& عيسى الغيث

من المصطلحات الدارجة (الذئاب المنفردة) حيث تطلق على العمليات الإرهابية التي يقوم بها فرد واحد من التنظيمات الراديكالية كالقاعدة وداعش، وحتى من المنظمات غير الإسلامية، وكذلك غير المسلمة كالمجزرة التي حصلت في مساجد نيوزيلندا من نصراني متطرف ضد مسلمين.

وهذا المصطلح العائد إلى (الذئب) بسبب أن الذئاب الحيوانية تقوم بعملياتها منفردة وليس مع قطيع، ولكن لدي ملاحظة ذكرتها في عدة مرات لا سيما في بعض المؤتمرات لمكافحة الإرهاب، حيث قلت إن الأعراف العربية الحالية تعتبر إطلاق لقب (الذئب) على الآخر ممدحة، فلو قال أحد لآخر (يا ذيب أو فلان ذيب) فإنها ممدحة بعكس لو قال (يا كلب أو فلان كلب) فإنها تعتبر مذمة وشتيمة، ويعتبرها القضاء كذلك، ويعاقب عليها، حتى لو كان الأصل بأن الكلب هو النافع والوفي، وبالتالي ينبغي أن يكون ممدحة لا مذمة بخلاف الذئب الذي يعد ضاراً بالإنسان والحيوان، ولكن هذا هو الواقع العرفي حالياً.

وعليه فإن تسمية الإرهابي بذئب يعد ممدحة، وقد يشجع «المراهقين» على ارتكاب ذلك، في حين أننا في وطننا العربي ينبغي ألا نطلق عليهم الذئاب المنفردة بل الكلاب المنفردة لكونها ضالة ومسعورة، وهذا يعتبر من (تقبيح الفعل بتقبيح لقبه) وهو من (الوسائل الوقائية) لمكافحة الإرهاب «لا تسويقه»، وأتمنى من الإعلام العربي مراعاة ذلك وعدم الانسياق وراء مصطلحات غربية (معربة) تناقض مدلولها في (الأعراف) العربية الحالية.