ويُوطّن لجيوش دخيلة كانت تستعمر أرضه حتى وقت ليس بالبعيد من عمر دولته الصغير والصغير جداً!