لم تستبعد صحيفة «فايننشال تايمز» الأمريكية أن يستخدم الرئيس دونالد ترمب قانون «أعداء أمريكا» ضد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها أمس، أن صفقة الصواريخ الروسية عبارة عن تصادم بطيء بين تركيا والولايات المتحدة، يمكن أن يؤدي إلى تحول القطار إلى حطام.

وبحسب الصحيفة، فإنه من غير المرجح أن يكون الكونغرس متفائلا مثل ترمب بشأن العقوبات، إذ أوضحت واشنطن مرارًا وتكرارًا أن أنقرة لا يمكنها شراء كل من منظومة الصواريخ الروسية ومقاتلات طراز F-35 الشبح الجديدة، التي تنتجها الولايات المتحدة وحلفاؤها. وحذرت واشنطن من أنه إذا انضم أردوغان كحليف في الناتو إلى روسيا، فسوف تتأثر تركيا بقانون «مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات» CAATSA. ولفتت إلى صوابية القرار الأمريكي بإيقاف تدريب الطيارين الأتراك على المقاتلات F-35، وعمليات التسليم المبكرة لنحو 100 من الطائرات التي تعاقدت أنقرة على شرائها.

ولفتت «فايننشال تايمز» إلى أن جوهر المشكلة يكمن في هشاشة تركيا أمام روسيا نتيجة لسياساتها السابقة المتلعثمة بشأن سورية، والتي تقع في صدارة خلافاتها مع الولايات المتحدة. واعتبرت أن أردوغان أصبح مدينًا لبوتين على مدار السنوات الثلاث الماضية، إذ أنقذت موسكو نظام بشار الأسد بينما دعمت أنقرة مجموعة متنوعة من الجماعات المسلحة التي تحاول الإطاحة به. ومنذ عام 2016، كان الهدف الرئيس لتركيا هو خنق كيان سوري كردي يتمتع بالحكم الذاتي على حدوده، تديره قوات تدعمها الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش. وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن تركيا، افتراضيًا، تجد نفسها حاليا في تحالف هش مع روسيا وإيران في سورية.

ورجحت أنه إذا قام أردوغان بإهانة الروس في ما يتعلق بصفقة الصواريخ S-400، فربما يقوم بوتين بتصعيد هجومه ضد آخر جيب للمتمردين في إدلب حيث توجد عشرات المواقع العسكرية التركية. كما أن احتلال تركيا لجيبين حول إدلب، كجزء من حملتها ضد قوات حماية الشعب الكردي، أو وحدات حماية الشعب YPG، التي تسيطر على جزء كبير من شمال سورية عند حدودها، لا يمكن تحقيقه إلا بموجب صفقة تباركها روسيا.

ولكن ترغب تركيا في الضغط على الأراضي التي يسيطر عليها YPG في شمال شرق سوريا تحت غطاء سلاح الجو الأمريكي. وتختتم «فايننشال تايمز» افتتاحيتها قائلة إنه إذا كان أردوغان يعادي الولايات المتحدة بالفعل، فلن تكون عضوية تركيا في شراكة حلف الناتو أو برنامج تصنيع F-35 محل شك. ولن يكون من الحكمة أن يثق أردوغان كثيرا في الكلمات اللطيفة التي قالها الرئيس ترمب في أوساكا.

وأكد موقع «بلومبيرغ» أن تركيا تستعد للأسوأ وتستبق عقوبات واشنطن بتخزين قطع غيار مهمة للأسلحة الأمريكية الصنع، في وقت يضع الكونغرس خطط عقوبات محتملة ربما تُلحق الشلل بالاقتصاد التركي في مراحلها الأشد قسوة. وفيما لم يذكر الموقع متى تم اتخاذ قرار التخزين، فإن مسؤولين أتراك أعلنوا أن الاستعدادات تم اتخاذها تحسباً لاحتمال فرض حظر أمريكي.